سبعة آلاف عام هي عمر آثار الشويمس في حائل ومع ذلك لم تجد هذه المنطقة حظها من الاهتمام السياحي الذي يليق بكنوزها التاريخية، ولم تجد أيضا من يتصدى للعابثين بمواقعها الاثرية ويردع هؤلاء الذين يخربون بآلاتهم ومعداتهم الثقيلة جبال صبحا بحثا عن الذهب والآثار التي لا تقدر بثمن، فهل من وقفة لحماية آثار حائل من اللصوص، وهل من حملة توعوية توقف مسلسل الشائعات والخيالات التي أدت الى تجريف مناطق الآثار في ظلام الليل.. ومتى يستفاد من هذه المنطقة في تنشيط السياحة الداخلية، وجعلها نواة للسياحة التاريخية والاثرية وبما يوفر آلاف الوظائف لأبنائنا؟
الحديث عن آثار منطقة حائل يجر المتحدث لما تتناقله الاهالي هناك حول الذهب المدفون في جبال صبحا وبكميات كبيرة في صناديق محكمة وأماكن مجهولة التحديد وخلال السنوات الماضية تناقل الناس الحديث حول أشخاص يستوردون آلات من أوروبا تكتشف المعادن المدفونة تحت الارض والمعروفة بالسونار تعمل على ارسال موجات كهرومغناطيسية ترتد عن المعادن المدفونة حتى على بعد عشرة أمتار تحت الارض بل زادت الروايات وقال مروجو الشائعات.. ان هناك من عثر على كنوز ذهبية لا تقدر بثمن تصل قيمة القطع منها الى مبالغ كبيرة جدا وفي زيارة واحدة لموقع صبحا 40كلم شرق مدينة حائل تقف الحفر شاهدا حيا على ممارسات عبثية من لصوص الآثار فكل جبل من جبال صبحا لم يسلم من حفريات في سفحه بل وصلت في اماكن كثيرة من الجبال الى اقتلاع الصخور من اماكنها واستخدام المعدات الثقيلة في زحزحتها عن أماكن والحفر المتواصل لأيام وليالٍ ما أن يلبث فاعلها إلا ويتجه الى موقع آخر يعمل في حفره لأيام أخرى ولا يدري الواقف على الحفريات ماهي النتيجة التي توصل اليها فاعل تلك الحفر إلا أن بعضها يؤكد أن من حفرها لم يعد خاوي الوفاض بل عاد بشيء مربع او مكعب استخرجه من إحدى الحفر. رعاة الاغنام هناك من جميع الجنسيات يتحدثون عن خيام تقام في أكثر من موقع يسودها صمت مطبق لعدة أيام دون حركة في النهار إلا أنها في الليل تنشط مما يؤكد للناظر إليها أنها ليست خياماً للسمر أو الطلعات البرية.
اولئك الرعاة يفسرون وجود تلك الخيام بأنها للبحث عن الآثار المدفونة والذهب اللامع ويمارس الحفر داخلها دون رقيب وأكدوا أن الحفر في تلك الجبال تتزايد يوماً بعد آخر.
في صبحا نقوش مختلفة تعود غالبيتها الى قوم ثمود وتصور حياة الانسان آنذاك وخاصة الوعول والأسود وعلاقة الانسان بها فيما تشترك جميع الحفر في موقع صبحا أنها تقع بالقرب من نقوش متشابهة تكثر فيها الدوائر والمسامير المتعامدة فيما تشكل لوحات ارشادية للباحثين عن الذهب. عبدالرحمن الشمري أحد سكان محافظة الشنان قال لـ «عكاظ» إن الحديث عن الذهب في المواقع الاثرية يتناقله الناس ويبالغون في تصويره إلا أن الحقيقة أن السيول كشفت أكثر من مرة عن كنوز مدفون آخرها ما تناقلته الصحف منذ سنوات حول عثور مواطن على 12 قطعة ذهبية تعود الى عصور غابرة وذلك في مجرى للسيل قرب محافظة الشنان وقرية فيد الاثرية. ويطالب الشمري وحدة الآثار بحائل سرعة التدخل لحماية الآثار باعتبارها السجل التاريخي لهذه المنطقة وقال إن وحدة الآثار تقف صامتة أمام ما يحدث في صبحا منذ سنوات فلم تحرك ساكنا وتكتفي بإعداد تقرير أو آخر دون الشخوص لهذا الموقع الأثري الذي تغتاله أيدي الظلام دون رقيب.
عريجا أيضا
وآثار عريجا يحدها شمالا وادي المليحية المعروف لأهالي المنطقة وهو عبارة عن سلسلة جبال تمتد من الشرق للغرب لأكثر من 20 كلم تحوي من النقوش والحفريات ما يؤكد أنها ليست بعيدة عما حدث لجارتها صبحا ونفس المسلسل المكسيكي الطويل يستمر هناك بإخراج من وحدة الآثار.
على بعد ما يقارب 15 كلم غرب قرية الشويمس وعلى أحد التلال المرتفعة نسبيا يظهر تشكيل صخري عجيب عبارة عن فوهة واسعة في الارض على انخفاض ما يقارب المترين وما أن نزلنا وسط هذه الفوهة اكتشفنا أنه مغارة على شكل نفق سرنا خلاله لما يقارب الكيلو متر الواحد تحت الارض والظلام يلف المكان، ومع التقدم في هذه المغارة العجيبة ينخفض السقف وتتناثر هنا وهناك بقايا عظام حيوانات سقطت بها وفنيت منذ سنوات والحديث لأهالي الشويمس عن هذه المغارة يؤكد أنها سميت باسم شعيفان وهو أحد أبناء البادية الذين سكنوا في تلك المنطقة وهو أول من وصل إليها، وينسجون حولها حكايات من ألف ليلة وليلة حولها فأحدهم أكد لـ «عكاظ» أن من استمر في السير وسط المغارة لعدة كيلو مترات وصل الى واحة تشرق عليها الشمس من فتحات صغيرة في سقفها ووسطها أشجار خضراء ومياه عذبة رقراقة.. أما هيئة المساحة الجيولوجية أكدت في اتصال لـ «عكاظ» معها وعلى لسان مدير العلاقات بها أن تلك الحفرة خضعت لعدة دراسات جيولوجية أكدت أنها تشكيل صخري من «لابا» البراكين الخامدة ووعدوا بإعداد تقرير مفصل حولها.
الشق موقع يتحدث
سعود بن سويلع معرف قرية الشق اكد ان الشق من المواقع الاثرية في المنطقة وهي غنية بآثارها ومقتنياتها الكثيرة كالادوات التي يستخدمها الانسان وخاصة الفخار وبعض الادوات المنزلية واضاف أن البحث والتنقيب والحفريات ستكون الباب الاوسع لاكتشاف القلاع والحصون خاصة وأن الخط المسند الجنوبي الذي يظهر على صخورها وعلى رسوماتها يؤكد قيام حضارة ذات تاريخ قديم لها.
الشويمس الأول في الجزيرة
عندما سجلت وكالة الآثار والمتاحف اكتشاف موقع الشويمس كموقع اثري جديد للنقوش والكتابات الصخرية اعتبرته من أكبر مواقع النقوش الصخرية القديمة ليس في المملكة العربية السعودية فحسب وانما على مستوى الجزيرة العربية.
وحين أعلن ذلك الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد اشار الى أن هذا الموقع يقع في مركز الشويمس بمنطقة حائل وقال إنه يعتبر متميزاً وبه اعداد كبيرة من الرسوم الصخرية منفذة على واجهات الجبال المنتشرة في جميع المنطقة وتشمل رسوماً لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة مثل الابقار والوعول والاسود وبقر الوحش والغزال ويتميز الموقع ايضا باحتوائه على رسومات آدمية بالحجم الطبيعي وهذه المكتشفة من الاشكال ذات الحجم الطبيعي لم يعثر على مثلها في موقع آخر من الجزيرة العربية حتى الآن وربما أن أقرب الاماكن التي توجد بها مثل هذه الاشكال هي صحاري البلاد الافريقية وعن تاريخ الموقع أكد الدكتور الراشد أن الموقع يعود تاريخه الى ما قبل 15 ألف سنة مضت.
ويقول ممدوح بن ابراهيم الغثي «متخصص في اللغة الانجليزية ويعمل مديراً لثانوية بالشويمس»، إن هذا الموقع الاثري يعد ثروة حقيقية للمنطقة واضاف ان احتكاكه بزواره من الاوروبين يعزز هذا الرأي فكل الذين زاروه من دول مختلفة من أوروبا وغيرها يبدون دهشتهم بما يشاهدونه وعظم تلك الاثار التي تعود لآلاف السنين وأكد ممدوح أن هناك معوقات كثيرة تعترض استثمار هذا الموقع ومن أهم تلك المعوقات ان هذه الاثار الموجودة لا تجد الاهتمام الذي تستحقه فالطريق للوصول اليها وعر جداً وبالغ الخطورة وهذا يجعل من يريد الاطلاع عليها يتكبد مشقة كبيرة كما أن الموقع ذاته لم يعد بالشكل اللائق ليكون مزاراً دائما في الجانب السياحي واضاف أن مرافقة واحدة لأحد الوفود الذين يزورون الموقع يؤكد أننا أمام ثروة ضائعة دون استثمار حتى إن أحد الاجانب خصص لها موقعا على الانترنت ووضع صورا من الموقع ليشاهده الجميع، واضاف ممدوح أن تخصصي باللغة الانجليزية سهل اتصالي بمن يزور هذه المواقع لمعرفة رأيهم عن الموقع وأهمية ومدى امكانية استثماره بشكل يوفر آلاف الوظائف او حتى المئات ويكون مشروعا للسياحة الاثرية بالمنطقة الغنية بعوامل جذب سياحي أثري فهذه النقوش وتلك القرى المدفونة وتلك البيوت تحت التلال تحتاج الى مستثمر جاد ورؤية تقدر هذه الثروة الوطنية.
المتاحف بلا عنوان
وفي حائل أكثر من سبعة متاحف شخصية لأفراد عملوا لسنوات على جمع وحدات وقطع أثرية يعرضونها في منازلهم او محلات يستأجرونها لعرض مقتنياتها، قادي الشمري وأبو بسام أصحاب متاحف شخصية بحائل عبروا عن سوء أوضاعهم وأكدوا أنهم يعانون من عدم وجود أماكن مخصصة لعرض مقتنياتهم في أماكن تتاح للزوار لمشاهدة المقتنيات التي تعود لأكثر من 500 سنة ماضية وقالوا إن «القشلة» وهي بناء واسع طيني كلف ترميمه أكثر من عشرة ملايين ريال ولم تصبح متحفا وطالبوا بفتحها لهم لتكون بيتاً للآثاريين وجامعي القطع الاثرية وتكون مكاناً لجذب الزوار وقالوا إن الاجانب لديهم اهتمام بالآثار أكثر منا نحن أصحاب التاريخ الضارب في الجذور.
فيما قال صالح سعد التميمي إنه يجمع التراثيات منذ أربع وعشرين عاما، واضاف رغم الجهود والسنوات التي مضت إلا أن ذلك لم يشفع لنا لدى الجهات المعنية في احتضان هذه الهواية. ذياب مسفر الرشيدي أحد المهتمين بالآثار تحدث عن بلدة أبا الصبان وقال إن الرسومات الفنية النادرة التي تصور حياة مضت حفظتها صخور لقرون طويلة تقف شاهدة على مستوى الآثار في منطقة حائل وحاجتها الماسة للاهتمام واضاف إننا وبجهود شخصية من بعض المهتمين قمنا ببناء قرية ثراثية استخدمنا في بنائها الاحجار والجص لبناء الجدران وجعلنا سقفها من أشجار النخيل وجذوعها وعرضنا خلالها أهم مقتنياتنا الاثرية لنصل الماضي بالحاضر والحاضر بالماضي.
الحديث عن آثار منطقة حائل يجر المتحدث لما تتناقله الاهالي هناك حول الذهب المدفون في جبال صبحا وبكميات كبيرة في صناديق محكمة وأماكن مجهولة التحديد وخلال السنوات الماضية تناقل الناس الحديث حول أشخاص يستوردون آلات من أوروبا تكتشف المعادن المدفونة تحت الارض والمعروفة بالسونار تعمل على ارسال موجات كهرومغناطيسية ترتد عن المعادن المدفونة حتى على بعد عشرة أمتار تحت الارض بل زادت الروايات وقال مروجو الشائعات.. ان هناك من عثر على كنوز ذهبية لا تقدر بثمن تصل قيمة القطع منها الى مبالغ كبيرة جدا وفي زيارة واحدة لموقع صبحا 40كلم شرق مدينة حائل تقف الحفر شاهدا حيا على ممارسات عبثية من لصوص الآثار فكل جبل من جبال صبحا لم يسلم من حفريات في سفحه بل وصلت في اماكن كثيرة من الجبال الى اقتلاع الصخور من اماكنها واستخدام المعدات الثقيلة في زحزحتها عن أماكن والحفر المتواصل لأيام وليالٍ ما أن يلبث فاعلها إلا ويتجه الى موقع آخر يعمل في حفره لأيام أخرى ولا يدري الواقف على الحفريات ماهي النتيجة التي توصل اليها فاعل تلك الحفر إلا أن بعضها يؤكد أن من حفرها لم يعد خاوي الوفاض بل عاد بشيء مربع او مكعب استخرجه من إحدى الحفر. رعاة الاغنام هناك من جميع الجنسيات يتحدثون عن خيام تقام في أكثر من موقع يسودها صمت مطبق لعدة أيام دون حركة في النهار إلا أنها في الليل تنشط مما يؤكد للناظر إليها أنها ليست خياماً للسمر أو الطلعات البرية.
اولئك الرعاة يفسرون وجود تلك الخيام بأنها للبحث عن الآثار المدفونة والذهب اللامع ويمارس الحفر داخلها دون رقيب وأكدوا أن الحفر في تلك الجبال تتزايد يوماً بعد آخر.
في صبحا نقوش مختلفة تعود غالبيتها الى قوم ثمود وتصور حياة الانسان آنذاك وخاصة الوعول والأسود وعلاقة الانسان بها فيما تشترك جميع الحفر في موقع صبحا أنها تقع بالقرب من نقوش متشابهة تكثر فيها الدوائر والمسامير المتعامدة فيما تشكل لوحات ارشادية للباحثين عن الذهب. عبدالرحمن الشمري أحد سكان محافظة الشنان قال لـ «عكاظ» إن الحديث عن الذهب في المواقع الاثرية يتناقله الناس ويبالغون في تصويره إلا أن الحقيقة أن السيول كشفت أكثر من مرة عن كنوز مدفون آخرها ما تناقلته الصحف منذ سنوات حول عثور مواطن على 12 قطعة ذهبية تعود الى عصور غابرة وذلك في مجرى للسيل قرب محافظة الشنان وقرية فيد الاثرية. ويطالب الشمري وحدة الآثار بحائل سرعة التدخل لحماية الآثار باعتبارها السجل التاريخي لهذه المنطقة وقال إن وحدة الآثار تقف صامتة أمام ما يحدث في صبحا منذ سنوات فلم تحرك ساكنا وتكتفي بإعداد تقرير أو آخر دون الشخوص لهذا الموقع الأثري الذي تغتاله أيدي الظلام دون رقيب.
عريجا أيضا
وآثار عريجا يحدها شمالا وادي المليحية المعروف لأهالي المنطقة وهو عبارة عن سلسلة جبال تمتد من الشرق للغرب لأكثر من 20 كلم تحوي من النقوش والحفريات ما يؤكد أنها ليست بعيدة عما حدث لجارتها صبحا ونفس المسلسل المكسيكي الطويل يستمر هناك بإخراج من وحدة الآثار.
على بعد ما يقارب 15 كلم غرب قرية الشويمس وعلى أحد التلال المرتفعة نسبيا يظهر تشكيل صخري عجيب عبارة عن فوهة واسعة في الارض على انخفاض ما يقارب المترين وما أن نزلنا وسط هذه الفوهة اكتشفنا أنه مغارة على شكل نفق سرنا خلاله لما يقارب الكيلو متر الواحد تحت الارض والظلام يلف المكان، ومع التقدم في هذه المغارة العجيبة ينخفض السقف وتتناثر هنا وهناك بقايا عظام حيوانات سقطت بها وفنيت منذ سنوات والحديث لأهالي الشويمس عن هذه المغارة يؤكد أنها سميت باسم شعيفان وهو أحد أبناء البادية الذين سكنوا في تلك المنطقة وهو أول من وصل إليها، وينسجون حولها حكايات من ألف ليلة وليلة حولها فأحدهم أكد لـ «عكاظ» أن من استمر في السير وسط المغارة لعدة كيلو مترات وصل الى واحة تشرق عليها الشمس من فتحات صغيرة في سقفها ووسطها أشجار خضراء ومياه عذبة رقراقة.. أما هيئة المساحة الجيولوجية أكدت في اتصال لـ «عكاظ» معها وعلى لسان مدير العلاقات بها أن تلك الحفرة خضعت لعدة دراسات جيولوجية أكدت أنها تشكيل صخري من «لابا» البراكين الخامدة ووعدوا بإعداد تقرير مفصل حولها.
الشق موقع يتحدث
سعود بن سويلع معرف قرية الشق اكد ان الشق من المواقع الاثرية في المنطقة وهي غنية بآثارها ومقتنياتها الكثيرة كالادوات التي يستخدمها الانسان وخاصة الفخار وبعض الادوات المنزلية واضاف أن البحث والتنقيب والحفريات ستكون الباب الاوسع لاكتشاف القلاع والحصون خاصة وأن الخط المسند الجنوبي الذي يظهر على صخورها وعلى رسوماتها يؤكد قيام حضارة ذات تاريخ قديم لها.
الشويمس الأول في الجزيرة
عندما سجلت وكالة الآثار والمتاحف اكتشاف موقع الشويمس كموقع اثري جديد للنقوش والكتابات الصخرية اعتبرته من أكبر مواقع النقوش الصخرية القديمة ليس في المملكة العربية السعودية فحسب وانما على مستوى الجزيرة العربية.
وحين أعلن ذلك الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد اشار الى أن هذا الموقع يقع في مركز الشويمس بمنطقة حائل وقال إنه يعتبر متميزاً وبه اعداد كبيرة من الرسوم الصخرية منفذة على واجهات الجبال المنتشرة في جميع المنطقة وتشمل رسوماً لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة مثل الابقار والوعول والاسود وبقر الوحش والغزال ويتميز الموقع ايضا باحتوائه على رسومات آدمية بالحجم الطبيعي وهذه المكتشفة من الاشكال ذات الحجم الطبيعي لم يعثر على مثلها في موقع آخر من الجزيرة العربية حتى الآن وربما أن أقرب الاماكن التي توجد بها مثل هذه الاشكال هي صحاري البلاد الافريقية وعن تاريخ الموقع أكد الدكتور الراشد أن الموقع يعود تاريخه الى ما قبل 15 ألف سنة مضت.
ويقول ممدوح بن ابراهيم الغثي «متخصص في اللغة الانجليزية ويعمل مديراً لثانوية بالشويمس»، إن هذا الموقع الاثري يعد ثروة حقيقية للمنطقة واضاف ان احتكاكه بزواره من الاوروبين يعزز هذا الرأي فكل الذين زاروه من دول مختلفة من أوروبا وغيرها يبدون دهشتهم بما يشاهدونه وعظم تلك الاثار التي تعود لآلاف السنين وأكد ممدوح أن هناك معوقات كثيرة تعترض استثمار هذا الموقع ومن أهم تلك المعوقات ان هذه الاثار الموجودة لا تجد الاهتمام الذي تستحقه فالطريق للوصول اليها وعر جداً وبالغ الخطورة وهذا يجعل من يريد الاطلاع عليها يتكبد مشقة كبيرة كما أن الموقع ذاته لم يعد بالشكل اللائق ليكون مزاراً دائما في الجانب السياحي واضاف أن مرافقة واحدة لأحد الوفود الذين يزورون الموقع يؤكد أننا أمام ثروة ضائعة دون استثمار حتى إن أحد الاجانب خصص لها موقعا على الانترنت ووضع صورا من الموقع ليشاهده الجميع، واضاف ممدوح أن تخصصي باللغة الانجليزية سهل اتصالي بمن يزور هذه المواقع لمعرفة رأيهم عن الموقع وأهمية ومدى امكانية استثماره بشكل يوفر آلاف الوظائف او حتى المئات ويكون مشروعا للسياحة الاثرية بالمنطقة الغنية بعوامل جذب سياحي أثري فهذه النقوش وتلك القرى المدفونة وتلك البيوت تحت التلال تحتاج الى مستثمر جاد ورؤية تقدر هذه الثروة الوطنية.
المتاحف بلا عنوان
وفي حائل أكثر من سبعة متاحف شخصية لأفراد عملوا لسنوات على جمع وحدات وقطع أثرية يعرضونها في منازلهم او محلات يستأجرونها لعرض مقتنياتها، قادي الشمري وأبو بسام أصحاب متاحف شخصية بحائل عبروا عن سوء أوضاعهم وأكدوا أنهم يعانون من عدم وجود أماكن مخصصة لعرض مقتنياتهم في أماكن تتاح للزوار لمشاهدة المقتنيات التي تعود لأكثر من 500 سنة ماضية وقالوا إن «القشلة» وهي بناء واسع طيني كلف ترميمه أكثر من عشرة ملايين ريال ولم تصبح متحفا وطالبوا بفتحها لهم لتكون بيتاً للآثاريين وجامعي القطع الاثرية وتكون مكاناً لجذب الزوار وقالوا إن الاجانب لديهم اهتمام بالآثار أكثر منا نحن أصحاب التاريخ الضارب في الجذور.
فيما قال صالح سعد التميمي إنه يجمع التراثيات منذ أربع وعشرين عاما، واضاف رغم الجهود والسنوات التي مضت إلا أن ذلك لم يشفع لنا لدى الجهات المعنية في احتضان هذه الهواية. ذياب مسفر الرشيدي أحد المهتمين بالآثار تحدث عن بلدة أبا الصبان وقال إن الرسومات الفنية النادرة التي تصور حياة مضت حفظتها صخور لقرون طويلة تقف شاهدة على مستوى الآثار في منطقة حائل وحاجتها الماسة للاهتمام واضاف إننا وبجهود شخصية من بعض المهتمين قمنا ببناء قرية ثراثية استخدمنا في بنائها الاحجار والجص لبناء الجدران وجعلنا سقفها من أشجار النخيل وجذوعها وعرضنا خلالها أهم مقتنياتنا الاثرية لنصل الماضي بالحاضر والحاضر بالماضي.