أكد مصدر مطلع في المؤسسة العامة للـتأمينات الاجتماعية أن التقاعد المبكر للموظفين في الشركات والمؤسسات يشكل ضغطا ماليا كبيرا على النظام، مشيرا إلى أنه يستخدم في بعض الشركات والمؤسسات استخداما خاطئا لغير الأغراض التي وجد من أجلها، حيث من المفترض أن يكون لحالات فردية ومستثناه، وبالتالي فإن التقاعد المبكر يكون على حساب نظام التأمينات الاجتماعية. وبينت المؤسسة عدم إمكانية زيادة معاشات المتقاعدين من القطاع الخاص في الوقت الحالي. وأرجع المصدر عدم إمكانية الزيادة لأسباب عدة منها: إن وضع حد أدنى للمعاشات يجب أن يتوافق مع الحد الأدنى لمتطلبات المعيشة، ولكن ذلك يتطلب وجود حد أدنى للأجور الخاضعة للاشتراك، فليس منطقيا، - حسب قوله - ووفق أبسط مبادئ التأمين أن يكون المعاش التقاعدي أعلى من الأجر الخاضع للاشتراك لأن ذلك سيؤدي إلى إفلاس النظام التأميني، كما أنه من غير المعقول أن يكون دخل المتقاعد أعلى من دخل العامل، لأن ذلك يدعو بشكل كبير للبطالة، مؤكدا أن حـوالى نصف المشتركين السعوديين في النظام ممن هم على رأس العمل حاليا تقل رواتبهم الشهرية عن ثلاثة آلاف ريال. وأضاف أن المشكلة الأخرى تكمن في اشتراكات المشتركين، فاستثمارات المؤسسة حاليا لا تمول إلا جزءا محدودا من معاشاتهم، وبالتالي فإن أي رفع إضافي لهذه المعاشات سيفاقم الضرر على النظام، ويضعف قدرة المؤسسة في المستقبل على الوفاء بحقوق المشتركين الآخـرين الذين دفعوا اشتراكاتهم.
وأكد المصدر أن الزيادة الكبيرة في عدد المشتركين سنويا في نظام التأمينات الاجتماعية من السعوديين تأتي كعامل سلبي وليس إيجابيا، حيث تشكل ضغطا ماليـا كبيرا على النظام لأنه غير ممول بالكامل، نظرا لأن الاشتراكات الفعلية تقل عن قيمة الاشتراكات المفترضة لتمويل المعاشات.
وأعلنت المؤسسة عن زيادة حجم مشاريعها الاستثمارية إلى 39,6 مليار ريال في عدد من مجالات الاستثمار الرئيسية النقدية، السندات، القروض، الأسهم، بالإضافة إلى الاستثمارات العقارية، موزعة على نحو 60 شركة وطنية متنوعة النشاطات.
وأوضح مدير عام الإعلام التأميني في المؤسسة عبد الله محمد العبد الجبار لـ «عكـاظ» أن من أبرز المشاريع الاستثمارية التي قامت بها المؤسسة خلال الفترة البسيطة الماضية، ثلاث مجمعات عقارية جوار المسجد النبوي الشريف، مشروع حي السفارات في الرياض الذي يحتوي على 266 وحدة سكنية، مشروع مدينة الجبيل الصناعية ويحتوي على 541 وحدة سكنية، مشروع ينبع الصناعية ويحتوي على 240 وحدة سكنية، ومركز غرناطة التجاري في الرياض.
وبين أن هناك مشاريع عقارية جديدة بتكلفة تبلغ حوالى خمسة مليارات ريال، منها مشروع واحة غرناطة ويتكون من وحدات سكنية وأبراج مكتبية وفندق خمس نجوم، مشروع مركز العليا المكون من برجين متماثلين، إضافة إلى صالات عرض تجارية، مشروع إنشاء 202 وحدة سكنية في حي السفارات في الرياض، إنشاء مجمعين سكنيين وتجاريين في المدينة المنورة جوار الحرم النبوي، وإنشاء 800 وحدة سكنية في الجبيل الصناعية.
وأكد أن المؤسسة مستمرة في الاستثمار في جميع المجالات المختلفة ذات الجدوى الاقتصادية والتي تحقق عوائد مالية جيدة.
وأشار إلى أن عدد المشتركين تجاوز أربعة ملايين مشترك، فيما بلغ عدد المستفيدين من المعاشات التقاعدية 209 آلاف مستفيد يصرف لهم شهريا أكثر من 521 مليون ريال أي أكثر من ستة مليارات ومائتين وخمسين مليون ريال سنويا، لافتا إلى أن هذا المبلغ في ازدياد مستمر نظرا لازدياد عدد المتقاعدين سنويا.