وحــدة وطــــنشعر: ساريإنت الوطن .. إنت الوطنأرض الجدوداللي سقوا من .. شوقهم .. من عزمهم .. من دمهموحدة وطنيوم الوطن نخلة وبيت .. سقفه سعفيوم الحياه صبر وكفاح، كان الهدفوحدة وطن، وهذا الوطن كل الوجودكله وفا حتى ولو شاف الجحوديجحد ولد .. ويوفي ولدتبقى حنون .. للي وفا واللي جحدأنت الوطن أرض الجدوداللي سقوا من .. شوقهم .. من عزمهم .. من دمهموحدة وطنأهلي الحضر .. وأهلي البدواللي على المله عدوخلف الولد .. اللي شرب من ثديها .. طعم الوفاعبد العزيز اللي ملك فينا القلوبقبل المعارك والحروباللي بنى هذا البلدوفى وكفى بالوعدواللي فرض خمس الفروضما جت لبوتركي حظوظيجحد ولد .. ويوفي ولدتبقى حنون .. للي وفا واللي جحدأنت الوطن أرض الجدوداللي سقوا من .. شوقهم .. من عزمهم .. من دمهموحدة وطنوحدة وطن .. وحدة ثرى .. وحدة قلوبوحدة ولاء وحدة غلا وحدة دروبأما كذا وإلا فلا تحيا شعوبيا وطنا لو نقول اللي نقولهما نوفي في الكلام اللي نقولهروح شعب وقلب عبد الله ودولهدايم الصوله لنا في كل جولةفي ثراه وفي سماه وفي جبالهعز شانه فوق من عزة رجالهكلنا له حب من عرضه لطولهتقصر الكف اللئيمه ما تطولهقال جدي يا ولدي أنتم في نعمهادعو رب الكون لياها تزولواشكروا من جابكم من خير أمةولوذوا بالرحمن مفتاح الحلولوالزموا عهد عزيزللملك عبد العزيزإن أحدكم ما يبورمهما دنياكم تجوروقال جدي احذروا فكر غريبالمطامع حولكم ترجى نصيبواحذروا الفتنة تراها ثم تراهاكلمة بالحق لكن وش وراهاوالزموا عهد عزيزللملك عبد العزيزإن أحدكم ما يبور مهما دنياكم تجورقلت يا جدي تراناما نفرط في شقاناحنا أحفاد الموحدويومنا بيد المجدداللي آمن بالحواروخلى للكلمه منارقايد الخير النصوحغارس فينا طموحلا وربي ما نبورمهما دنيانا تجورمن لبس ثوب الديانة .. غدر وارهاب وخيانةخاين خان الأمانة .. ما يدنس سورناومن قتل نفس بريئة .. ظالم ونفسه دنيئهدونه سيوف جريئه .. ما يطفي نورنامن يكفرنا نقول .. قولنا قول الرسولوالسند كله عدول.. هل شققت قلوبناالجواب أغنى السؤال .. الطموا خشوم الضلاللا مساس ولا خلاص .. بيننا نار تلظى .. بيننا ضرب الرصاصلا يحسبون الجهاد .. سعي في الأرض وفسادالجهاد إنك توقف.. دون عزة هالبلادمن لبس ثوب الديانه .. غدر وارهاب وخيانةخاين خان الأمانة. . ما يدنس سورناومن قتل نفس بريئه.. ظالم ونفسه دنيئهدونه سيوف جريئه.. ما يطفي نورناحنا شقائق هالرجالقول النبي ما به جدالواحلامنا مهما تكون احلامناوالله ما نرضى بغير اسلامناربينا أجيال صغارونوقف ورا رجال كباربنت السعودية وفيهوحقوقها ما هي هديهما دام رب الكون شرعها لنبيهكرم المرأة وجنبها الأذيههذا قدوتنا الكريماللي أوحى له عليمهذي اختك يا سنديوهذي بنتك يا سعديوانا أمك يا ولديلا يا بعدي. . لا يا بعدييا ما شقيت إن صابكم أمر رديأنتم ترى عزي وعوني وسنديلا تجرحون اللي تداريكم حنونولا تبعدون أنتم ترى ضي العيونأنا ما عمري شكيتحتى لو مرة بكيتيا رضا الرب الكريم .. كل شيء الا العقوقابشري حب وشوق .. انتي صاحبة الحقوقمهما نبعد أو نروح .. إنت دم في العروقواختنا منا وفينا .. بيننا ما به فروقفضلكم وحقوقكم .. الله شرعها لنبيهلا أبد ما هي هديه .. لا أبد ما هي عطيهابنك ابنك يا وطنلا يغرك صغر سنيمع شقيقي وابن عميواختي اللي فمثل سنينمشي في ركب المسيرهونملك احلام كبيرهبكرة أكبر يا بلاديفيك واحقق مراديذا وطنا هو املناوحنا فدوة يا بلاديتسلمين يا ديرتي من كل شرلا عدو يفرح ولا حاقد يسرواسأل الله خالق الكون العظيميحفظك من كل شيطان رجيميا الله لا تخيب رجا طفل صغيرواجمعنا يا ربي على وحدة مصيرنسألك باحساس من يرجي القبوللا تخيب دعوة احباب الرسولهذا ملكنا من يباهينا بملكوهذي قلوب الشعب صارت منزلكيا شبه اخو نوره ويا فدوة هلييغني عن الإعلان موقفك الجليعبد الله يا باني وطن وإنسانحامي الحمى بالسنة والقرآنهذي الزعامة لايقه لك يا ملكما غرك الملك العظيم أو غيرككيف ما نفخر وتتعب راحتكلعيون شعبك والعدالة ميزتكعبد الله يا باني وطن وانسانحامي الحمى بالسنة والقرآنيا بو متعب يا كثر مدت يدينكما درت عنها يسارك من يمينكحزم وعزم وفيك عفو ومقدرهكيف ما نفخر وانت رمز المفخرهعبد الله يا باني وطن وإنسانحامي الحمى بالسنة والقرآنأنا المواطن يا مليكي وسيديهذا ولائي بالفعل ما هو حكيوانا السعودي ديني الإسلام وأصلي يعربيما همني قلب حسود أو حقود أو رديوإذا دعا الداعي وخان المعتديقرآني بصدري وسيفي في يديأبشر بنا سمعا وطاعه سيديأنا سعودي الولا كفي نديفي ذمتي .. الروح ما تغلى على محبوبتيفي ذمتي .. حلفت باللي عز شانك قبلتيبالروح أفدي ديرتيهذي سلومي وملتييا ملكنا فيك نكبر يا مهابيا قوي الباس يالراس الصليبدوك شعبك في يدك مثل الكتابسطر التاريخ يالنجل العريبمرتكي للحمل من توك شبابتلطم الخوان وتضد الحريبفي دروب المجد تمشي ما تهابراية التوحيد في كف النجيبويا ولي العهد يا الراي الصوابيا كريم النفس ما ردك صعيبيا يمين للملك راقي الصعابلا تلفت صرت له أقرب قريبكم كسرتوا بحلمكم كف ونابوكم تداوى بعطفكم جرح عطيبخابت النفس اللئيمه ثم خابمن نوانا بشر وافهم يا لبيبلا تظن يا من يخايلنا بسرابإننا نرخص حمانا يالغريبدارنا من دونها جز الرقابوموتنا توه يابو متعب يطيبسر بنا يا سيدي مثل الشهابمن يهاب المجد يقصر ما يصيبلو دعانا الموت أرخصنا الزهابالكفن محزم وسيف الله خطيبهب من صدري هبوبكله احساس وحبلا شمال ولا جنوبلا .. ولا شرق وغربالولاء فينا تجسدنحمله في كل دربما يخونك يا بلدهالجبين اللي سجدذا وطنا اللي نصونه .. دونه نموت بشرفنتفق حنا ولكن .. العدو فينا اختلفيا ديرتي .. يا عزوتي .. يا كل شيء بدنيتيشمتي وشمنا عن أقاليم ومناطقوصارت الوحده لسان الحال ناطقلاتباين بيننا .. بيننا ما به فروقعزنا في ديننا .. ونتساوى في الحقوقدام في روحي هويه .. تثبت أصلي السعوديةهب من صدري هبوبكله احساس وحبلا شمال ولا جنوبلا .. ولا شرق وغربالولاء فينا تجسدنحمله في كل دربما يخونك يا بلدهالجبين اللي سجدذا وطنا اللي نصونه .. دونه نموت بشرفنتفق حنا ولكن .. العدو فينا اختلف
سعد الصويان
الملك عبدالله رجل حـرفته صناعة التاريخ والأمجاد، نذر نفسه لإعادة صياغة هذا الوطن ليلبسه أبهى حلل العصر ويقوده نحو مسار التحديث الصاعد ليعلي هامته بين الأمم. إنها مهمة صعبة ولكن الملك عبدالله رجل المهام الصعبة. وفاؤه للوطن منحه وفاء المواطنين بكل شرائحهم وأطيافهم فشربت محبته القلوب وقرت به العيون. إذا كان الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وحد هذا الوطن جغرافيا فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدشن مرحلة جديدة لغرس الولاء الصادق والانتماء الحقيقي، مرحلة ترميم البناء الاجتماعي وإعادة هيكلته وفق أسس حديثة ومفاهيم عصرية ليجعل من هذا الوطن وطنا فيه متسع للجميع والكل فيه سواسية. فهو ــ حفظه الله ــ حريص كل الحرص على كل ما من شأنه أن يزيل الحواجز التقليدية والتقسيمات الاجتماعية التي تفتتنا وتجرح شعورنا الوطني وتعيق تطورنا ومسيرتنا التنموية. وهو حريص أيضا على أن يخرج المجتمع من عنق زجاجة التخلف الفكري والثقافي ليحث الخطى ويغذ السير نحو التحديث الشامل والأخذ بأسباب الحضارة المتكاملة والتنمية المتوازنة على كل المستويات. إنه ينام ويصحو وكاهله مثقل بهموم الوطن وقضايا المواطنين.المعاني النبيلةولقد جسد الملك عبدالله هذه المعاني النبيلة والقيم السامية في خطابه التاريخي الذي ألقاه أمام أهالي القصيم في زيارته الأخيرة للمنطقة حينما وجه نداء للجميع بالترفع عن تقسيم الناس وتصنيفهم، مؤكدا أن ذلك يتعارض مع قواعد الشريعة السمحة ومع متطلبات الوحدة الوطنية. إنه يدعونا إلى أن نخلف وراءنا كل التصنيفات والتقسيمات الفكرية والفئوية والطائفية والطبقية والقبلية والإقليمية التي تنهش جسدنا الاجتماعي. إذا كانت توجيهات الخالق البارئ جل وعلا ألا تنابزوا بالألقاب وكذلك توجيهات ولي الأمر بما أوتي من سلطة روحية ومادية، وهي أيضا سلوكيات وممارسات تتمشى مع الفطرة السليمة والنهج القويم، فإننا ملزمون كمسلمين ومواطنين وبشر أسوياء وأناس عقلاء أن نحترمها ونتقيد بها ونعمل بمقتضاها. هذا التوجيه الكريم هو بمثابة ميثاق شرف علينا أن نلتزم به جمعيا في تخاطبنا وحواراتنا مع بعضنا البعض. لقد أعطى قائدنا الإشارة وعلينا الآن أن ننطلق في هذا الاتجاه، اتجاه التسامح واللين والرفق في تعاملنا مع بعضنا البعض والابتعاد عن التشنج والحدة المستفزة في طروحاتنا وحواراتنا. لقد أصبح لزاما علينا جميعا في ظل توجيهات قائد مسيرتنا التحديثية أن نتبنى شعار: ولا تنابزوا بالألقاب، وأن ننبذ التطرف والغلو والتعصب وخطابات التحريض التعبوية والفكر العدائي المتشنج وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، هذا هو السبيل نحو بث الفكر المنفتح وتغيير البنية الذهنية وإعادة تكوين الشخصية النمطية لنستطيع مسايرة العصر والتكيف مع العالم الحديث الذي يطبق علينا من كل الجهات ويحاصرنا على كل الجبهات.من البناء إلى المؤسساتيةانشغال الرعيل الأول والتضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل توطيد الكيان السياسي وتعزيز الوحدة الجغرافية وتثبيت المنجزات والمكاسب لم يفسح لهم المجال للالتفات إلى بقية الأسس والمقومات التي من شأنها أن تعمل على تنمية الشعور الوطني وحب الأرض. وانتهت مرحلة التأسيس وجاءت بعدها مرحلة البناء، وانشغل الرعيل الثاني ببناء مؤسسات الدولة وقطاع الخدمات والبنية التحتية. والآن وفي ظل المعطيات والتحديات الدولية الراهنة أدرك الملك عبدالله أننا دخلنا مرحلة جديدة نحن فيها أحوج ما نكون للالتفاف والتلاحم والانصهار في بوتقة شعور وطني واحد ورؤية جماعية وأهداف مشتركة بيننا يتفق عليها الجميع. لقد دشن عهده ــ حفظه الله ــ مشروع تدعيم وحدتنا السياسية والجغرافية وحماية مكتسباتنا وتعزيزها عبر وحدة اجتماعية وثقافية تجعلنا نحس بأننا، إضافة إلى كوننا أبناء وطن واحد، أعضاء في مجتمع واحد متلاحم متماسك له ثقافة مشتركة. مرحلة الملك عبدالله هي مرحلة مزج المكونات الثقافية والفكرية لهذا الوطن وصهرها لتتفاعل فيما بينها وتشكل مع بعضها البعض هوية وطنية شمولية يتماهى فيها الكل وتستوعب الجميع. إنه يريد إعادة صياغة الثقافات المحلية والإقليمية والطائفية والقبلية المبعثرة ليحيلها من خيوط مهلهلة إلى نسيج متماسك ومن شظايا متناثرة إلى كيان ثقافي حي له فاعلية وتأثير وحضور قوي ومحسوس. يريد أن يحول المعزوفات المنفردة إلى أداء جماعي، إلى سيمفونية ثقافية متناغمة عنوانها تكريس الهوية وروح الانتماء والولاء بين مختلف فئات الشعب وطبقاته وفي كل المناطق، كل له فيها صوت مسموع ودور يؤديه.الانطلاقة الحقيقيةمذ أن تولى الملك عبدالله سدة الحكم توقع المحللون والمراقبون أن يكون عهده عهد الانطلاقة الحقيقية نحو التطوير والتحديث. وما تحقق وتراكم من إنجازات حتى الآن يشهد على ذلك، ويشكل قفزة كمية ونوعية أشاعت جوا من الثقة والاطمئنان والتفاؤل وبدأت تلوح في الأفق القريب تباشير فجر جديد ومستقبل واعد. كثير من الأحلام التي كانت بالأمس القريب بعيدة المنال أصبحت اليوم وعودا على وشك التحقيق في الأمد المنظور. الكل يعلق آمالا عراضا على ما يتحلى به أيده الله من انفتاح لا يفرط بالثوابت ومن تسامح لا ينقصه الحزم ومن تواضع تجلله الهيبة والوقار. فلا يمر يوم دون أن يصدر عنه أمر سام جديد هو بمثابة عمادة إضافية تسند البيت السعودي ووتد يشد أطنابه ويثبت بنيانه ويضيف له مساحات أرحب من حرية الحركة والتعبير والانفتاح ويجعل منه ملجأ آمنا يتفيأ في ظله الجميع وينعمون بخيراته في أمن ورخاء. لقد بدأنا نشعر بارتفاع سقف الحرية الشخصية واتساع مساحة الرأي وحرية الكلمة. كما بدأت الإصلاحات الاقتصادية تتراكم وتكبر مثلما تكبر كرة الثلج، وهذا مما يكسبها زخما قويا ويعطيها قوة دفع ذاتية ويمنحها مناعة تلقائية تحد من قابلية الانتكاسات وتحصنها ضد التراجعات. وتبقى علينا جميعا مسؤولية أن نحمي ما تحقق لنا من مكتسبات وأن نجعل منها مكتسبات لها صفة الديمومة والتنامي.القرارات الحاسمةقرارات الملك عبدالله الحاسمة ومواقفه الشجاعة تؤكد أن منهجه في الإصلاح ينطلق من قناعاته الذاتية ويتسق مع تكوينه الذهني وينسجم مع مزاجه الشخصي وحرصه الشديد على مصلحة الوطن والمواطنين. فقناعاته القوية، حفظه الله، أهلته لتدشين المسيرة التحديثية. ويتضح من أحاديثه العامة ومن لقاءاته مع مختلف القطاعات الاقتصادية والفعاليات الاجتماعية حرصه الشديد على دفع حركة الإصلاح وأنه يمتلك رؤية واضحة وبرنامجا محددا يعمل على تنفيذه وفق مراحل مدروسة ومتدرجة. أتى الملك عبدالله إلى سدة الحكم بعد خبرة طويلة في القيادة وممارسة الصلاحيات وتحمل المسؤولية في مختلف المجالات المدنية والعسكرية، أتى وهو يحمل في جعبته مشروعا نهضويا متكاملا كان قد أعد له قبل اعتلائه العرش بعقود وبدأت ملامحه تتضح منذ أول يوم بايعه الشعب. وسوف يسجل له التاريخ أن عهده هو عهد الإصلاحات الجذرية في نظام الحكم وأجهزة الدولة والبنى الاقتصادية والاجتماعية.الرخاء والنماءلقد قطعنا في هذه المدة القصيرة التي انقضت على تسلمه، حفظه الله، مقاليد الأمور مساحة شاسعة من التطور. هذا العهد الزاهر الذي نعيشه الآن هو عهد الرخاء والنماء والتفاؤل الذي يعم أرجاء البلاد من أقصاها إلى أدناها. ولم يعد الراصد والمتتبع للأحداث بقادر على متابعة ما يتوالى بصفة شبه يومية على هذه البلاد في هذه الأيام من برامج الإصلاح ومن مشاريع الخير والتعمير والبناء، من بناء المساكن الشعبية للمعوزين الذين امتدت يد الملك الرحيمة لتنتشلهم من ذل العوز والفاقة إلى بناء جسور العلاقات الندية والأخوية مع عمالقة أمم العالم. هذه إحدى ميزات الملك عبدالله وواحدة من خصاله الحميدة، فهو لا تلهيه عظائم الأمور والمهام الجسام عن الالتفات للمسائل البسيطة ومتابعة احتياجات المواطنين البسطاء مثل محاولاته تخفيف الآلام والمعاناة عن من تقطعت بهم السبل وسدت في وجوههم الأبواب من المحتاجين والبائسين، فيأمر بعلاج هذا المريض وفصل ذلك التوأم وإغاثة ذلك المنكوب، فيأتون من كل أصقاع الدنيا وأرجاء المعمورة طمعا في رحمته واستدرارا لشفقته التي لا تفرق بين عرق وآخر ولا بين شعب وآخر، حتى استحقت المملكة بهذه الأعمال الخيرية لقب مملكة الإنسانية، وما أجمله وأروعه من لقب. ولا ننسى أيضا أنه، حفظه الله، من أكثر المتحمسين شخصيا لحوار الحضارات والديانات وتشريع أبواب الحوار البناء والتفاعل المثمر والتفاهم بين الشعوب. الإصلاحاتويصعب جرد الإصلاحات التي تمت حتى هذه اللحظة لكن لعل الحدث الأبرز كان دخول المرأة السعودية معترك الحياة السياسية والترشّح لمناصب عامة ومراكز قيادية. تكريم المرأة واحترامها وصيانة حقوقها ودمجها في الخطط التنموية من المؤشرات الحقيقية على دخولنا عصر الحضارة والمدنية. فالمرأة هي العجلة الأخرى التي تدفع عربة المجتمع إلى الأمام. ومن يصغي بانتباه إلى تصريحات الملك عبد الله في لقاءاته التلفزيونية يدرك أن هذه إحدى القضايا التي تشغل باله ويبحث لها عن مخرج حكيم يحل المشكلة ويتقبله المجتمع. إنجازات الملك عبد الله سوف تحفر اسمه في ذاكرة الأجيال وسوف تضيء سيرته صفحات التاريخ، فلقد تعودنا في ظل قيادته أن نكون دائما متفائلين وعلى أن نفيق ونصحو كل يوم على العشم فيه والرجاء، فهو لم يخيب آمالنا قط وكان دوما عند حسن ظن شعبه فيه، منحوه حبهم بعدما تيقنوا من حبه لهم ولمسوا بره بهم وحرصه عليهم جميعا دون تفريق أو تمييز. لقد كان عادلا مع الجميع، والعدل أساس الملك. دلائل التوفيق ومن دلائل توفيق الله له ورضاه عنه إجماع الشعب على حبه والولاء له وثقتهم بقيادته وحكمته ونفاذ بصيرته. ولم تجتمع أفئدة الناس على حب شخص مثل ما اجتمعت على حب الملك عبد الله، فالكل يحس بهذه الألفة معه والارتياح له والقرب منه. لغته الواضحة وسريرته الصافية وعفويته التلقائية وشخصيته النقية التي لا يشوبها ذرة من التكلف والتصنع كلها أمور تبعث على الثقة والأمان والاطمئنان. منحه الله بسطة الجسم وهيبة الحضور وملامح العزة وسيماء الفروسية وأمارات النخوة والشهامة. جمع في أقواله وأفعاله، في مظهره ومخبره خلاصة الشيم النبيلة والقيم العربية الأصيلة، وهذا ما يبعث على التفاؤل ويحيي الأمل في النفوس ويعيد الثقة في الشخصية العربية وفي العنصر العربي وفي المستقبل العربي، في زمننا هذا، زمن الإحباطات المرة والنكسات المتتالية. عفوية محببةكلنا شاهدنا الملك عبد الله في المناسبات الاحتفالية بإنسانيته المعهودة وعفويته المحببة وتلك الابتسامة العذبة التي لا تفارق محياه يحرك يديه ويتمايل بقامته الفارعة ويلتفت عن يمينه وعن شماله جذلا يشارك الجمهور بهجتهم ويرسل لهم القبلات تتطاير هنا وهناك، مثله مثلهم لا فرق بينه وبينهم، وكأن الملك ما زاده إلا تواضعا وقربا من شعبه. حينما تدوي القاعة وتضج عشرات الآلاف من الحناجر تهتف له وتحييه وتعبر له عن حبها الصادق وولائها العميق فأنت أمام منظر مؤثر تختلط فيه المشاعر والأحاسيس ويتجاوب معه العقل والقلب والوجدان.
لوحات فنية أنت أيها القارئ في هذا الأوبريت أمام لوحات أبدعتها ريشة فنان تشرب الموهبة فصارت تسري في دمه وتنبض بها عروقه، تجري من جنانه على لسانه لتتفشى في الأجواء من حوله كما تتفشى روائح البخور والعطور وتتوهج توهج الفسفور والبلور، نقية نقاء سريرته وصافية صفاء ذهنه. كلمات تستحم بالأثير وتلتفع الحرير. هذه لوحات فنية فاضت من قريحة رجل عركته الحياة وضرسته التجارب وتحمل مسؤوليات تنأى بها صم الجبال. إنها كلمات شاعر يتأبط الشعر وينتعل القوافي وترتسم الصور الشعرية في محيّاه، حين تصافحه فأنت تصافح الشعر وقد تجسد أمامك لحما ودما. رسائل الملك رسائل الملك عبدالله في هذا الأوبريت واضحة وعبارات ساري شفافة كالنور رقراقة كالماء، وما علينا إلا أن نستوعبها ونستلهمها ونسير على هديها. تقول الرسالة بصريح العبارة: هذا الوطن ملك الجميع ومسؤولية الجميع. هذه أهزوجة التعمير وحداء مسيرة التحديث والتطوير. إنها ملحمة البناء وخطة النماء وبرنامج لمستقبل زاهر تلوح تباشيره في الأفق القريب لتمطر خيرا عميما على الجميع. ومن لهذه المهمة السامية والطموحات السامقة غير صاحب الهمة العالية والرؤية الثاقبة الملك عبد الله بن عبد العزيز، قامة تعانق النجوم وهامة لا تنحني إلا لخالقها.