يتأفف الناس غالبا من الانتظار ويكرهونه فهم يرونه يستعبدهم ويقيد حريتهم ويبعث في نفوسهم الضجر، الانتظار يحرق وقت الناس وتضيع بسببه سنون عزيزة من أعمارهم لا يفعلون فيها شيئا سوى الترقب. يشعر الناس أنهم ضحايا الانتظار في كل مكان وكل حين فالانتظار يلاحقهم في المطارات وفي المستشفيات وعند طبيب الأسنان وفي محلات تصفيف الشعر وفي البنوك وعند إشارات المرور، سلسلة طويلة من الانتظارات تخلو من الجمال وتتدثر بمشاعر التوتر وشد الأعصاب والضيق بهدر الوقت.
لكن ضيق الناس من الانتظار يتضاعف أكثر وأكثر حين يكونون في انتظار بزوغ شمس ظلت غائبة عن حياتهم، لكنها لا تبزغ، أو حين يشعلون من حين لآخر شموع أمل تضيء انتظارهم باقتراب نيل ما يرجون، لكنه لا يقترب، أو عندما يكررون العزف على أوتار المنى مرات ومرات في انتظار مترقب لسماع الألحان، لكن الأوتار تتكسر بين أصابعهم ولا نغم يصدح، هنا لا يمكن لأحد أن يحب الانتظار، فيأخذ السأم والضجر في الزحف إلى نفوس المنتظرين مصطحبا معه اليأس والقنوط. ونزار قباني له أبيات يتحدث فيها عن الانتظار وكيف أنه أصابه السأم من فرط طول ما انتظر ولم يتحقق له ما يرجو: (سئمت الانتظار، ولعبتي مع النار، لم تبق سوى دقائق خمس، وتغرب عن سماء حبنا الشمس).
لكن نزار وهو يهمس بأبياته هذه، يبدو في عيني أنه لا فرق عنده بين انتظار الحبيب وانتظار غيره، فهو يتعامل مع كل أشكال الانتظار بطريقة واحدة، لا فرق عنده بين أن يكون الانتظار لسائق يعود به إلى البيت بعد يوم عمل طويل مرهق، أو يكون الانتظار لحبيب ترتعش الروح توقا لرؤيته!! كلا الأمرين عند نزار يبدوان متماثلين، فالانتظار هو الانتظار، متى طال أمده جلب السأم لصاحبه وانقبض صدره واشتعلت أعصابه بالتوتر والضيق!!
وما أظنه هو أن نزار وهو يردد (سئمت الانتظار) يكشف عن حقيقة ربما ما كان يود لها الكشف، وهي أنه رغم ما تقوله بقية الأبيات، لا يحمل في أعماقه حبا صادقا لمن ينتظرها!! ولو حمل الحب حقا لما شعر بالسأم وهو ينتظر!! فطول أمد انتظار الحبيب وتلكؤه في الحضور أو حتى عدم حضوره نهائيا، قد يصحبه الشعور بالخيبة والوجع أو سيل الدمع، لكنه لا يصحبه السأم أبدا!! فانتظار الحبيب ليس مثل انتظار غيره، انتظار الحبيب حين يعد باللقيا بعد طول نأي، له مذاق آخر، مذاق مشبع بالحلاوة والفتنة وقد امتزج بنكهة وعود تبشر بانتهاء الفراق، فيصير الانتظار حلما هانئا مشبعا بشذى السعادة، لذلك فإنه مهما طال يظل الأجمل والأقرب إلى القلب. أن نعيش الانتظار يعني أن نعيش الأمل في اللقيا، فهل يمكن السأم من ذلك؟!!
ارتقاب موعد الحبيب يطلق هرمونات الفرح تنثر نشوتها داخل العروق وتلون القلب بألوان الأحلام الفاتنة ترسم فوق هدب العين توقعا بهيجا أن يحط الطائر المهاجر ثانية فوق شجرة الحب المزروعة منذ قديم في حدائق القلب.
من كان هذا شأنه كيف يجرؤ السأم على الاقتراب منه!!
فاكس 4555382-1
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250
موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة
لكن ضيق الناس من الانتظار يتضاعف أكثر وأكثر حين يكونون في انتظار بزوغ شمس ظلت غائبة عن حياتهم، لكنها لا تبزغ، أو حين يشعلون من حين لآخر شموع أمل تضيء انتظارهم باقتراب نيل ما يرجون، لكنه لا يقترب، أو عندما يكررون العزف على أوتار المنى مرات ومرات في انتظار مترقب لسماع الألحان، لكن الأوتار تتكسر بين أصابعهم ولا نغم يصدح، هنا لا يمكن لأحد أن يحب الانتظار، فيأخذ السأم والضجر في الزحف إلى نفوس المنتظرين مصطحبا معه اليأس والقنوط. ونزار قباني له أبيات يتحدث فيها عن الانتظار وكيف أنه أصابه السأم من فرط طول ما انتظر ولم يتحقق له ما يرجو: (سئمت الانتظار، ولعبتي مع النار، لم تبق سوى دقائق خمس، وتغرب عن سماء حبنا الشمس).
لكن نزار وهو يهمس بأبياته هذه، يبدو في عيني أنه لا فرق عنده بين انتظار الحبيب وانتظار غيره، فهو يتعامل مع كل أشكال الانتظار بطريقة واحدة، لا فرق عنده بين أن يكون الانتظار لسائق يعود به إلى البيت بعد يوم عمل طويل مرهق، أو يكون الانتظار لحبيب ترتعش الروح توقا لرؤيته!! كلا الأمرين عند نزار يبدوان متماثلين، فالانتظار هو الانتظار، متى طال أمده جلب السأم لصاحبه وانقبض صدره واشتعلت أعصابه بالتوتر والضيق!!
وما أظنه هو أن نزار وهو يردد (سئمت الانتظار) يكشف عن حقيقة ربما ما كان يود لها الكشف، وهي أنه رغم ما تقوله بقية الأبيات، لا يحمل في أعماقه حبا صادقا لمن ينتظرها!! ولو حمل الحب حقا لما شعر بالسأم وهو ينتظر!! فطول أمد انتظار الحبيب وتلكؤه في الحضور أو حتى عدم حضوره نهائيا، قد يصحبه الشعور بالخيبة والوجع أو سيل الدمع، لكنه لا يصحبه السأم أبدا!! فانتظار الحبيب ليس مثل انتظار غيره، انتظار الحبيب حين يعد باللقيا بعد طول نأي، له مذاق آخر، مذاق مشبع بالحلاوة والفتنة وقد امتزج بنكهة وعود تبشر بانتهاء الفراق، فيصير الانتظار حلما هانئا مشبعا بشذى السعادة، لذلك فإنه مهما طال يظل الأجمل والأقرب إلى القلب. أن نعيش الانتظار يعني أن نعيش الأمل في اللقيا، فهل يمكن السأم من ذلك؟!!
ارتقاب موعد الحبيب يطلق هرمونات الفرح تنثر نشوتها داخل العروق وتلون القلب بألوان الأحلام الفاتنة ترسم فوق هدب العين توقعا بهيجا أن يحط الطائر المهاجر ثانية فوق شجرة الحب المزروعة منذ قديم في حدائق القلب.
من كان هذا شأنه كيف يجرؤ السأم على الاقتراب منه!!
فاكس 4555382-1
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250
موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة