في بداية كل فصل دراسي، تأخذ الطالبات المستجدات وأظن الطلاب أيضاً، في التهامس فيما بينهم حول (ماهية) أستاذ أو أستاذة المقرر الذي هم مقبلون على الدراسة معه، وهذا التهامس لا يجري لاستكشاف خلفية الأستاذ العلمية وسعة معرفته ومقدار ما يمكن أن يضيفه للطلاب من المعرفة وما يفتحه أمامهم من نوافذ التفكير والاطلاع والفهم للرؤى المنوعة العريضة حول المقرر الذي سيدرسه لهم، وإنما هو تهامس ينحصر في سؤال واحد يستحوذ على الأذهان: «هل هذا الأستاذ أو الأستاذة سهل أو متشدد؟»، أو كما يقول طلاب الطب: «هل هو ميلقنانت أو بيناين؟».
والسهولة المنشودة هنا تعني تمتع الأستاذ ببعض الصفات المحبوبة عند الطلاب مثل كثرة التغيب، فهم يعرفون أن الأستاذ كثير التغيب لا يحاسب طلابه على تغيبهم، ومثل الاتسام بالكسل، فالأستاذ المحب للراحة لا يتوقع منه أن يكلف الطلاب بأعمال كثيرة، وحتى إن فعل هو لا يقرأ ما يطلبه منهم وبالتالي بإمكانهم التدليس براحة أو (التخبيص) ولا حاجة للقلق. كذلك من صفات الأستاذ السهل حب السرعة وكراهية الإطالة المملة، وهذا يعني أنه لن يحبسهم في قاعة الدرس إلى نهاية الوقت المحدد للمحاضرة، ولن يبقيهم (يداومون) إلى آخر يوم في الفصل الدراسي، وأهم من هذا كله صفة الكرم التي عادة تصاحب السهولة، فالطلاب يعرفون أن الأستاذ السهل من خصاله إغداق التقديرات المرتفعة على طلابه، وإغراقهم بالدرجات العالية.
أستاذ كهذا، متى أثبتت الاستخبارات الطلابية صدق ما قيل عنه استحق أن ينال من طلبته لقب (حبيّب) و(حليو) فتكثر الترشيحات لاسمه والتوصيات المؤكدة بالحرص على الدراسة معه (لا يفوتكم)، فيعلو سهمه بين زملائه ويصدح بالتميز ذكره. أما من جانبه، فإن الأستاذ المتساهل هو غالباً لا يرى نفسه مخطئاً أو مقصراً في واجبه، وإنما هو يعد نفسه رحيماً متعاطفاً وإنسانياً في سلوكه حين ييسر أمور طلابه وطالباته متى رآهم يتغيبون أو يقصرون، بل هو يرى نفسه يخدم الوطن حين يسهم بفضل تساهله في زيادة أعداد الناجحين والحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، فلا يكون حجر عثرة أمام طريقهم نحو التخرج وحمل الدرجات العليا، حتى وإن لم يكن تأهيلهم لها كما يجب.
وهذه الرؤية، مخالفة تماماً لما يعتقده الأساتذة الآخرون (المليقنانت)، الذين يرون أن النجاح لا ينبغي أن يناله سوى الكفؤ حقاً، وأن التقديرات العالية لا ينبغي أن يحصل عليها سوى من يستحقها وتثبت جدارته بها، وهو اختلاف يحدث الذبذبة والانشقاق بين النوعين (البيناين والمليقنانت)، فهل ندعو على مؤسساتنا التعليمية بأن يكثر فيها الأساتذة المليقنانت أم الأساتذة البيناين؟
فاكس 4555382 - 01
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات
أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة
والسهولة المنشودة هنا تعني تمتع الأستاذ ببعض الصفات المحبوبة عند الطلاب مثل كثرة التغيب، فهم يعرفون أن الأستاذ كثير التغيب لا يحاسب طلابه على تغيبهم، ومثل الاتسام بالكسل، فالأستاذ المحب للراحة لا يتوقع منه أن يكلف الطلاب بأعمال كثيرة، وحتى إن فعل هو لا يقرأ ما يطلبه منهم وبالتالي بإمكانهم التدليس براحة أو (التخبيص) ولا حاجة للقلق. كذلك من صفات الأستاذ السهل حب السرعة وكراهية الإطالة المملة، وهذا يعني أنه لن يحبسهم في قاعة الدرس إلى نهاية الوقت المحدد للمحاضرة، ولن يبقيهم (يداومون) إلى آخر يوم في الفصل الدراسي، وأهم من هذا كله صفة الكرم التي عادة تصاحب السهولة، فالطلاب يعرفون أن الأستاذ السهل من خصاله إغداق التقديرات المرتفعة على طلابه، وإغراقهم بالدرجات العالية.
أستاذ كهذا، متى أثبتت الاستخبارات الطلابية صدق ما قيل عنه استحق أن ينال من طلبته لقب (حبيّب) و(حليو) فتكثر الترشيحات لاسمه والتوصيات المؤكدة بالحرص على الدراسة معه (لا يفوتكم)، فيعلو سهمه بين زملائه ويصدح بالتميز ذكره. أما من جانبه، فإن الأستاذ المتساهل هو غالباً لا يرى نفسه مخطئاً أو مقصراً في واجبه، وإنما هو يعد نفسه رحيماً متعاطفاً وإنسانياً في سلوكه حين ييسر أمور طلابه وطالباته متى رآهم يتغيبون أو يقصرون، بل هو يرى نفسه يخدم الوطن حين يسهم بفضل تساهله في زيادة أعداد الناجحين والحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه، فلا يكون حجر عثرة أمام طريقهم نحو التخرج وحمل الدرجات العليا، حتى وإن لم يكن تأهيلهم لها كما يجب.
وهذه الرؤية، مخالفة تماماً لما يعتقده الأساتذة الآخرون (المليقنانت)، الذين يرون أن النجاح لا ينبغي أن يناله سوى الكفؤ حقاً، وأن التقديرات العالية لا ينبغي أن يحصل عليها سوى من يستحقها وتثبت جدارته بها، وهو اختلاف يحدث الذبذبة والانشقاق بين النوعين (البيناين والمليقنانت)، فهل ندعو على مؤسساتنا التعليمية بأن يكثر فيها الأساتذة المليقنانت أم الأساتذة البيناين؟
فاكس 4555382 - 01
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات
أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة