اليوم الجمعة العاشر من رجب 1427هـ يصادف تقريباً الذكرى السادسة لرحيل فناننا الكبير طلال مداح رحمه الله الذي رحل عن دنيانا في صيف عام 1421هـ في ابها وتحديداً صباح الجمعة 1421/5/11هـ، 2000/8/11م والذي انتقل الى رحمة الله على خشبة مسرح المفتاحة وهو يؤدي احدى اشهر اغنياته «الله يرد خطاك» من اشعار سمو الامير الشاعر بدر بن عبدالمحسن والحان سراج عمر.
للبيت الذي كان يؤديه رحمه الله وهو يسقط على كرسيه في ذلك المشهد الذي لا يمكن ان يغيب عن ذاكرتنا ابداً (الله يردك لي يا مطول غيابه.. يا معذبي هجري ما ادري وش اسبابه) قصة..
فطلال له مع الموت وعن الموت الكثير من الاحاديث معنا وتحديداً معي ومن الذي قد لا يصدقه احد انه كثيراً ما يحكي عن الموت واذكر انه كرر ذلك في العام الذي سبق وفاته وذلك بحكم جيرتنا في السنوات الاخيرة ومرافقتي اياه امسيات سهرة الى ما بعد نصف الليل في الغالب مرة فاجأني ليقول: (شوف السنة هادي انا معكم السنة الجاية ماني معكم) استغرب الحديث الذي يصر عليه الى ان كرر مرة امام صديقنا المشترك خالد ابو منذر الذي اخذ نصيبه من الدهشة.. عموماً هذا ما صار حيث اننا افتقدناه في العام التالي بالفعل.. (والله اعلم) وبطبيعة الحال هو لا يعرف قدره ولكن؟ ولأن لا احد منا يعرف منيته اقول ان توقعات كثيرة قالها لي طلال مداح استغربت حدوثها منها في اوبريت الجنادرية الافتتاحي للدورة الثانية او الثالثة بعد اعتماد اداء الاوبريت الافتتاحي عندما كان هو ومحمد عبده فقط.. وقبل سفره للرياض لعمل بروفات الحركة كنت معه حتى الصباح فاجأني في لحظة كأنها مستقطعة من الزمن، شوف بكرة ما راح نغني انا ومحمد في افتتاح المهرجان.. قلت ما الذي تقوله ألا يكفي انك متأخر عن البروفات حيث ستذهب يوم العرض.. اصر على كلامه وثنى (اقولك بكرة ما حنغني في المهرجان وما في اوبريت ولا غيره) وفي اليوم التالي بدأ أداء الاوبريت وعندما نطق محمد عبده اولى كلمات الاوبريت هطل المطر بغزارة للدرجة التي اوقف على اثرها العرض لليوم التالي حيث تم عرضه وفي العام التالي اقر واعتمد اقامة العرض في الصالة المغلقة.. هذه بعض من (حكاوي) طلال مداح رحمه الله.
واذا عدنا للاغنية فكانت قصتها كما يقول ملحنها الموسيقار سراج عمر:
- في بداية السبعينات الميلادية وعند انتقال بيت الاسرة من الكندرة الى الرويس كان جليسي في معظم الامسيات الصديق الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي اعطاني النص وعند تلحينه كان طلال رحمه الله معي ويومها كان يستعد لاحياء فرح زفاف في احد احياء الطائف كان ذلك في العام 1972.. اخذها وشدا بها لأول مرة في هذا الحفل وسجلت الاغنية نجاحها فوراً (نجاح جماهيري) ثم اصبح يغنيها في كل جلساته العامة والخاصة الى ان قام بتسجيلها (استوديو) في القاهرة فيما بعد.
يذكر ان هذه الاغنية سجلها ايضاً محمد عمر في بداية دخوله عالم الفن لتكون ضمن مجموعة اغنياته الاولى او الثانية تقريباً عندما سافر بصحبة الموسيقار سامي احسان الى القاهرة لأول تسجيلات له كان من ضمنها ايضاً اغنية للامير بدر بن عبدالمحسن والملحن عبدالله محمد (قللي بربك).. كما سجلتها ايضاً ستوديو الفنانة (عتاب) وحسبت من اغنياتها كما هو الحال مع طلال مداح ومحمد عمر والغريب ان محمد عمر وعتاب قدماها رسمياً دون العودة لملحنها او شاعرها حيث فوجئا بطرحها مثل غيرهما بذلك ولكن كان ملؤهما رضى عن الخطوة لا... الخطوتين.