من منا لا يتذكر اغنية (مقبول منك كل شيء مقبول) للراحل طلال مداح من منا لا يعرف الى اي مدى كان ذلك النجاح الذي حققته اسطوانتها التي سجلت في العام 1968 في بيروت
اما قصة تلك الاغنية فكانت اكثر من غريبة اذ كانت في الاصل للفنان محمد عبده في بداية طريقه في عالم الفن عندما بدأ حياته الفنية في العام 1964 وأعدها الموسيقار الراحل عمر كدرس له من نص لشاعر الأغنية الراحل احمد صادق رحمهما الله.. اما تغيير اتجاهها الى الراحل طلال مداح رحمه الله فكان لدواع انتاجية وتندرج في نفس الوقت تحت موضوعات الصراع والضرب من تحت الحزام في المعارك الخفية بين المنتجين والمتعهدين يومها.. القصة تبدأ بأن بيروت وحفلات بيروت التي كان يحييها فنانونا السعوديون للسياح هناك تشهد ميلاد اغنية صيفية جديدة لكل منهم طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد وفرج المبروك وجميل محمود وغازي علي وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم وكان الصراع في هذا الصدد على اشده بين الاخيرين طلال ومحمد في نهاية الستينات وكان خلف طلال لطفي زيني رحمه الله وحسن دردير وخلف محمد عبده عمر كدرس.. وفي كل موسم صيفي يقدم احدهم اغنية ناجحة تجد الآخر يقدم ما هو افضل وهكذا.. في ذلك الموسم 1968 كانت قد خطرت للطفي زيني فكرة احتكار اصوات النجوم لكونه صاحب (رياض فون) للاسطوانات في تلك المرحلة فكان ان وقع مع طلال مداح لمدة عشرين عاماً احتكار صوت وانتاج وحاول هذا مع محمد عبده الذي كان صغيراً وفي بداية حياته الفنية الا انه رفض الاحتكار فبدأت من تحت الطاولة محاولات لعزله او ابعاده عن ساحة الغناء ليبقى طلال وحيداً والذي يمثل اسطوانات رياض فون الخاصة بلطفي زيني.. كانت الاغنية لمحمد عبده وهي التي سيفتتح بها موسمه الصيفي يومها وكان من الطبيعي قبل ان يشدو بها في الحفلات ان تسجل في الاستوديو لتطرح اسطوانات يتعامل معها الاثرياء ممن يهمهم الامر واصحاب جهاز الـ(بيك اب) الذي لم يكن في كل بيت.
دخل محمد عبده الاستوديو وكان بطبيعة الحال استوديو الموسيقي والعازف المعروف عبود عبدالعال الذي كان يسجل فيه كل فنانونا بعد ان حفظ اللحن وفي اللحظة الحاسمة بينما هو يضع الـ(هد فون) على رأسه ليبدأ التسجيل الا ويفاجأ باشارة من الكونترول امامه والذي لا يفصله عنه الا (زجاج) اوقف التسجيل.. اخرج من الاستوديو.. قال له يومها مهندس الصوت بحضور لطفي زيني وطلال مداح:
الاغنية ليست لك.. الاستاذ من سيقوم بغنائها وهو يشير الى طلال مداح الذي دخل الاستوديو ليطلق رائعة خالدة (مقبول) بينما ظل محمد عبده يتابع تسجيل طلال لها وهو يتحسر ويصفق كفاً على كف وهنا يصور محمد عبده حالته بأنها كانت اكثر من صعبة الامر الذي خرج بعده مكتئباً بل وقرر الاعتزال.. اعتزال الحياة الفنية بشكل نهائي والعودة الى شهادته كفني كهرباء من المعهد الصناعي بجدة يقول محمد عبده:كانت امي واخوتي الاصغر يحتاجون الي والى عملي الذي استطيع ان اعيشهم من خلاله لذا قررت ان اعود الى جدة للعمل وفجأة زارني في الفندق بابا طاهر (الشاعر الكبير طاهر زمخشري) ليجدني في هذا الحال الكئيب وانا ابحث عن حجز للعودة لأحكي له القصة واقول (خلاص راحت اغنية الصيف وانحرق بالنسبة لي الموسم. ربت بابا طاهر على كتفي قائلاً: ولا يهمك واخرج من جيبه اغنية جديدة ونص له يقول:(خاصمت عيني من سنين) فأعطيته للكدرس ليلحنه لألحق به الصيف الا ان بابا طاهر اعاده مجدداً بعد تلحين عمر كدرس له واخذه الى الملحن السوري المقيم في لبنان محمد محسن وكان تبريره كان يخشى عليّ ان لا استطيع الغناء لغير عمر كدرس.. لا يمكن ان تكون كل اغنياتك من الحان الكدرس.. وهكذا لحنها محمد محسن وقدمتها في نفس الصيف وطرحت مع اغنية (مقبول) وسجلت الاغنية نجاحاً غير محدود ابداً حتى انها رفعت من اسهمي الفنية وكانت واحدة من اسباب تثبيت اقدامي في ساحة الفن بل وغيرت من حالة كانت ستجعلني مهندساً لا علاقة له بالفن.. اما عن تغير اتجاه الاغنية (مقبول) من محمد عبده لطلال مداح فكان بطل ذلك التحول المنتج لطفي زيني لعدم توقيع محمد عبده عقد الاحتكار فذهب لاحمد صادق (شاعرها) قائلاً: محمد عبده لا يريد ان يغنيها.. هي لم تعجبه فقال ببساطته المعروفة: (خلاص اعطوها طلال)..!!
اما قصة تلك الاغنية فكانت اكثر من غريبة اذ كانت في الاصل للفنان محمد عبده في بداية طريقه في عالم الفن عندما بدأ حياته الفنية في العام 1964 وأعدها الموسيقار الراحل عمر كدرس له من نص لشاعر الأغنية الراحل احمد صادق رحمهما الله.. اما تغيير اتجاهها الى الراحل طلال مداح رحمه الله فكان لدواع انتاجية وتندرج في نفس الوقت تحت موضوعات الصراع والضرب من تحت الحزام في المعارك الخفية بين المنتجين والمتعهدين يومها.. القصة تبدأ بأن بيروت وحفلات بيروت التي كان يحييها فنانونا السعوديون للسياح هناك تشهد ميلاد اغنية صيفية جديدة لكل منهم طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد وفرج المبروك وجميل محمود وغازي علي وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم وكان الصراع في هذا الصدد على اشده بين الاخيرين طلال ومحمد في نهاية الستينات وكان خلف طلال لطفي زيني رحمه الله وحسن دردير وخلف محمد عبده عمر كدرس.. وفي كل موسم صيفي يقدم احدهم اغنية ناجحة تجد الآخر يقدم ما هو افضل وهكذا.. في ذلك الموسم 1968 كانت قد خطرت للطفي زيني فكرة احتكار اصوات النجوم لكونه صاحب (رياض فون) للاسطوانات في تلك المرحلة فكان ان وقع مع طلال مداح لمدة عشرين عاماً احتكار صوت وانتاج وحاول هذا مع محمد عبده الذي كان صغيراً وفي بداية حياته الفنية الا انه رفض الاحتكار فبدأت من تحت الطاولة محاولات لعزله او ابعاده عن ساحة الغناء ليبقى طلال وحيداً والذي يمثل اسطوانات رياض فون الخاصة بلطفي زيني.. كانت الاغنية لمحمد عبده وهي التي سيفتتح بها موسمه الصيفي يومها وكان من الطبيعي قبل ان يشدو بها في الحفلات ان تسجل في الاستوديو لتطرح اسطوانات يتعامل معها الاثرياء ممن يهمهم الامر واصحاب جهاز الـ(بيك اب) الذي لم يكن في كل بيت.
دخل محمد عبده الاستوديو وكان بطبيعة الحال استوديو الموسيقي والعازف المعروف عبود عبدالعال الذي كان يسجل فيه كل فنانونا بعد ان حفظ اللحن وفي اللحظة الحاسمة بينما هو يضع الـ(هد فون) على رأسه ليبدأ التسجيل الا ويفاجأ باشارة من الكونترول امامه والذي لا يفصله عنه الا (زجاج) اوقف التسجيل.. اخرج من الاستوديو.. قال له يومها مهندس الصوت بحضور لطفي زيني وطلال مداح:
الاغنية ليست لك.. الاستاذ من سيقوم بغنائها وهو يشير الى طلال مداح الذي دخل الاستوديو ليطلق رائعة خالدة (مقبول) بينما ظل محمد عبده يتابع تسجيل طلال لها وهو يتحسر ويصفق كفاً على كف وهنا يصور محمد عبده حالته بأنها كانت اكثر من صعبة الامر الذي خرج بعده مكتئباً بل وقرر الاعتزال.. اعتزال الحياة الفنية بشكل نهائي والعودة الى شهادته كفني كهرباء من المعهد الصناعي بجدة يقول محمد عبده:كانت امي واخوتي الاصغر يحتاجون الي والى عملي الذي استطيع ان اعيشهم من خلاله لذا قررت ان اعود الى جدة للعمل وفجأة زارني في الفندق بابا طاهر (الشاعر الكبير طاهر زمخشري) ليجدني في هذا الحال الكئيب وانا ابحث عن حجز للعودة لأحكي له القصة واقول (خلاص راحت اغنية الصيف وانحرق بالنسبة لي الموسم. ربت بابا طاهر على كتفي قائلاً: ولا يهمك واخرج من جيبه اغنية جديدة ونص له يقول:(خاصمت عيني من سنين) فأعطيته للكدرس ليلحنه لألحق به الصيف الا ان بابا طاهر اعاده مجدداً بعد تلحين عمر كدرس له واخذه الى الملحن السوري المقيم في لبنان محمد محسن وكان تبريره كان يخشى عليّ ان لا استطيع الغناء لغير عمر كدرس.. لا يمكن ان تكون كل اغنياتك من الحان الكدرس.. وهكذا لحنها محمد محسن وقدمتها في نفس الصيف وطرحت مع اغنية (مقبول) وسجلت الاغنية نجاحاً غير محدود ابداً حتى انها رفعت من اسهمي الفنية وكانت واحدة من اسباب تثبيت اقدامي في ساحة الفن بل وغيرت من حالة كانت ستجعلني مهندساً لا علاقة له بالفن.. اما عن تغير اتجاه الاغنية (مقبول) من محمد عبده لطلال مداح فكان بطل ذلك التحول المنتج لطفي زيني لعدم توقيع محمد عبده عقد الاحتكار فذهب لاحمد صادق (شاعرها) قائلاً: محمد عبده لا يريد ان يغنيها.. هي لم تعجبه فقال ببساطته المعروفة: (خلاص اعطوها طلال)..!!