على مائدة العشاء العامرة التي أقامها الدكتور هاشم عبده هاشم لأسرة عكاظ مساء الإثنين الماضي كان حظي السيئ أن المجموعة التي انضممت إليها على إحدى الطاولات تتحدث بعمق وخبرة في موضوع لا أفهم فيه كثيرا، هو كرة القدم عموما ومنتخبنا على وجه الخصوص بعد هزيمته في أول جولة له في دورة كأس الخليج. الحقيقة أنني خجلت من جهلي حين اكتشفت أن من حولي ــ حتى عبده خال ــ يعرفون كثيرا من المعلومات ولديهم القدرة على تحليل وضعنا الكروي الوطني التعيس بينما أنا أتلفت في وجوههم صامتا من غير مشاركة. وحين وصل الأمر إلى المعلومة التي أكدها الأخ عمر الكاملي ــ وهو ثقة وحجة في شؤون الرياضة ــ عن مبلغ عقد مدرب المنتخب وكم يبلغ دخله «اليومي» خلال مدة العقد، أصابني تلبك معوي وفقدت شهيتي للأكل رغم لذته. منك لله يا عمر..
في طريقي إلى المنزل وبشكل لا إرادي كنت أتخيل شعور أي شاب من قبيلة «حافز» أو موظف من ذوي الدخل المحدود أو متقاعد ينتظر فتات عمره نهاية الشهر أو شخص يعيش على إعانة الضمان الاجتماعي عندما يعرف أن مدرب منتخبنا يدخل في حسابه يوميا أكثر مما يمكن أن يحصل عليه هؤلاء لعدة سنوات. وعند وصولي المنزل قررت أن أزيل شيئا من جهلي الكروي وأتزود ببعض المعلومات عن هذه القضية الوطنية الهامة، فرحت أراجع الصفحات الرياضية في صحف الأيام السابقة وبعض الأخبار والتحليلات على شبكة الإنترنت لأكتشف حجم الغضب والاستياء العام من المنتخب الذي يتردى مستواه بشكل متواصل منذ فترة طويلة، ولم يبق له إلا بعض الذكريات القليلة من سمعة حسنة قديمة أوشكت على الاندثار. وأهم من ذلك هو معرفتي بأن قضية المنتخب ومدربه على وشك أن تتحول إلى أزمة بين بعض الجهات الرسمية، فقد كتبت عكاظ في أعلى صفحتها الأولى لعدد الثلاثاء الماضي أن «مجلس الشورى يطالب رعاية الشباب بكشف أسباب إخفاقات المنتخب». وفي صحيفة أخرى خبر بارز يفيد باحتمال نشوء توتر بين وزارة المالية ورعاية الشباب لأن الوزارة لا تود تحمل مبلغ الشرط الجزائي في حالة فسخ عقد المدرب. وإضافة إلى كل ما سبق وجدت أن معظم الزملاء من الكتاب قد أدلوا بدلائهم في هذه «الفشيلة» الرياضية الوطنية الجديدة، وبالتالي أراه واجبا وطنيا أن أدلي بدلوي فيها، لكن ماذا يمكنني أن أقول وإمكانياتي لا تزيد عن معلومات عامة التقطتها بسرعة من هنا وهناك؟؟
لا مشكلة. فأي فشل يمكن تفسير جانب كبير من أسبابه بالارتجالية والتخطيط السيئ والقرارات المزاجية الفردية وفقدان روح المسؤولية والإحساس بمعنى الوطن. قال لي أحد الأصدقاء إن الأندية والمنتخبات في العالم تكسب أكثر مما تصرف من المال، وإن تعثر أحدها مرة تفوق في المرة القادمة، بينما نحن مستمرون في نزيف مادي من المال العام على منتخب لم تقم له قائمة، وحتى إذا فاز على منتخب اليمن فليس ذلك معيارا للعافية..
صدقوني لو تأملتم في الأمر جيدا لوجدتم أن مشكلة المنتخب جزء من مشكلة أكبر وأهم، والباقي عليكم.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة
habutalib@hotmail.com
في طريقي إلى المنزل وبشكل لا إرادي كنت أتخيل شعور أي شاب من قبيلة «حافز» أو موظف من ذوي الدخل المحدود أو متقاعد ينتظر فتات عمره نهاية الشهر أو شخص يعيش على إعانة الضمان الاجتماعي عندما يعرف أن مدرب منتخبنا يدخل في حسابه يوميا أكثر مما يمكن أن يحصل عليه هؤلاء لعدة سنوات. وعند وصولي المنزل قررت أن أزيل شيئا من جهلي الكروي وأتزود ببعض المعلومات عن هذه القضية الوطنية الهامة، فرحت أراجع الصفحات الرياضية في صحف الأيام السابقة وبعض الأخبار والتحليلات على شبكة الإنترنت لأكتشف حجم الغضب والاستياء العام من المنتخب الذي يتردى مستواه بشكل متواصل منذ فترة طويلة، ولم يبق له إلا بعض الذكريات القليلة من سمعة حسنة قديمة أوشكت على الاندثار. وأهم من ذلك هو معرفتي بأن قضية المنتخب ومدربه على وشك أن تتحول إلى أزمة بين بعض الجهات الرسمية، فقد كتبت عكاظ في أعلى صفحتها الأولى لعدد الثلاثاء الماضي أن «مجلس الشورى يطالب رعاية الشباب بكشف أسباب إخفاقات المنتخب». وفي صحيفة أخرى خبر بارز يفيد باحتمال نشوء توتر بين وزارة المالية ورعاية الشباب لأن الوزارة لا تود تحمل مبلغ الشرط الجزائي في حالة فسخ عقد المدرب. وإضافة إلى كل ما سبق وجدت أن معظم الزملاء من الكتاب قد أدلوا بدلائهم في هذه «الفشيلة» الرياضية الوطنية الجديدة، وبالتالي أراه واجبا وطنيا أن أدلي بدلوي فيها، لكن ماذا يمكنني أن أقول وإمكانياتي لا تزيد عن معلومات عامة التقطتها بسرعة من هنا وهناك؟؟
لا مشكلة. فأي فشل يمكن تفسير جانب كبير من أسبابه بالارتجالية والتخطيط السيئ والقرارات المزاجية الفردية وفقدان روح المسؤولية والإحساس بمعنى الوطن. قال لي أحد الأصدقاء إن الأندية والمنتخبات في العالم تكسب أكثر مما تصرف من المال، وإن تعثر أحدها مرة تفوق في المرة القادمة، بينما نحن مستمرون في نزيف مادي من المال العام على منتخب لم تقم له قائمة، وحتى إذا فاز على منتخب اليمن فليس ذلك معيارا للعافية..
صدقوني لو تأملتم في الأمر جيدا لوجدتم أن مشكلة المنتخب جزء من مشكلة أكبر وأهم، والباقي عليكم.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة
habutalib@hotmail.com