.. الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. وفي كتاب أصدره أخيراً أخي الدكتور زهير أحمد السباعي أستاذ طب الأسرة والمجتمع بعنوان:
مدخل إلى الصحة العامة
يفصل الدكتور زهير تاريخ الاهتمام بالصحة العامة، كما يذكر المواد الأساسية في الغذاء والفوائد لما هو مكتسب منها ومسببات الأمراض من الميكروبات والطفيليات.
في مطلع الكتاب يؤرخ لبداية الاكتشافات الحديثة للعلوم الصحية يقول: شهدت السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر بداية الاكتشافات الحديثة في العلوم الطبية وبالتالي التطور السريع في وسائل التشخيص والعلاج. ففي سنة 1849م افترض الطبيب الإنجليزي جون سنو John Snow أن الكوليرا تحدثها أجسام صغيرة حية غير مرئية، ولم يكن سنو أو غيره قد رأى ميكروبات الكوليرا تحت الميكروسكوب بعد، ولكن نظريته تلك كانت فتحا جديدا في العلوم الطبية، إذ كانت النظرية السائدة إلى ذلك الحين هي أن تحلل المواد العضوية وما يتصاعد منها من أبخرة هو السبب في الأمراض المعدية إلى جانب معتقدات خرافية متعددة، ثم جاء بعد ذلك لويس باستير (1895 Louis Pasteur 1832-) فأكد هذه النظرية من خلال دراسته لعملية التخمر، إذ أشار إلى أن السبب في عملية التخمير هو وجود أجسام حية دقيقة، وأن مثل هذه الأجسام غير المرئية لابد وأن تكون هي السبب في حدوث الأمراض، ولم يكن هو الآخر قد رأى البكتيريا.
ثم جاءت انطلاقة مهمة في العلوم الطبية في العصر الحديث، عندما رأى العالم الألماني روبرت كوخ (1961 Robert Kock 1843-) ميكروب السل لأول مرة تحت الميكروسكوب، وتبع ذلك اكتشافات متتالية للميكروبات الأخرى مثل: الكوليرا والتيفويد والجمرة الخبيثة.. الخ. وبعدها جاءت الاكتشافات تترى للقاحات الواقية من الأمراض، والمضادات الحيوية، ووسائل التعقيم. كاد هذا الاهتمام الجديد بالأسباب الميكروبية والطفيلية للأمراض أن يطغى على النظرة القديمة الشاملة لعوامل البيئة والظروف الاقتصادية والاجتماعية وأثرها في انتشار المرض.
إلا أن العلماء والأطباء عادوا قبيل منتصف القرن الماضي فأدركوا أن لا سبيل إلى مكافحة المرض والوقاية منه وعلاجه إلا إذا نُظر إلى الإنسان في إطار بيئته ومجتمعه الذي يعيش فيه بكل مقوماته الحضارية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ومن هنا عاد التركيز من جديد على الصحة العامة وصحة المجتمع)).
تحية لسعادة الدكتور زهير على اهتمامه بالتأليف والإعلام بما ينفع الناس.
آيـة: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}.
وحديث: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا». رواه البخاري.
شعر نابض:
قال التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظمأ
أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كل ما لهثت دما



aokhayat@yahoo.com

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي,
737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة