يظل الحياء المتزن قيمة عليا ترفع من أخلاق الناس وتجعلهم يتسامون إلى مزيد من الأخلاق العالية، فالحياء شعبة من الإيمان، هكذا تعلمنا من قيم ديننا الحنيف وهكذا تربينا في مدارسنا وعلمتنا قيم مجتمعنا وما حوته ثقافتنا السائدة.
ورغم جمال الحياء، إلا أن الإنسان لا يصل إلى الحياء إلا إذا تحلى بصفات أخلاقية أخرى تكون أساسا يبني عليه بنيانه الخلقي كقاعدة البيانات التي تنبثق منها المعلومات الجميلة كالصدق في الحديث والوفاء واحترام الذات وتقديرها؛ لأن الأخلاق سلم يصعد فيه الإنسان خطوة خطوة فمن كان صادقا صعد إلى مرتبة الأمانة ومن كان أمينا، كان مخلصا في عباداته وأعماله، ومن أخلص وصدق مع نفسه ومع ربه وصل إلى درجة الحياء المتزنة التي تحق الحق وتبطل الباطل فهو يأتي مرتبة عليا في سلم الأخلاق، والحياء لدى المرأة جانب مضيء من حياتها وعنصر من عناصر الجمال لديها، فالحياء هو الذي يزين النساء فيجعلها محتشمة واعية مدركة تمضي في حياتها بالأسلوب الأمثل الذي يتسامى عن الانحراف الذي تعدد قنوات الدعوة إليه من خلال بعض الفضائيات الهابطة أو بعض عناصر التقنية الحديثة أيضا، بالحياء تظل المرأة تشع جمالا وكلما كانت المرأة أكثر حياء كانت أكثر جمالا وجاذبية.
ورغم ذلك نجد أن الحياء ينقلب في كثير من الأحيان ليكون ضد صاحبه ويوقعه في مشكلة، فهناك الكثير ممن ترك حقا من حقوقه أو تغاضى عن ظلم وقع عليه بسبب الحياء. وبين دوامة (المستحي من الحق) و(قليل الحياء) ينبغي أن يكون الإنسان ليحقق الحياء المتكامل الذي حبذه الله سبحانه وتعالى وحبذته أخلاق المسلم السليمة، فكم من حق ضاع بسبب الحياء وكم من ظالم جار بسبب قلة الحياء.

مجيب الرحمن العمري (جدة)