أنا متزوجة منذ 13 سنة و أم لثلاثة أطفال، عشت في المنطقة الشرقية سنتين عندما تزوجت وبقيت هناك 6 سنوات، ولم يكن ينغص علينا سوى أننا بعيدون عن الأهل وتم نقل عمل زوجي بعد جهد كبير إلى المنطقة الغربية حيث أهلنا أنا وهو ثم نقل إلى ينبع وعندما حان وقت دخول أولادي للمدارس جئت مع زوجي وأولادي إلى ينبع ولم أكن أعرف أحدا فيها، في الوقت الذي زادت علاقات زوجي بالناس اتساعا وصار يخرج كل يوم من الساعة 8 مساء حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وينام لأنه مضطر للاستيقاظ لعمله صباحا، واستمر الوضع على هذه الحال مدة طويلة، يذهب لعمله ويعود لينام حتى المغرب ليجلس معنا قليلا ويخرج لأجلس معظم ساعات النهار والليل لوحدي، ولا أجتمع به إلا ساعتين في اليوم تقريبا، تحدثت إليه عدة مرات وأخبرته بأني بدأت أشعر بالزهق من الجلوس لوحدي ويكون جوابه في كل مرة هذا نظام حياتي عجبك عجبك ما عجبك أنقلك أنت والأولاد إلى المدينة، وأعود لأحدث نفسي بأنه من غير اللائق تركه لوحده بعد أن كبر أولادي وارجع للصبر وقد مضى سنتين على هذا الحال، والمشكلة تفاقمت فقد صار عصبيا أيضا ولا يحتمل أي كلمة مني في هذا الموضوع ولاحظت أنه حين يقول لي أنقلكم إلى المدينة وأقول له لا يزيد في الخروج لدرجة انه يأخذ  أولاده ويروح يدور في السيارة قليلا ويرجعهم وأنا لوحدي، والآن أشعر أني تعبت وقررت الانتقال لجانب أهلي ولكن زوجي رافضاً الفكرة ويقول تذهبين وتتركيني لوحدي علما بأنه قادر على الانتقال للمدينة معي ومع الأولاد ولكنه يشعر براحة كبيرة في ينبع ويفكر بالاستقرار فيها فماذا أفعل هل أتركه وأذهب مع أولادي أم أبقى أرجوك أتمنى أن ترد بأسرع وقت لأني أثق جدا في آرائك وآسفة على الإطالة.
أم احمد

- مشكلتك لها شقان الأول يكمن فيك والثاني يكمن في زوجك، أما الجزء المتعلق بك فأنت بحاجة لإيجاد حل له وهو حل بسيط، والمتتبع لرسالتك يدرك أنك سيدة تحتاجين لزيادة رقعة العلاقات الاجتماعية لديك، فلقد عشت في المنطقة الشرقية لسنوات ست ومع ذلك لم تكوني صداقات تذكر على ما يبدو، ثم حين انتقلت إلى المنطقة الغربية وبخاصة إلى ينبع ولم تستطيعي أيضا تكوين صداقات مع جيرانك أو البيئة المحيطة، علما بأن مدينة ينبع الصناعية بها عدد هائل جدا من أسر العاملين في المشاريع الصناعية، إضافة إلى توفر العديد من الأنشطة الاجتماعية في الكثير من المناسبات التي كان بالإمكان توظيفها للتعرف على بعض الأسر التي تستطيعين أن تمضي وقتا مع نسائها، وأين أنت من نساء أصدقاء زوجك ألا يمكن أن تتعرفي على بعضهن لتمضي بعضا من وقتك معهن؟ ألا يمكنك أن تبحثي عن تطوير لنفسك من خلال المعاهد المتوفرة في ينبع ؟ ألا يمكن أن تشاركي في الأنشطة الاجتماعية والخيرية الموجودة في المنطقة طالما أنك تملكين هذا الكم الكبير من الوقت؟
هذه أختي الكريمة مسئوليتك وأعتقد أنك قادرة على المشاركة في الكثير من الأنشطة التي ذكرناها آنفا، والمشكلة التي تكمن لديك أنك لا تريدين خوفا أو رهبة أو حفاظا على طابع الحياة الذي تعودت عليه لا أدري ولكن إصرارنا على أن نبقى ضمن دائرة أهلنا ولا نعرف أحدا إلا هم هو الذي أوصلك إلى الشعور بالغربة مع أنك تعيشين في وسط الناس على الرغم من السنوات الطويلة التي أمضيتها بينهم، حاولي أن تبدئي من الآن وتعرفي على زوجات أصدقاء زوجك واشتركي في الأنشطة الاجتماعية والعلمية والخيرية الموجودة حولك وأنا على يقين أنك قادرة بإذن الله على التعرف على العديد من السيدات واختيار من تشعرين بالارتياح معهن.
ربما لاحظت أنني من خلال مناقشة الجزء الخاص بدورك في المشكلة أتمنى بقاءك مع زوجك لأنني لا أرى معنى لترك المرأة لزوجها والعيش بعيدا عنه مع أولادها إلا في الحالات التي يتعذر لأسباب قاهرة بقاؤها معه.
أنت تشتكين من أنك لا ترينه إلا ساعتين في اليوم فماذا سيحصل حينما يعيش بعيدا عنكم طوال أيام الاسبوع وأي نتائج ستجنونها أنت والأولاد من هذا البعد؟
أما الجزء الخاص بزوجك من المشكلة فواضح فهو مخطئ تماما في الخروج اليومي مع أصحابه لأن هذا الخروج أسعده هو وأزعجك أنت، وواضح أنك أيها الزوج الكريم لم تلاحظ ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الخروج من تأثير سلبي على زوجتك فقد أوصلتها إلى مستوى من الهروب منك ومن بيئة عملك، وقولك لها هذا برنامجي عجبك عجبك ما عجبك ..... ليس قولا سليما فهي زوجتك وأنت مسئول عنها وعن مشاعرها تجاهك وإصرارك على بقائها معك في مكان عملك دون أن تقوم بما ينبغي من جهد لتقريبها منك أدى إلى النتيجة التي تتحدث عنها زوجتك وما تريد أن تفعله دليل على أنك فشلت تماما في زرع الانتماء في نفسها لك ولأسرتك، سارع لتفادي هذه النتائج من خلال زيادة وقت جلوسك في البيت مع زوجتك وأولادك لأن الشق الثاني من نتائج هذه المشكلة سوف تراه قريبا حين يكبر أولادك عندها ستعض أصابعك ندما على ما فات لأنهم سيكبرون وستكبر مشاكلهم ولن تستطيع زوجتك السيطرة على سلوكهم وستجد نفسك غريبا عنهم، والأمر يحتاج لموازنة وقتك فأنت لم تتزوج هذه المرأة لتأكل وتشرب في بيتك وتنجب لك الأولاد لأنها كانت تأكل وتشرب في بيت أبيها وكان يحسب لها حسابا وكانت تعيش في وسط أب وأم وأخوة وأخوات يحبونها وتحبهم بدليل أنهم نجحوا في جعلها تنتمي لهم وتحرص على السكن بقربهم في حين أنك لم تنجح في ذلك، أسرع في العودة لبيتك قبل فوات الأوان فليس من حقك أن تطالبها في البقاء إلى جانبك وتعتب عليها لأنها تريد أن تتركك في حين أنك قد تركتها من سنين، لا يزال في الأمر متسع لحل مشكلتكم شريطة أن تغير منذ أسلوب حياتك وتنظم وقتك فلنفسك عليك حق ولكن تذكر قول المصطفى : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ومسؤوليتنا عن زوجاتنا وأبنائنا لا تنحصر في تأمين المسكن والمأكل لهم فهم بشر مثلنا يحتاجون إلى التواجد معك مثلما تحرص على التواجد مع أصحابك.