لست أدري لماذا لا يعيد قراء الكاتب الأستاذ فهمي هويدي النظر في فكرة المقاطعة والانسحاب وعدم التحاور مع من احتلوا الأرض، هذه الفكرة التي قادها وكرسها القومجية والإخوان ستين عاما، ولم تحقق لنا شيئا؟
فربما إعادة النظر تساعدهم على رؤية الأمور من زاوية أخرى، أو تأمل فكرة من يختلف مع كاتبهم الذي يفكر عنهم منذ زمن بعيد، بعد أن اقتنعوا بعقله أكثر من عقولهم، بدلا من تلك الشتائم التي يرسلونها عبر البريد «الإيميل» ورسائل «SMS»، أو على أقل تقدير توضيح وجهة نظرهم، فربما يقتنع من يختلف معهم، ويغير أفكاره التي بالتأكيد لن يغيرها بسبب تلك الشتائم غير المبررة وغير المؤدبة أيضا، وإن ختمت بجملة «اللهم قد بلغت اللهم فاشهد»، فالحق يقال لم يتم تبليغ شيء إلا بعض الشتائم المقززة.
ومع هذا ورغم كل الشتائم أتمنى من قراء الكاتب فهمي تأمل كيف أدار الآخرون حروبهم من خلال واقعهم لا من خلال أن الحق معهم، فغاندي الذي سجن أكثر من اللازم من البريطانيين المستعمرين للهند، كان ومع كل فرصة تتاح له يذهب ليحاور جنرالاتهم مؤكدا أن الظلم سينتهي حين يشعر الإنسان بظلمه؛ لأن ضميره لن يتركه يهنأ في النوم، فيما إثارة غضب المستعمر القوي ستجعله لا يفكر ويقتل المزيد من الشعب الهندي.
حين أتيحت له الفرصة للذهاب إلى بريطانيا لم يتحدث عن تلك المقاطعة الساذجة، فهو يعرف أن تلك الشعوب قادرة على الضغط على حكوماتها، وكل ما يحتاجه أن يوضح لهم مدى الظلم الذي حدث للشعب الهندي، وأن الشعب الهندي كل ما يريده حريته والتعايش مع الشعب البريطاني الطيب والمتحضر.
هذه الزيارة أغضبت الحكومة البريطانية وجعلتها تكتشف فداحة خطئها حين قدمت دعوة لهذا الهندي، الذي لم يقدر حجم تأثيره على الشعب البريطاني، لدرجة أن أحدهم قال: «لو دخل غاندي للانتخابات في بريطانيا لأصبح رئيس وزراء بريطانيا».
كان غاندي لا يتهم من يختلف معه في الرأي، بل ولا حتى في العقيدة، لهذا عمل وبقوة لتحقيق الوحدة الهندوسية الإسلامية بين الهنود؛ لأنه يؤمن بأن الوطن للجميع، حتى من يختلفون معه في الرأي وبالرؤية، ومن يريدون النضال المسلح الذي هو ضده.
خلاصة القول: من لا يريد محاورة الآخر من أجل إثبات عدالة قضيته، هو يخسر فرصة كبيرة لن تتكرر كثيرا، فالظالم عادة لا يريد للمظلوم أن يتحدث؛ لأن حديثه سيؤلب الشعب والعالم ضده.
كذلك من يخوض الحروب وهو ضعيف بحجة الشجاعة هو يعلن انتحاره، فالشجاعة هي أن تعترف بضعفك وبأنك هزمت، وأنك مسؤول عن هزيمتك، وأن عليك إعادة النظر في أسباب ضعفك، إذ ذاك قد نكتشف أن الصراعات الدينية لم يعد يخوضها أحد إلا نحن أبناء يعرب، فالصراع الآن صراع معرفي ثقافي، وبدون العلم والمعرفة لن ننتصر وإن كانت قضيتنا أعدل قضية.
S_ alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة
فربما إعادة النظر تساعدهم على رؤية الأمور من زاوية أخرى، أو تأمل فكرة من يختلف مع كاتبهم الذي يفكر عنهم منذ زمن بعيد، بعد أن اقتنعوا بعقله أكثر من عقولهم، بدلا من تلك الشتائم التي يرسلونها عبر البريد «الإيميل» ورسائل «SMS»، أو على أقل تقدير توضيح وجهة نظرهم، فربما يقتنع من يختلف معهم، ويغير أفكاره التي بالتأكيد لن يغيرها بسبب تلك الشتائم غير المبررة وغير المؤدبة أيضا، وإن ختمت بجملة «اللهم قد بلغت اللهم فاشهد»، فالحق يقال لم يتم تبليغ شيء إلا بعض الشتائم المقززة.
ومع هذا ورغم كل الشتائم أتمنى من قراء الكاتب فهمي تأمل كيف أدار الآخرون حروبهم من خلال واقعهم لا من خلال أن الحق معهم، فغاندي الذي سجن أكثر من اللازم من البريطانيين المستعمرين للهند، كان ومع كل فرصة تتاح له يذهب ليحاور جنرالاتهم مؤكدا أن الظلم سينتهي حين يشعر الإنسان بظلمه؛ لأن ضميره لن يتركه يهنأ في النوم، فيما إثارة غضب المستعمر القوي ستجعله لا يفكر ويقتل المزيد من الشعب الهندي.
حين أتيحت له الفرصة للذهاب إلى بريطانيا لم يتحدث عن تلك المقاطعة الساذجة، فهو يعرف أن تلك الشعوب قادرة على الضغط على حكوماتها، وكل ما يحتاجه أن يوضح لهم مدى الظلم الذي حدث للشعب الهندي، وأن الشعب الهندي كل ما يريده حريته والتعايش مع الشعب البريطاني الطيب والمتحضر.
هذه الزيارة أغضبت الحكومة البريطانية وجعلتها تكتشف فداحة خطئها حين قدمت دعوة لهذا الهندي، الذي لم يقدر حجم تأثيره على الشعب البريطاني، لدرجة أن أحدهم قال: «لو دخل غاندي للانتخابات في بريطانيا لأصبح رئيس وزراء بريطانيا».
كان غاندي لا يتهم من يختلف معه في الرأي، بل ولا حتى في العقيدة، لهذا عمل وبقوة لتحقيق الوحدة الهندوسية الإسلامية بين الهنود؛ لأنه يؤمن بأن الوطن للجميع، حتى من يختلفون معه في الرأي وبالرؤية، ومن يريدون النضال المسلح الذي هو ضده.
خلاصة القول: من لا يريد محاورة الآخر من أجل إثبات عدالة قضيته، هو يخسر فرصة كبيرة لن تتكرر كثيرا، فالظالم عادة لا يريد للمظلوم أن يتحدث؛ لأن حديثه سيؤلب الشعب والعالم ضده.
كذلك من يخوض الحروب وهو ضعيف بحجة الشجاعة هو يعلن انتحاره، فالشجاعة هي أن تعترف بضعفك وبأنك هزمت، وأنك مسؤول عن هزيمتك، وأن عليك إعادة النظر في أسباب ضعفك، إذ ذاك قد نكتشف أن الصراعات الدينية لم يعد يخوضها أحد إلا نحن أبناء يعرب، فالصراع الآن صراع معرفي ثقافي، وبدون العلم والمعرفة لن ننتصر وإن كانت قضيتنا أعدل قضية.
S_ alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة