يا بابا سناني واو يا بابا سناني توجعني يابابا سناني واو يا بابا وديني عند الطبيب الجهني. تذكرت ذلك عندما رن هاتف جوالي صباح غرة الشهر الحرام (محرم) يوم الجمعة ليخبرني أخي الكبير الأستاذ محمد بن عبد الله الحسون عن خبر وفاة الطبيب الدكتور طارق بن سلمان الجهني الذي ترقى ليصبح رئيسا لقسم الأسنان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة، فقد نال بهذا التقدير قبل أن يصبح في تعداد الأموت بأيام قليلة عندما أخبرني أخي الأستاذ محمد عن وفاة زميلي في المهنة الطبيب المرحوم (إن شاء الله) الدكتور طارق، غمر قلبي ومشاعري حزن لا يعرف مقدراه إلا أمه وأبوه لأنني أعرف مدى الجهاد والتضحية التي مرت على والدي من سهر وتفكير وتربية وجهد وعناء ومال عبر سنين طويلة لكي أتعلم علوم مهنة الطب إلى أن أصل لمستوى استشاري. كل هذا الجهاد وهذه السنوات الطوال ذهبت في مهب الريح مع المرحوم الطبيب الجهني وبقي لأهله الحزن وتيتمت ابنتاه فرح عمرها سنتان ولارا عمرها عشرة أشهر وترملت أمهما الدكتورة. سئل عليه الصلاة والسلام ماذا ينجي العبد من النار؟ فقال النبي: إيمان بالله، قال: أمع الإيمان عمل؟ قال: أن يعطى مما رزقه الله، قال: فإن كان لا يجد ما يعطي (فقير)، قال: يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، فقال عليه الصلاة والسلام: ما من عبد مسلم يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة. فما حدث للدكتور الجهني هو منكر وما أكتبه هنا هو ليس إلا رثاء لأحد زملائي في المهنة وشيئا قليلا جدا من النهي عن المنكر. بالمناسبة أيها الأخوة، أي أمة تعتمد قيمتين أقرهما القرآن الكريم تتفوق، وأي أمة تعتمد قيما أخرى تتخلف، القيمتان اللتان اعتمدهما القرآن للترجيح بين البشر قيمة العلم وقيمة العمل فقط، قال: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فالدكتور الجهني كان من ضمن الذين يعلمون فتعلم علم طب الأسنان فنجح وتفوق بعلمه، أما الذي كان السبب في حتفه كان من ضمن الذين لا يعلمون. فالذين يعلمون قد عرفهم ابن القيم الجوزية بقوله: «فالطبيب هو الذي يفرق ما يضر بالإنسان جمعه، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه، أو ينقص منه ما يضره زيادته، أو يزيد فيه ما يضره نقصه، فيجلب الصحة المفقودة، أو يحفظها بالشكل والشبه، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض ويخرجها، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالعلم والمعرفة». هكذا كانت صفات الطبيب الجهني يرحمه الله وعمل بها، ولكن للأسف الشديد يوجد في مجتمعنا بعض من كان مخالفا لما وصفه ابن القيم الجوزية فحرم أبناءنا من عطاء الطبيب الجهني فلا يستطيعون أن يغنوا بصوت عال ويقولون يا بابا سناني واو يا بابا سناني توجعني يا بابا سناني واو يا بابا وديني عند الطبيب الجهني وحرموا أهله منه. أسأل الله العلي أن يأخذ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بيد الدكتور الجهني ولا يتركها حتى يدخله الجنة فصدق الرسول عليه أفضل السلام، فالجهني طبيب في الجنة.

*استشاري الباطنية والسكري (فاكس 6721108)


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات
أو 636250 موبايلي تبد أ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة