كما يقول الفلاسفة: السؤال الأصعب الذي يمكن أن تسأله لأي شخص هو سؤال (من أنت؟). فالإجابة عليه تتطلب معرفة الإنسان لنفسه عن قرب معرفة دقيقة ومحددة.
ثلث الفلسفة تهتم فقط بالإجابة على سؤال (من أنت؟). ولهذا، نجد أن من ينجحون في معرفة أنفسهم هم الأشخاص الذين تلقوا تعليما ذاتيا جيدا. ولكن، ليس بالضرورة أن يكون التعليم ذاتيا فقط، فبعض الأنظمة التعليمية الجيدة تقدم الآلية التي يتعرف بها الإنسان على نفسه من خلال برامجها التعليمية.
المطلوب هو أن تتبنى وزارة التربية والتعليم ــ في ظل سمو الوزير (صانع المستحيل) ــ تقديم برامج صفية أو لا صفية تهتم بتطوير الذات؛ مثل: برامج تعلم التفكير، وصناعة القائد/ القائدة، وإطلاق القدرات الذاتية.
مثل هذه البرامج تقود الفرد للتعرف على ذاته.. ليعرف طريق الاعتدال، والتسامح، والسلام. وهي تطوير حقيقي في مستوى التعليم وغاية نسعى لأن يصل التعليم إليها. فليس أجمل من أن يرقى التعليم العام لمستوى تعريف الشخص على ذاته وتقديمه للعالم كما هو وليس كما يفترض أن يكون.
لو نظرنا حولنا، لو جدنا أن معظمنا يعيشون بشخصيات افتراضية ليست حقيقية، وربما ــ وهذا ليس مستبعدا ــ أنهم لا يعرفون شخصياتهم الحقيقية.. فنحن لا نعرف كيف نكون ذواتنا، لأننا لم نتعلم كيف نكون ذواتنا، ولكن تعلمنا أن نكون ظلالا خافتة لشخصيات أناس آخرين.
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم أن يتم تبني فكرة البرامج الصفية واللاصفية المهتمة بتطوير الذات للطلاب والطالبات، تبدأ من المراحل التعليمية الأولى.. فتعليم التفكير، على سبيل المثال، يمكن البدء في تعليمه للطفل قبل سن السادسة. مما يعني أن مثل هذه البرامج ليست فكرة مبالغا فيها، فكل ما تحتاجه هو (صناعة المعرفة).. ووزارة التربية والتعليم هي المصدر الأساس في صناعة تلك المعرفة.