بالأمس القريب فقدنا أخا وصديقا صدوقا وزميلا عزيزا وابنا بارا من أبناء وزارة الخارجية، وفارسا من فرسان الدبلوماسية السعودية، معالي الوزير عبد الرحمن أمين منصوري مساعد وزير الخارجية الأسبق. غاب الفارس عن الساحة، غير أن تاريخه الطويل لا يزال حاضرا بيننا، ماثلا أمام أعيننا، قضاه في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه بكل تفان وإخلاص، تدرج السلم الوظيفي من بدايته حتى قادته جدارته ليصبح وكيلا لوزارة الخارجية للشؤون السياسية، ويحوز على ثقة ولاة الأمر لاحقا بتعيينه مساعدا لوزير الخارجية على مرتبة وزير. زاملته في وزارة الخارجية، فازداد إعجابي بقدراته على إدارة الأمور وحزمه وسرعة بديهته وهدوئه الكبير وبعد نظره السياسي وإلمامه بصغائر الأمور ناهيك عن كبيرها، صفات تجعل المرء يقف حائرا أمام هذه الشخصية الفذة ذات التجربة الثرية في العمل السياسي والقانوني، التي تحمل في طياتها البساطة ولطف المعشر والتواضع الجم والمبادرة في مساعدة الآخرين، مع إيثار الابتعاد عن الأضواء ونكران الذات. الوفاء أحد أهم الصفات التي تحلى بها عبد الرحمن منصوري، حيث حرص على التواصل مع أصدقائه وزملائه حتى بعد ترجله عن العمل، ودائما ما كان يفاجئنا بمهاتفة اطمئنان وتواصل، تضفي علينا السعادة وتضفي عليه المزيد من المحبة والتقدير والاحترام الذي يحظى به من الجميع. تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جناته، وسيظل بمشيئة الله تعالى في ذاكرتنا كما عرفناه جميعا أخا وصديقا وزميلا قريبا إلى النفس طيب الأخلاق ومثالا للجد والاجتهاد، وإنا لله وإنا إليه راجعون. * وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف