ربما الآن يمكن طرح مسألة «زوار السفارات» أو كما قال أحدهم «يقيم علاقات خارجية، يحضر الحفلات في السفارات» التي ما فتئ البعض يهدد فيها بعض المفكرين والمثقفين والفنانين وكتاب المقالات، وأن من يقوم بهذا الأمر هو عميل وجاسوس وخائن للوطن.
فأصبح الكثير يرفض الدعوات ويخاف الذهاب، خوفا من أن يتم تصويره وهو يدخل للسفارة بكاميرا «الجوال»، فينتشر المقطع على الإنترنت تحت عنوان «انظروا للخائن».
إن كل دولة حديثة تؤمن بأن عليها أن تصنع لها قوتين، قوة ردع جاهزة للدفاع عن الوطن، وقوة ناعمة قادرة أن تتحاور وتتناقش وتؤثر على الرأي العام في بلد ما لتحقق مصالح وطنها.
وبما أننا نتحدث عن «زوار السفارات» يهمنا هنا القوة الناعمة، هذه القوة تعتمد على المفكر والمثقف والفنان، فتبدأ في غزو الآخر «ميتافيزيقا» وتؤثر فيه، أو على أقل تقدير تحقق أفضل النتائج من خلال علاقات الصداقة التي أنشأتها.
خلاصة القول: إن تهديد المفكر والمثقف والفنان والكاتب السعودي «بغض النظر عن توجهه الفكري» بالخيانة، إن لبى دعوة أو فتح علاقات مع سفارات العالم، هي في نهاية المطاف تضرنا أكثر مما تنفعنا.
لهذا كل ما نحتاجه في هذه القضية أن يكف المحاربون عن عدوانيتهم، لتصنع الدولة قوة ناعمة مؤثرة.
كل ما نحتاجه أن تتدخل وزارة الخارجية ووزارة الثقافة في هذه القضية، لأنهما مسؤولتان عن «القوة الناعمة» الدبلوماسية، وأن تبدأ الوزارتان بإنشاء قسم للتنسيق بينهما وبين المفكرين والمثقفين والفنانين، لصنع هذه القوة الناعمة.
وإن راقت الفكرة للوزارتين سأدلهم على مثقف جاءته دعوة منذ سنوات لزيارة الملحق الثقافي في السفارة البريطانية في أي وقت، لكنه مازال خائفا أن يصوره أحد وينشر المقطع تحت عنوان «خائن الوطن» فيما هو يحب وطنه.

S_ alturigee@yahoo.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة