كنت في زيارة لعاصمة عربية شقيقة، وذهبت في صحبة صديق من أهل هذه العاصمة العربية لصلاة الجمعة، حيث امتلأ الجامع عن آخره، وفرشت الطرق المحيطة لاستيعاب المصلين في هذه المنطقة التي يكثر الأجانب والدبلوماسيون فيها.
كان موضوع الخطبة عن التثبت من الخبر والتيقن من صحته قبل اتخاذ أي رد فعل، قد تكون نتيجته ظلم الأبرياء. الموضوع مهم للغاية، فكم من بيوت خربت وعلاقات فسدت وتدهورت، نتيجة سماع المرء منا لخبر لا يروق لنا، فننفعل ونتخذ من السلوكيات ما يضير بالآخرين، دون أن نتروى ونتأكد من صحة وصدق ما سمعناه.
أفاض الخطيب في الحديث عن ضرورة التيقن والتثبت من الأخبار، وكان يكفيه أن يضرب من السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ـ مثالا أو مثالين أو حتى ثلاثة، لكن فضيلته أخذ يحصي لنا الآيات الكريمة، ويشرحها.
لقد استمرت الخطبة قرابة ساعة كاملة، ثم حانت الصلاة لتستغرق خمس دقائق فقط، وكنت أتابع المصلين بجواري، فمنهم الكبير المسن، وهناك أطفال يصلون، والله تعالى وحده أعلم بأحوال الجالسين.
بعد انتهاء الصلاة، أخبرني صديقي أنه ممنوع بأمر الأطباء من الجلوس على الأرض، والمفروض أن يصلي جالسا على كرسي، كما كان أول رد فعلي لي بعد الخروج من المسجد أن أبحث عن دورة مياه، ولابد أن هناك العشرات من ذوي الأعذار، والعشرات ممن تركوا سياراتهم في أماكن مخالفة لتأدية صلاة الجمعة، والعشرات أيضا ممن لديهم ارتباطات.
وليس هذا الخطيب المفوه وحده في هذا المضمار، ففي بلدنا أيضا من يعتلي درجات المنبر ليخطب في الناس، وكأنهم قد قطعوا صلتهم بالعالم الخارجي، وجاءوا خصيصا للاستماع والجلوس دون أن تكون لديهم ظروف قاهرة.
نعم نحن في بيت الله تعالى، لكن هناك ما يمكن أن يعكر صفو هذا المكان من مرض أو ارتباط يشغل الذهن ويجعل المصلي لا يركز فيما يسمع، ومن ثم لا يستفيد مما سمع، بقدر تركيزه فيما هو عليه إذا تأخر، فينصرف الذهن، وربما يأثم المرء لهذا كله.
لماذا لا يجعل أمثال هؤلاء الخطبة مختصرة موجزة، على أن يقوم الخطيب بعد الانتهاء من الصلاة باستكمال ما يريد قوله، فيبقى من يبقى، وينصرف من ينصرف؟!
dr@dr rasheed.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة
كان موضوع الخطبة عن التثبت من الخبر والتيقن من صحته قبل اتخاذ أي رد فعل، قد تكون نتيجته ظلم الأبرياء. الموضوع مهم للغاية، فكم من بيوت خربت وعلاقات فسدت وتدهورت، نتيجة سماع المرء منا لخبر لا يروق لنا، فننفعل ونتخذ من السلوكيات ما يضير بالآخرين، دون أن نتروى ونتأكد من صحة وصدق ما سمعناه.
أفاض الخطيب في الحديث عن ضرورة التيقن والتثبت من الأخبار، وكان يكفيه أن يضرب من السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ـ مثالا أو مثالين أو حتى ثلاثة، لكن فضيلته أخذ يحصي لنا الآيات الكريمة، ويشرحها.
لقد استمرت الخطبة قرابة ساعة كاملة، ثم حانت الصلاة لتستغرق خمس دقائق فقط، وكنت أتابع المصلين بجواري، فمنهم الكبير المسن، وهناك أطفال يصلون، والله تعالى وحده أعلم بأحوال الجالسين.
بعد انتهاء الصلاة، أخبرني صديقي أنه ممنوع بأمر الأطباء من الجلوس على الأرض، والمفروض أن يصلي جالسا على كرسي، كما كان أول رد فعلي لي بعد الخروج من المسجد أن أبحث عن دورة مياه، ولابد أن هناك العشرات من ذوي الأعذار، والعشرات ممن تركوا سياراتهم في أماكن مخالفة لتأدية صلاة الجمعة، والعشرات أيضا ممن لديهم ارتباطات.
وليس هذا الخطيب المفوه وحده في هذا المضمار، ففي بلدنا أيضا من يعتلي درجات المنبر ليخطب في الناس، وكأنهم قد قطعوا صلتهم بالعالم الخارجي، وجاءوا خصيصا للاستماع والجلوس دون أن تكون لديهم ظروف قاهرة.
نعم نحن في بيت الله تعالى، لكن هناك ما يمكن أن يعكر صفو هذا المكان من مرض أو ارتباط يشغل الذهن ويجعل المصلي لا يركز فيما يسمع، ومن ثم لا يستفيد مما سمع، بقدر تركيزه فيما هو عليه إذا تأخر، فينصرف الذهن، وربما يأثم المرء لهذا كله.
لماذا لا يجعل أمثال هؤلاء الخطبة مختصرة موجزة، على أن يقوم الخطيب بعد الانتهاء من الصلاة باستكمال ما يريد قوله، فيبقى من يبقى، وينصرف من ينصرف؟!
dr@dr rasheed.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة