يطلق على المريض النفسي «جوازا» لقب مجنون مع أنها تسمية ظالمة، وليس هذا موضوعنا، ولكن المراد هنا سرد مواقف وطرائف عن المجانين ومن حولهم ــ للتسلية والعبرة في آن واحد ــ ومن ذلك ما زعم بعض الإخوة وقوعه، وخلاصته أن أحد وزراء الصحة زار مستشفى للأمراض النفسية، وسأل مدير المستشفى عن كيفية معرفتهم للمجنون الذي لم يزل مريضا من الذي يكون قد شفي وذهب عنه المرض وأصبح مستعدا للخروج، فأجابه المدير قائلا: إن العاملين المختصين في المستشفى يقومون بملء «بانيو» بالماء ثم يعطون النزيل ملعقة أكل ودلوا لتفريغ البانيو من الماء، لمعرفة المجنون من العاقل.. ثم باغت المدير الوزير بسؤال قائلا له: ما هو رأي معاليكم.. وهل يستخدم من تماثل للشفاء أو شفي الملعقة أم الدلو، فأجابه الوزير بلا روية: الدلو طبعا! وهنا تبسم مدير المستشفى ضاحكا من قوله، وأضاف: لا هذا ولا ذاك يا معالي الوزير.. نفتح سدادة البانيو لتصريف الماء الذي فيه؟!
وعلم الوزير أنه قد وقع في فخ المباغتة «فدارها» مزاحا، وقال للمدير: هل لديكم جناح خاص ممتاز؟!
وقد سبق لي الاستجابة لدعوة صحفية لزيارة مستشفى الأمراض النفسية بالطائف للاطلاع على ما حصل فيه من تطوير في المباني والأثاث!! فوجدنا خلال الجولة مرضى سابقين شفاهم الله، ولكن رفض أهلهم استلامهم، وكان منهم شاب شفي تماما، فأصبحت إدارة المستشفى تسمح له بالخروج للعمل كاتب معاريض تحت المحكمة العامة، ثم العودة إلى غرفته بالمستشفى بعد انتهاء الدوام الرسمي للمحكمة!
ومن طرائف المجانين المرورية في الشارع المكي أن مجنونا صعد إلى قمة مئذنة وهدد بإلقاء نفسه من فوقها، وتجمع الناس وحاولوا الوصول إليه لإنقاذه وهو يقسم ويهدد بأنه سوف يلقي بنفسه من فوق المئذنة إذا ما حاولوا الاقتراب منه، حتى حار الجميع في أمره، إلا أن رجلا خرج من بين الجموع ممسكا منشار خشب ملوحا به نحو المجنون، قائلا له: والله ثم والله إذا لم تنزل حالا فإني سأنشر المئذنة وليكن ما يكون!!
وهنا فوجئ المتجمهرون بالمجنون وهو يسترحم ذلك الرجل ألا ينشر المئذنة وأنه سوف ينزل منها حالا!!