رقاة وشرعيون أن ما يتناقله البعض عن وجود أشخاص مشهورين بالعين يصيبون الآخرين بالضرر، صحيح وواقع، وليس من باب الدعاية، قائلين عرف عن البعض قوة أعينهم، وحدث هذا في زمن عمر بالخطاب رضي الله عنه فكان يحبسهم ويصرف لهم راتبا.
وطالب الرقاة عبر «عكاظ» المجتمع بالإبلاغ عمن اشتهر بذلك، لئلا يصل ضرره إلى الآخرين، منوهين بأن هذه الفئة أشبه ما تكون في ضررها بالسحرة.
وعن طريقة التعامل مع العائنين، أوضح أحد المشاركين أن الحرص على الورد اليومي هو من أفضل سبل الوقاية، مع تجنب العائن، ورفع شأنه إلى الجهات المختصة، منوهين بأن العلاج من العين يكون باغتسال المريض من وضوء العائن، لا ما يفعله الكثيرون بأخذ الأثر .
«عكاظ» استطلعت آراء المختصين فكان هذا التقرير:
أكد
في البدء يؤكد الراقي الشرعي عدنان الهاشمي وجود أشخاص مشهورين بالعين يصيبون الآخرين بالأمراض وغيره، قائلا: «حدث ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يحبسهم في منازلهم ويصرف لهم راتبا شهريا».
وأضاف: «لا يعني أن هذه الفئة لها نوايا غير حسنة، لكن إعجابهم الشديد الخارج عن إرادتهم يتسبب في الإضرار بالآخرين»، مناديا بإبلاغ الجهات المختصة والمتمثلة في وزارة الشؤون الإسلامية عن كل من عرف بقوة عينه لاتخاذ اللازم.
ولفت إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نصف الأمة أو ثلثيها يموتون بالعين، حاثا المجتمع الالتزام بالأذكار والورد اليومي لتجنب شر العائنين.
وبشأن أخذ أثر العائن أو المسح على بابه قال: «اختلف العلماء في ذلك، لكن السنة أن يؤتى بوضوء العائن لغسل المعيون، وهذه أسرع وسائل العلاج».
أسبابه مجهولة
ووافقه الراقي عمر العاطفي الرأي بقوله: «البعض معروف بقوة عينه ولا نعلم الأسباب الحقيقية التي تجعل عينه ذات تأثير فعال، فهل هي النفس الخبيثة أم لتحقيق المآرب»، مضيفا: «نتفق جميعا أن المشهور بالعين نواياه غير حسنة».
وزاد: «وصل بالبعض التحدي بقدرته على إصابته الآخرين بالعين لكن الله سبحانه وتعالى يقول: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)»، مبينا أن العين القوية إما حاسدة حاقدة أو معجبة مشتهية لا تبرك (أي لا تقول ما شاء الله تبارك الله).
وقال: «أجدى سبل التعامل مع العائن إعطاؤه ما يرد به نفسه الخبيثة، والابتعاد عنه وتجنبه وفقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (شر الناس من تركه الناس اتقاء لشره)، مع رفع أمره إن تفاقمت المسألة إلى ولي الأمر»، معتبرا المشهور بالعين كالساحر الذي يضر غيره، ناصحا بتواجد الرقية في كل بيت ومدرسة ومستشفى ومحكمة.
وخلص إلى القول: «وجد من أهل السجون من أرغم على جريمته كون عقله سلب من هذه الآفات، كما بات أهل القصور يعيشون في نكد والسبب عيون الآخرين على ما آل بهم من النعيم».
حسد النفس
إلى ذلك أكد الداعية الدكتور محمد المنجد أن العين ترد أيضا من غير الحاسد لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين).
وأضاف: «البعض يحسد نفسه خصوصا إذا أعجب بما يملك ولم يبارك بقوله بارك الله فيه».
وزاد: «لا يجزم أحد أن فلانا هو صاحب العين إلا عند وجود الدلائل والقرائن»، مبينا أن العين تقع حتى من غير الحاسد وفقا لقول ابن القيم: (كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا)، ناصحا بالمداومة على الورد اليومي وبقول أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
وخلص: «إذا عرف العائن فيطلب منه الاغتسال ويصب ماء الغسل على المعيون، وإذا لم يعرف فالعلاج بالرقية والأذكار الشرعية».
أمر ثابت
ووافقه عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح قائلا: «الإصابة بالعين أمر ثابت في الكتاب والسنة»، مستدلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (العين حق).
وأوضح أن طرق الشفاء من العين إما بالرقية الشرعية والأدعية النبوية، وإما بالاغتسال وهو الأفضل، قائلا: «إذا كان العائن شخصا معروفا، فيؤخذ من أثره، أما إن كان مجهولا فلا بد من الرقية والدعاء».
ونوه بأن بأخذ أثر مجموعة من الناس كما يفعله البعض عند عدم معرفة العائن، لا دليل عليه.
وخلص: «لا يبنغي امتناع الشخص إذا طلب منه أثر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استغسلتم فاغسلوا).
طرق عدة
وعن شأن طريقة الرقية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله المطلق: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه ويرقي أهله بالمعوذتين، كونها أعظم آيات الرقية»، مبينا أن إضافة آية الكرسي إليهما مع سورة الإخلاص أفضل.
وأوضح أن طريقة الرقية التي وردت في الأحاديث النبوية كثيرة، وهي إما بالدعاء دون النفث، أو النفث الخفيف على موضع الألم، أو النفث في اليد والمسح على موضع الألم، أو النفث في الماء أو الزيت ووضعه على الألم.
يرجى النفع
وبشأن اعتماد البعض على رقية القنوات الفضائية فجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء أن الأصل في الرقية أن تكون مباشرة كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، حتى يحصل النفث المطلوب، منوهين بأن الرقية إذا لم تكن مباشرة أو كانت مجرد استماع إلى الأشرطة ونحوها فلا شك أن الاستماع للقرآن والأدعية المأثورة بركة يرجى نفعهما.
ونبهت اللجنة بأن رقية المسلم لنفسه من الخير، كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا حرج من رقية أهل الصلاح، ففي الصحيحين عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى، يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاء بركتها).
وقالوا: الرسول صلى الله عليه وسلم عد من صفات الـ 70 ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، أنهم لا يسترقون، أي لا يطلبون الرقية من غيرهم، محذرين من رقية افتقدت إلى النفث، إذ ذكر أهل العلم ومنهم النووي في شرح مسلم أن النفث استحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وطالب الرقاة عبر «عكاظ» المجتمع بالإبلاغ عمن اشتهر بذلك، لئلا يصل ضرره إلى الآخرين، منوهين بأن هذه الفئة أشبه ما تكون في ضررها بالسحرة.
وعن طريقة التعامل مع العائنين، أوضح أحد المشاركين أن الحرص على الورد اليومي هو من أفضل سبل الوقاية، مع تجنب العائن، ورفع شأنه إلى الجهات المختصة، منوهين بأن العلاج من العين يكون باغتسال المريض من وضوء العائن، لا ما يفعله الكثيرون بأخذ الأثر .
«عكاظ» استطلعت آراء المختصين فكان هذا التقرير:
أكد
في البدء يؤكد الراقي الشرعي عدنان الهاشمي وجود أشخاص مشهورين بالعين يصيبون الآخرين بالأمراض وغيره، قائلا: «حدث ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يحبسهم في منازلهم ويصرف لهم راتبا شهريا».
وأضاف: «لا يعني أن هذه الفئة لها نوايا غير حسنة، لكن إعجابهم الشديد الخارج عن إرادتهم يتسبب في الإضرار بالآخرين»، مناديا بإبلاغ الجهات المختصة والمتمثلة في وزارة الشؤون الإسلامية عن كل من عرف بقوة عينه لاتخاذ اللازم.
ولفت إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نصف الأمة أو ثلثيها يموتون بالعين، حاثا المجتمع الالتزام بالأذكار والورد اليومي لتجنب شر العائنين.
وبشأن أخذ أثر العائن أو المسح على بابه قال: «اختلف العلماء في ذلك، لكن السنة أن يؤتى بوضوء العائن لغسل المعيون، وهذه أسرع وسائل العلاج».
أسبابه مجهولة
ووافقه الراقي عمر العاطفي الرأي بقوله: «البعض معروف بقوة عينه ولا نعلم الأسباب الحقيقية التي تجعل عينه ذات تأثير فعال، فهل هي النفس الخبيثة أم لتحقيق المآرب»، مضيفا: «نتفق جميعا أن المشهور بالعين نواياه غير حسنة».
وزاد: «وصل بالبعض التحدي بقدرته على إصابته الآخرين بالعين لكن الله سبحانه وتعالى يقول: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)»، مبينا أن العين القوية إما حاسدة حاقدة أو معجبة مشتهية لا تبرك (أي لا تقول ما شاء الله تبارك الله).
وقال: «أجدى سبل التعامل مع العائن إعطاؤه ما يرد به نفسه الخبيثة، والابتعاد عنه وتجنبه وفقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (شر الناس من تركه الناس اتقاء لشره)، مع رفع أمره إن تفاقمت المسألة إلى ولي الأمر»، معتبرا المشهور بالعين كالساحر الذي يضر غيره، ناصحا بتواجد الرقية في كل بيت ومدرسة ومستشفى ومحكمة.
وخلص إلى القول: «وجد من أهل السجون من أرغم على جريمته كون عقله سلب من هذه الآفات، كما بات أهل القصور يعيشون في نكد والسبب عيون الآخرين على ما آل بهم من النعيم».
حسد النفس
إلى ذلك أكد الداعية الدكتور محمد المنجد أن العين ترد أيضا من غير الحاسد لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين).
وأضاف: «البعض يحسد نفسه خصوصا إذا أعجب بما يملك ولم يبارك بقوله بارك الله فيه».
وزاد: «لا يجزم أحد أن فلانا هو صاحب العين إلا عند وجود الدلائل والقرائن»، مبينا أن العين تقع حتى من غير الحاسد وفقا لقول ابن القيم: (كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا)، ناصحا بالمداومة على الورد اليومي وبقول أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
وخلص: «إذا عرف العائن فيطلب منه الاغتسال ويصب ماء الغسل على المعيون، وإذا لم يعرف فالعلاج بالرقية والأذكار الشرعية».
أمر ثابت
ووافقه عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح قائلا: «الإصابة بالعين أمر ثابت في الكتاب والسنة»، مستدلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (العين حق).
وأوضح أن طرق الشفاء من العين إما بالرقية الشرعية والأدعية النبوية، وإما بالاغتسال وهو الأفضل، قائلا: «إذا كان العائن شخصا معروفا، فيؤخذ من أثره، أما إن كان مجهولا فلا بد من الرقية والدعاء».
ونوه بأن بأخذ أثر مجموعة من الناس كما يفعله البعض عند عدم معرفة العائن، لا دليل عليه.
وخلص: «لا يبنغي امتناع الشخص إذا طلب منه أثر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استغسلتم فاغسلوا).
طرق عدة
وعن شأن طريقة الرقية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله المطلق: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه ويرقي أهله بالمعوذتين، كونها أعظم آيات الرقية»، مبينا أن إضافة آية الكرسي إليهما مع سورة الإخلاص أفضل.
وأوضح أن طريقة الرقية التي وردت في الأحاديث النبوية كثيرة، وهي إما بالدعاء دون النفث، أو النفث الخفيف على موضع الألم، أو النفث في اليد والمسح على موضع الألم، أو النفث في الماء أو الزيت ووضعه على الألم.
يرجى النفع
وبشأن اعتماد البعض على رقية القنوات الفضائية فجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء أن الأصل في الرقية أن تكون مباشرة كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، حتى يحصل النفث المطلوب، منوهين بأن الرقية إذا لم تكن مباشرة أو كانت مجرد استماع إلى الأشرطة ونحوها فلا شك أن الاستماع للقرآن والأدعية المأثورة بركة يرجى نفعهما.
ونبهت اللجنة بأن رقية المسلم لنفسه من الخير، كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا حرج من رقية أهل الصلاح، ففي الصحيحين عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى، يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاء بركتها).
وقالوا: الرسول صلى الله عليه وسلم عد من صفات الـ 70 ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، أنهم لا يسترقون، أي لا يطلبون الرقية من غيرهم، محذرين من رقية افتقدت إلى النفث، إذ ذكر أهل العلم ومنهم النووي في شرح مسلم أن النفث استحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.