مستشفى بسبعة أرواح

قبل ربع قرن وأكثر قليلا، أسس صديقنا عمر كامل «مستشفى السلامة» في حي الروضة بجدة ليكون مستشفى بوكيت أو للخاصة ولم يكن فيه أكثر من ثلاثين غرفة، وكلمة بوكيت Bouquts اصطلاح بمعنى باقة أو خاص مثل محلات الأزياء الراقية وكذلك بعض الفنادق الصغيرة الراقية. لكن المستشفى بعد عام أو أكثر أصابه عجز مالي ولم يغط مصاريفه فبحث عمر عن طرق تمويل ولكنه لم ينجح، فاقترحت عليه أن يشرك معه «البانكر» المعروف خالد بن محفوظ ــ رحمه الله ــ الذي راقت له الفكرة وقدم له الدعم المالي المطلوب بكفالته لدى البنك الذي يتعامل معه المستشفى، وبالتدريج تحول له أغلب موظفي البنك الأهلي بالمئات، واختلف الشريكان وأصر الشيخ خالد بأن يشتري أحدهما حصة الآخر وانتهى الأمر إليه. وفورا أجرى بن محفوظ عمليات تطوير وتوسعة كبرى، وضم له الأراضي المجاورة، وأوكل عملية التوسعة إلى شركة (فاتن) السويدية التي أحالت المستشفى إلى ما هو عليه الآن من فخامة وضخامة بعد أن كاد يفلس وجعل فيه أجنحة ممتازة (5 نجوم). لكن خالد ــ رحمه الله ــ وقع في أزمة بنكية فاضطر إلى بيعه إلى سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد الذي أضاف إليه كثيرا، وطبق عليه إجراءات مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ونقل إليه بعض الإداريين من هناك والتعاقد معهم، وصار يتقبل أوامر العلاج وتراكمت الفواتير بالملايين وكاد يفلس، إلى أن تداركه الملك عبدالله (ولي العهد في حينه) بالأمر بصرف مستحقاته، ثم انتهى الأمر بضمه إلى تخصصي الرياض وتعويض صاحبه. وأخيرا ضاق مستشفى السلامة الذي تغير اسمه إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، ولم يجد وزير الصحة بدا من البحث عن أرض كبيرة لبناء مركز كبير على منهج الوزير (مدينة طبية) شمال المطار بمساحة 2 مليون م2. وحسب التقرير الذي وصلني، فإن التكلفة تصل إلى مليار ونصف المليار، وسيقوم بالتنفيذ شركة بن لادن في ثلاث سنوات، وهي مسؤولية اجتماعية أخلاقية على الشركة المنفذة؛ لأن هذا المستشفى هو المرجع الطبي الأول بل الوحيد في المنطقة الغربية، ويستقبل المرضى من الشمال ومن الجنوب، وله سمعة جيدة في نجاح عمليات طبية معقدة كنقل الأعضاء.
هذا مستشفى بسبعة أرواح تغلب بها على كثير من الصعوبات التي هددت وجوده.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي,
737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة