النتاج العام للصالونات الأدبية الخاصة (محليا) غالبا نجده محدودا ولا يثري فكريا الا مرتاديه ومؤخرا طرح صالون المها الأدبي النسائي فكرة أدبية تراثية جديرة بالاهتمام وهي الخطوة الرائدة التي قامت بها الدكتورة لمياء باعشن وتقديمها بـ(CD) تحت عنوان «أهازيج من الفلكلور الحجازي» وهو الذي رأى النور عن فكرة لها ومن اعدادها بينما قام بالتوزيع الموسيقي والاخراج عبدالعزيز فتيحي. من الاهازيج التي قامت باختيارها من تراث الأجداد في المنطقة ثماني قطع هي (أم عميرة، شدت القافلة، الصرافة، سيدي حمزة، تهنينات، دوها، الرحماني، دريهوا،.. ) هذه المقطوعات التي قدمت بأداء مجموعة اطفال (كورال) هم رنا فتيحي ورهف فطاني وريم فطاني وسوسن قاسم وشهد نجيم وعبدالعزيز فطاني وعبدالكريم فطاني ومحمد أهدل وملك فقيه ونادية فطاني ووعد فطاني تم فيها بالفعل مراعاة ان يكون الأداء بأصوات ابناء الأسر الحجازية التي رُبي اباؤها واجدادها على هذه الاعمال وتزويدها حقيقة واقعة بالأمس بمعنى ان لا تختلف اللكنة (الاكسنت) عن أداء الأجداد وهنا نقطة تحسب وبإكبار كبير للمعدة لأنه وببساطة لو لم يراع هذا الجانب لكان نفذ الصوت بأي كورال في استوديوهات القاهرة أو بيروت ولم نكن نصل الى روح الأداء الذي هو عامل أكثر من هام في عمل تراثي محلي حجازي صرف.
تقول لمياء باعشن عن خطوتها تلك: إن أجمل ما يميز الحارة الحجازية انها كانت تعج بالأصوات ولا تعترف بالأسرار فللبيوت أشياش خشبية (الرواشين) لا تحجز الصوت بل تسمح له بالصعود من الحارة الى ساكنيها كما تتركه يتسرب منها الى الأزقة التي يلعب بها الاطفال ويجلس في مقاعدها ومركازاتها (جمع مركاز) الرجال ويدور فيها الباعة المتجولون والمنادون على مختلف خدماتهم مثل اصحاب المهن كالحداد (سن سكاكين) والنحاس (الذي يصلح دوافير القاز- الكيروسين)، كانت أصوات الحارة في معظم الأحيان تأتي منغمة في ترنيمات ذات ايقاعات تلقائية على نحو يجعلها تجري وتتردد على السنة العامة دون عناء أو تصنع.. وكان للحارة الحجازية فرحة قلب وبهجة خاطر وانشراح صدر سجلتها الاهازيج الشعبية البسيطة التي أنتجتها المخيلة الجماعية وتواترها في مناشط الحياة المختلفة.
كانت الحارة بالامس مقبلة باكملها على الحياة بعفوية ودون تخطيط وتتغنى بالحدث الاجتماعي في كل الأوقات لتتسلى وتروح عن نفسها فالنساء يغنين في (سابع) المولود ويرددن مع الصغار (يا داية هري هري) ثم تهدهد الأمهات اطفالهن وهم في المهد (الهندول) ليناموا مطمئنين ( ياللا يرقد ياللا ينام.. وادبح له جوزين حمام).
ثم يلاعبنهم اذا كبروا قليلا وهن يرددن (دوها يا دوها، والكعبة بنوها).. كثيرة هي الأهازيج في مختلف مراحل الفرحة بقدوم المولود وغيرها من المناسبات الاجتماعية..
وربما كان من أشهر أغنيات الاطفال «حدارجه مدارجه.. من كل عين سارجه».. وترديد بائع البرشومي لبضاعته وهو يردد «يا برشومي يا نبات.. فين أقيل فين أبات» حتى الشحاذين كانوا يمارسون مهنتهم بفن وانشاد ولعل ما يرددونه هو الجمال بذاته:
يا عمتي يا دي الكبيرة.. ياللي في بيتك كل خيرة
واللي عطت ما هي بخيله.. الله يوديك المدينة
وفي رمضان تحديدا تتصاعد النغمات في الأزقة حين يهل شهر رمضان وأمسياته وحين يأتي العيد وحين يهطل المطر وحين تتحرك القوافل الى مكة أو المدينة وحين يذهب العريس وأهله الى منزل عروسه ويؤنس طريقه المنشد أو الجسيس كذلك الحال هناك احتفالات بإنهاء وحفظ الفتى أو الفتاة قراءة القرآن الكريم ويسير الاطفال من (الكتاب) في ركب الصرافة أو القلابة مرددين:
طلبنا مولانا كريما ليس ينسانا..ومن نصوص هذا العمل الذي ارتبط بالأرض والتراث والمجتمع كانت هذه النصوص:
- شدت القافلة:
شدت القافلة.. وانشد خلي معاها
واصبحت في فريش.. ياريت عيني تراها
وانصبوا لي سريري.. بين القمر والثريا
وادهنوني زبد.. ما ورد رشوا عليه
يا بنات الهنود يا لابسات المحارم
ارحموا دا القتيل اللي على الباب هايم
جبت في أرضكم ردوا عليه ثيابي
والدوا عندكم لا تحرموني شبابي
- أم عميرة:
وي وي يا أم عميرة.. وي وي ضرب الزميرة
وي وي زميرة حربي.. وي وي سكنت في قلبي
وي وي احسبها رصاصة.. وي وي حلوة ورقاصة
وي وي رقصت علينا.. وي وي رحمة والدينا
وي وي يا أم عميرة.. وي وي ضرب الزميرة
صفق صفق يا مرجان.. ستي (خديجة) في الروشان
صفق صفق يا مرجان.. ستي (زكية) في الدرجان
واللي يصفق أبوه يعطيه.. توب حرير يتدلع فيه
قد كده قد الرمانة.. قد كده حلوة ورويانه
قد كده ترقص وتغني.. قد كده تلعب وتحني
صفق لبابا خليه يجي.. يملي عبيبه من كل شي
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جات العروسة في نص الليل
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جا العريس في ربع الليل
جوا بنات الوادي.. محملين زبادي
كل مين زبدية.. واعطوني زبدية
حطيتها في الطاقة جات بنت عمي السراقة
سرقت لي هيه
جريت وراها.. ووقعت في هواها
هواها حنة حنة
يامين يجي يتحنى.. جات العروسة تتحنى
جا العريس يتحنى
يا مين يجي يتوضا.. بالأباريق الفضة.. جات العروسة تتوضا
جا العريس يتوضا
يا مين يجي يصلي على السجادة التلي.. جات العروسة تصلي
جا العريس يصلي
وي وي يا أم عميرة.. وي وي ضرب الزميرة
بالنسبة لموسيقى العمل كان مشرف كورال الأولاد شادي أبو الفرج وأسامة مهيب وعبدالعزيز فتيحي.. أما عزف العود في المتن الموسيقي فكان للفنان غسان رفة والجيتار والباص لاسامة مهيب والايقاعات في العمل للعازف ابراهيم مدخلي.
تقول لمياء باعشن عن خطوتها تلك: إن أجمل ما يميز الحارة الحجازية انها كانت تعج بالأصوات ولا تعترف بالأسرار فللبيوت أشياش خشبية (الرواشين) لا تحجز الصوت بل تسمح له بالصعود من الحارة الى ساكنيها كما تتركه يتسرب منها الى الأزقة التي يلعب بها الاطفال ويجلس في مقاعدها ومركازاتها (جمع مركاز) الرجال ويدور فيها الباعة المتجولون والمنادون على مختلف خدماتهم مثل اصحاب المهن كالحداد (سن سكاكين) والنحاس (الذي يصلح دوافير القاز- الكيروسين)، كانت أصوات الحارة في معظم الأحيان تأتي منغمة في ترنيمات ذات ايقاعات تلقائية على نحو يجعلها تجري وتتردد على السنة العامة دون عناء أو تصنع.. وكان للحارة الحجازية فرحة قلب وبهجة خاطر وانشراح صدر سجلتها الاهازيج الشعبية البسيطة التي أنتجتها المخيلة الجماعية وتواترها في مناشط الحياة المختلفة.
كانت الحارة بالامس مقبلة باكملها على الحياة بعفوية ودون تخطيط وتتغنى بالحدث الاجتماعي في كل الأوقات لتتسلى وتروح عن نفسها فالنساء يغنين في (سابع) المولود ويرددن مع الصغار (يا داية هري هري) ثم تهدهد الأمهات اطفالهن وهم في المهد (الهندول) ليناموا مطمئنين ( ياللا يرقد ياللا ينام.. وادبح له جوزين حمام).
ثم يلاعبنهم اذا كبروا قليلا وهن يرددن (دوها يا دوها، والكعبة بنوها).. كثيرة هي الأهازيج في مختلف مراحل الفرحة بقدوم المولود وغيرها من المناسبات الاجتماعية..
وربما كان من أشهر أغنيات الاطفال «حدارجه مدارجه.. من كل عين سارجه».. وترديد بائع البرشومي لبضاعته وهو يردد «يا برشومي يا نبات.. فين أقيل فين أبات» حتى الشحاذين كانوا يمارسون مهنتهم بفن وانشاد ولعل ما يرددونه هو الجمال بذاته:
يا عمتي يا دي الكبيرة.. ياللي في بيتك كل خيرة
واللي عطت ما هي بخيله.. الله يوديك المدينة
وفي رمضان تحديدا تتصاعد النغمات في الأزقة حين يهل شهر رمضان وأمسياته وحين يأتي العيد وحين يهطل المطر وحين تتحرك القوافل الى مكة أو المدينة وحين يذهب العريس وأهله الى منزل عروسه ويؤنس طريقه المنشد أو الجسيس كذلك الحال هناك احتفالات بإنهاء وحفظ الفتى أو الفتاة قراءة القرآن الكريم ويسير الاطفال من (الكتاب) في ركب الصرافة أو القلابة مرددين:
طلبنا مولانا كريما ليس ينسانا..ومن نصوص هذا العمل الذي ارتبط بالأرض والتراث والمجتمع كانت هذه النصوص:
- شدت القافلة:
شدت القافلة.. وانشد خلي معاها
واصبحت في فريش.. ياريت عيني تراها
وانصبوا لي سريري.. بين القمر والثريا
وادهنوني زبد.. ما ورد رشوا عليه
يا بنات الهنود يا لابسات المحارم
ارحموا دا القتيل اللي على الباب هايم
جبت في أرضكم ردوا عليه ثيابي
والدوا عندكم لا تحرموني شبابي
- أم عميرة:
وي وي يا أم عميرة.. وي وي ضرب الزميرة
وي وي زميرة حربي.. وي وي سكنت في قلبي
وي وي احسبها رصاصة.. وي وي حلوة ورقاصة
وي وي رقصت علينا.. وي وي رحمة والدينا
وي وي يا أم عميرة.. وي وي ضرب الزميرة
صفق صفق يا مرجان.. ستي (خديجة) في الروشان
صفق صفق يا مرجان.. ستي (زكية) في الدرجان
واللي يصفق أبوه يعطيه.. توب حرير يتدلع فيه
قد كده قد الرمانة.. قد كده حلوة ورويانه
قد كده ترقص وتغني.. قد كده تلعب وتحني
صفق لبابا خليه يجي.. يملي عبيبه من كل شي
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جات العروسة في نص الليل
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جا العريس في ربع الليل
جوا بنات الوادي.. محملين زبادي
كل مين زبدية.. واعطوني زبدية
حطيتها في الطاقة جات بنت عمي السراقة
سرقت لي هيه
جريت وراها.. ووقعت في هواها
هواها حنة حنة
يامين يجي يتحنى.. جات العروسة تتحنى
جا العريس يتحنى
يا مين يجي يتوضا.. بالأباريق الفضة.. جات العروسة تتوضا
جا العريس يتوضا
يا مين يجي يصلي على السجادة التلي.. جات العروسة تصلي
جا العريس يصلي
وي وي يا أم عميرة.. وي وي ضرب الزميرة
بالنسبة لموسيقى العمل كان مشرف كورال الأولاد شادي أبو الفرج وأسامة مهيب وعبدالعزيز فتيحي.. أما عزف العود في المتن الموسيقي فكان للفنان غسان رفة والجيتار والباص لاسامة مهيب والايقاعات في العمل للعازف ابراهيم مدخلي.