تزاحم المقابر.. المباني السكنية في العديد من مدن المنطقة الشرقية وتحول بعضها الى مرامٍ للمخلفات لتصبح مأوى للكلاب الضالة نتيجة للاهمال رغم ان اكرام الميت يعد من القواعد الشرعية الثابتة.
ففي الثقبة بمحافظة الخبر لا يفصل بين مقبرة قديمة تم اغلاقها منذ فترة طويلة وسوق للخضار سوى شارع لا يتجاوز عرضه عشرة امتار وتحيط بها العمارات من كل اتجاه.


يروي الاهالي قصصا خرافية ترعب الاطفال عن هذه المقبرة التي تكتظ بالمخلفات والنفايات.

مقبرة النقيرة
ووضع مقبرة النقيرة في محافظة النعيرية ليس بأفضل حالا فهي كما يقول المواطن محمد عوض العازمي اصبحت بسبب تهدم اسوارها ممرا للمارة والماشية ومرتعا للكلاب الضالة.
وينتقد المواطن نايف سعد العتيبي اقامة بعض مقابر النعيرية في مجاري السيول مما يؤدي الى جرف بعض القبور.. فيما يشدد الشيخ خلف فياض العجمي مدير الاوقاف والمساجد والدعوة بمحافظة قرية العليا وامام وخطيب جامع مصعب بن عمير بمليجة على انه لا ينبغي بأي حال من الاحوال امتهان كرامة الميت.

مقبرة صغيرة
ولأهالي بلدة العوامية بمحافظة القطيف معاناة من نوع آخر حيث ان مساحة المقبرة الوحيدة بالبلدة صغيرة واوشكت على الامتلاء بالقبور ولم تعد تتسع للمزيد وسورها متهالك وايل للسقوط مما يشكل خطراً على المارة خاصة الاطفال.
رئيس المرافق العامة بجمعية العوامية الخيرية طاهر درويش يقول ان دراسة ميدانية توقعت امتلاء هذه المقبرة بالكامل خلال اقل من عشر سنوات.. وتتم حالياً ازالة الاشجار التي تشغل حيزاً منها وردم المواقع المنخفضة مشيراً الى ان تكلفة صيانة المقبرة ومغسلة الموتى تشكل عبئاً مالياً اضافياً على الجمعية التي دورها الاساس هو مساعدة المحتاجين... علماً بان عدد سكان العوامية يقدر بـ«25» الف نسمة ويبلغ عدد المتوفين بالبلدة ما بين «60» و«70» شخصاً كل عام. اما السور المتهالك للمقبرة فيتم حالياً استبداله بسور جديد. رئيس بلدية محافظة الاحساء فهد الجبير يعزو وجود بعض المقابر وسط الاحياء السكنية الى تسارع الحركة العمرانية وكثرة المخططات في الآونة الاخيرة.
نائب مدير مركز اكرام الموتى الشيخ عبدالرحمن الجغيمان اوضح ان تكلفة صيانة وتشغيل مغاسل الموتى في الصالحية والمنيزلة والمزروعية والحزيم بلغت اكثر من «960» الف ريال.
وفي بلدة الصالحية اقتطع شارع رئيس يفصل بين المقبرة والحي السكني جزءا من المقبرة بحجة ان الجزء المقتطع يحوي رفات متوفين منذ مئات السنين وتحللت جثثهم. ومن جانبه تحدث صالح ابراهيم احد العاملين في مقبرة الخبر عن معاناة العاملين في المقابر ومغاسل الموتى مشيراً الى ان رواتبهم ضعيفة جداً وتتراوح مابين الف والفي ريال مما يجعل المواطنين السعوديين يهربون من شغل هذه الوظائف.