في الحادي عشر من سبتمبر سنة 2003م، نشر الكاتب السوري المقيم في فرنسا هاشم صالح، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، مراجعة لكتاب المستشرق الفرنسي المعاصر روجيه ارنالديز الموسوم (ابن رشد.. عقلاني في أرض الإسلام)، وقبل أن يختم هاشم صالح المراجعة، أشار إلى الدكتور محمد أركون، وأعطاه وصف ابن رشد العصور الحديثة.
هذا الوصف استوقف انتباهي كثيرا، ووجدته وصفا مثيرا للجدل، لا ينبغي المرور عليه من التوقف عنده، وفحصه ومناقشته، فهذا النمط من الأوصاف لا يجوز فيه التساهل والإرسال، من دون التثبت والتيقن منه، خاصة وأن هذه الأوصاف تعبر عن مقولات فكرية، تختزل بدورها شبكة من المفاهيم، وتكتنز تجارب تاريخية، تصل في مثل هذه الحالة، إلى مستوى تجربة ابن رشد التي عبرت الأزمنة والأمكنة من العصور الوسيطة إلى العصور الحديثة، وعبرت حتى الثقافات والديانات.
والسؤال: هل حقا أن أركون هو ابن رشد العصور الحديثة؟ وأننا مع وجود أركون نكون قد وجدنا ابن رشد في عصرنا، متمما له، أو متكاملا معه، أو مقتفيا أثره، أو معبرا عن روحه، أو متمثلا لتراثه وتجربته؟
لعل هاشم صالح هو أول من أطلق هذا الوصف على أركون، الذي يعرفه عز المعرفة، ولا يكاد يجاريه أو يتفوق أو يتقدم أو يجادل عليه أحد في هذه المعرفة، وأكثر من ذلك، فهو الذي عرف بكتابات أركون ومؤلفاته وتراثه الفكري في المجال العربي، عن طريق الترجمة من الفرنسية إلى العربية، الترجمة التي تعامل معها صالح بدرجة عالية من الاهتمام والإتقان، ومن الحماس والاندفاع أيضا، ولولاه لما عرف أركون كما عرف ويعرف اليوم في العالم العربي، ولتأخرت هذه المعرفة.
لا شك أن أركون كان محظوظا جدا بهذه المعرفة، التي قدمت له خدمة جليلة، يتمناها ويطمع فيها الكثيرون لأنفسهم، ومن هذه الجهة فإن هاشم صالح كان وفيا ونبيلا لأستاذه أركون، والذي لم يتغير عليه، أو يبدل موقفه منه، أو انطباعه عنه، طيلة ثلاثين سنة أمضاها معه، ومع كتاباته ومؤلفاته وتراثه الفكري، وذلك منذ وصوله إلى باريس، ولقائه به في جامعة السوربون سنة 1977م.
ومن جانب آخر، لا أدري إن كان هاشم صالح جازما وواثقا من هذا الوصف الذي أطلقه على أركون أم لا؟
فقد رجعت إلى ثلاثة مقالات نشرها في صحيفة الشرق الأوسط حول أركون، في حياة أركون وبعد وفاته، لمعرفة في ما إذا كان الوصف المذكور قد ورد وتكرر في هذه المقالات أم لا؟
وهذه المقالات الثلاثة بحسب ترتيبها الزمني في النشر، هي: المقال الأول (محمد أركون ومشروعه) نشر في 24 يونيو 2003م، المقال الثاني (هل تغير محمد أركون؟) نشر في 14 أبريل 2005م، المقال الثالث (أركون واللقاءات الأولى) نشر في 19 سبتمبر 2010م.
وبعد مطالعة هذه المقالات، وجدت أنها جاءت خالية من ذلك الوصف، وخالية تماما من اسم ابن رشد، وهذا هو منشأ التساؤل فيما إذا كان صالح جازما وواثقا من الوصف الذي أطلقه على أركون، أم لا؟
almilad@almilad.org
هذا الوصف استوقف انتباهي كثيرا، ووجدته وصفا مثيرا للجدل، لا ينبغي المرور عليه من التوقف عنده، وفحصه ومناقشته، فهذا النمط من الأوصاف لا يجوز فيه التساهل والإرسال، من دون التثبت والتيقن منه، خاصة وأن هذه الأوصاف تعبر عن مقولات فكرية، تختزل بدورها شبكة من المفاهيم، وتكتنز تجارب تاريخية، تصل في مثل هذه الحالة، إلى مستوى تجربة ابن رشد التي عبرت الأزمنة والأمكنة من العصور الوسيطة إلى العصور الحديثة، وعبرت حتى الثقافات والديانات.
والسؤال: هل حقا أن أركون هو ابن رشد العصور الحديثة؟ وأننا مع وجود أركون نكون قد وجدنا ابن رشد في عصرنا، متمما له، أو متكاملا معه، أو مقتفيا أثره، أو معبرا عن روحه، أو متمثلا لتراثه وتجربته؟
لعل هاشم صالح هو أول من أطلق هذا الوصف على أركون، الذي يعرفه عز المعرفة، ولا يكاد يجاريه أو يتفوق أو يتقدم أو يجادل عليه أحد في هذه المعرفة، وأكثر من ذلك، فهو الذي عرف بكتابات أركون ومؤلفاته وتراثه الفكري في المجال العربي، عن طريق الترجمة من الفرنسية إلى العربية، الترجمة التي تعامل معها صالح بدرجة عالية من الاهتمام والإتقان، ومن الحماس والاندفاع أيضا، ولولاه لما عرف أركون كما عرف ويعرف اليوم في العالم العربي، ولتأخرت هذه المعرفة.
لا شك أن أركون كان محظوظا جدا بهذه المعرفة، التي قدمت له خدمة جليلة، يتمناها ويطمع فيها الكثيرون لأنفسهم، ومن هذه الجهة فإن هاشم صالح كان وفيا ونبيلا لأستاذه أركون، والذي لم يتغير عليه، أو يبدل موقفه منه، أو انطباعه عنه، طيلة ثلاثين سنة أمضاها معه، ومع كتاباته ومؤلفاته وتراثه الفكري، وذلك منذ وصوله إلى باريس، ولقائه به في جامعة السوربون سنة 1977م.
ومن جانب آخر، لا أدري إن كان هاشم صالح جازما وواثقا من هذا الوصف الذي أطلقه على أركون أم لا؟
فقد رجعت إلى ثلاثة مقالات نشرها في صحيفة الشرق الأوسط حول أركون، في حياة أركون وبعد وفاته، لمعرفة في ما إذا كان الوصف المذكور قد ورد وتكرر في هذه المقالات أم لا؟
وهذه المقالات الثلاثة بحسب ترتيبها الزمني في النشر، هي: المقال الأول (محمد أركون ومشروعه) نشر في 24 يونيو 2003م، المقال الثاني (هل تغير محمد أركون؟) نشر في 14 أبريل 2005م، المقال الثالث (أركون واللقاءات الأولى) نشر في 19 سبتمبر 2010م.
وبعد مطالعة هذه المقالات، وجدت أنها جاءت خالية من ذلك الوصف، وخالية تماما من اسم ابن رشد، وهذا هو منشأ التساؤل فيما إذا كان صالح جازما وواثقا من الوصف الذي أطلقه على أركون، أم لا؟
almilad@almilad.org