ما يحدث اليوم في بعض الدول العربية من جراء الفلم المسيء للإسلام هو عمل همجي لا موجب له وليس هو الطريق الصحيح لأخذ الحق وفق ما أمرنا به ديننا الحنيف، فالحق يؤخذ بالعقل وليس بالذراع. وقال الله تعالى مخاطبا رسوله الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)). فعلم الحق هو التفسير والتنبؤ والتحكم في النفس يطلق عليها اسم التعامل مع الغير والتنبؤ بإمكان حدوثها مستقبلا في مواقف مفاجئة ومعينة وضبط النفس والتفاعل كردة فعل لفعل. ولكي أشعل شمعة الوضوح لجزء من ميادين علم الحق أقص على القارئ قصة دونها من كان لي مدرسا ومعلما ومنصحا وأبا وأما منذ ولادتي حتى أوتيت ساعته هو السيد معتوق أحمد حسنين (يرحمه الله). قال لي: يا ابني سأكتب لك قصة القفة والسكينة والفأر وبدأ يكتب أنه كان هناك شاب قد ذهب إلى القاهرة والتحق بجامع الأزهر لكي يدرس علوم الفقه والتوحيد والسنة وكل ما يخص علوم ديننا الحنيف حيث قضى عشرة أعوام وهو يدرس حتى تخرج ولم يكتف بل عاد إلى مكة المكرمة والتحق بالمسجد الحرام ليزيد في علمه وقضى عشرة أعوام أخرى وهو يدرس في الحرم حتى تخرج وجاء لمديره وطلب شهادته لكي يذهب ويعمل ويكسب عيشه ويعيش. نظر أستاذه لتلميذه وقال له: إنك لم تنته من دراستك وتحتاج ستة أشهر إضافية قبل أن أمنحك شهادتك. استعجب الطالب من أستاذه وسأله: ما تبقى لي أن أدرس خلال هذه الستة أشهر؟ رد عليه أستاذه قائلا: تدرس «علم الحق». ما كان ردة فعل الطالب لأستاذه إلا بالرفض قائلا: ألا يكفي عشرون سنة دراسة في جامع الأزهر والمسجد الحرام، أرجوك لا أريد أكثر مما تعلمت ولا أحتاج لما تسميه «علم الحق» أعطني شهادتي واترك سبيلي لأعمل وأكسب عيشي وأعيش. فلب الأستاذ طلبه وأعطاه شهادته. خرج المتخرج يبحث عن عمل وإذا به يمر بقرية ويصادف آنذاك يوم الجمعة وموعد صلاة الجمعة. أتى المتخرج إلى أقرب مسجد وتوضأ ودخل المسجد وعند باب المسجد وقف الرجل ليبحث عن مكان يذهب إليه ليصلي. فرأى المصلين يستمعون بكل شوق وتأمل إلى ذاك الإمام ذي اللحية البيضاء الكثيفة وهو يخطب ورأى أن كلا من المصلين يجلس وبجواره على السجاد يضع قفة وبداخلها سكينة وفأر. لم يصدق الرجل ما رآه حتى سمع الإمام وهو يخطب ويقول: من أراد منكم أن يأتي إلى المسجد فليكن معه سكينة وقفة وفأر فصاح الرجل من عند باب المسجد بصوت عال مليء بكثير من الإهانة والانتقادات الشديدة على الإمام يقول: ماذا تقول يا رجل إنك جاهل تدعي المعرفة والإمامة بدون علم، فالقول الصحيح هو «من أراد منكم أن يأتي إلى المسجد فليحضر معه سكينة وعفة ووقار» وليس سكينة وقفة وفأر. غضب الإمام من هذا الرجل الغريب وقال للمصلين: هذا الغريب عليكم مجنون خذوه إلى خارج المسجد واضربوه لكي لا يعود لنا مرة أخرى. فقام عدد من المصلين وسيطروا على الرجل الغريب وأخرجوه إلى خارج المسجد وللقصة بقية نظرا لمحدودية مساحتي.
للتواصل ((فاكس 6079343))

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة