يبدو أن بعض السياسيين في طهران لا يجدون ما يتسلون به بعد كل وجبة (جلو كباب) سوى افتراش خارطة العالم ومحو هذه الدولة من الخارطة وضم تلك الدولة لحدودهم, وهكذا يمضون الساعات حتى يتسلل النوم إلى عيونهم فينبطحون على أقرب سجادة فارسية و يعلو شخير الواحد منهم وهو يحلم بأنه كسرى زمانه .
فحين وجد الإيرانيون أن تهديداتهم بمحو إسرائيل من الخارطة لم تحرك شعرة شقراء واحدة في رأس ليفني ناهيك عن قدرتها على تحريك بصيلة ميتة في صلعة أولمرت عادوا الى خرائطهم المرسومة بأقلام الرصاص وأمسكوا بالممحاة وبدأوا بإطلاق التصريحات العدوانية تجاه دول مجلس التعاون, فبعد التصريحات الغريبة المتعلقة بقضية جزر الإمارات الثلاث المحتلة والتي قال فيها أحد النواب الإيرانيين أن دولة الإمارات بأكملها جزء من ايران ظهرت قبل أيام تصريحات لمسؤولين ايرانيين يدعون فيها أن مملكة البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة في إيران! .
يقول شطر البيت العربي: (أسد علي وفي الحروب نعامة) والأسد في اللغة الفارسية هو (شير) وهذه المفردة غريبة حقا لأنها تعني أيضا (حليب) ويتم فهمهما حسب سياق الجملة التي جاءت فيها , لذلك يمكننا ترجمة تصريحات ايران بأنها (شير) أي أسد على جيرانها الخليجيين و لكنها (شير) بمعنى حليب حين يتعلق الأمر بإسرائيل, أما النعامة في اللغة الفارسية فهي (شتر مرغ) والترجمة الحرفية لها: (جمل دجاجة) وهذا يثبت أن الكلام الفارسي قابل للتغيير في أي لحظة! .
ولا يخفى على أحد أن اللغة الفارسية استفادت من آلاف المفردات العربية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذه اللغة بل إن الفارسية تعتمد في كتابتها على الحرف العربي, أما اللغة العربية فهي لم تأخذ من اللغة الفارسية سوى مفردات محدودة أهمها: (بهلوان, فهلوي, بخت ) وما يماثلها من المفردات التي تثبت أن حالة التقلب والمناورة قديمة جدا في الثقافة الفارسية! .
لقد مرت سنوات طويلة ونحن نحلم بعلاقة أخوية مع إيران التي تجمعنا معها روابط الدين والجيرة والمصالح المشتركة ولكن إيران تصر دائما على العبث باستقرار العراق وتهديد السلم الأهلي في لبنان والإعلان عن أطماعها التوسعية في الخليج , ولدي شعور قديم بأن الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن أن تتعرضا لإيران بسوء لأن طهران تشكل خنجرا دائما في ظهر العرب, و برغم أن الإيرانيين تراجعوا قبل يومين عن تصريحات أحد مسؤوليهم التي تمس سيادة البحرين لكن ليس ثمة ضمانات لعدم العودة لهذه اللغة العدائية خصوصا أن تلك التصريحات لم تكن الاولى من نوعها وظهورها بين فترة وأخرى يشبه قولهم : (خودا هافس) وهي عبارة الوداع بالفارسية والتي تعني حرفيا : (الله الحافظ) .... فهل نقول (خودا هافس) للعلاقات الأخوية ؟ ! .
klfhrbe@gmail.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة