انسداد الشرايين التاجية سبب الجلطة القلبية

تجنب التدخين خير وصية لمرضى احتشاء العضلة

محمد داوود - جدة

أوضح الدكتور حسان شمسي باشا استشاري القلب بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة أن الجلطة القلبية ( احتشاء العضلة القلبية ) مرض شائع جدا في الغرب، ويصيب سنويا حوالى 1.5 مليون شخص في أمريكا، وللأسف فإنه آخذ بالانتشار في بلادنا العربية يوما بعد يوم، لافتا إلى ان أهم عوامل الخطورة المهيئة لحدوث مرض شرايين القلب التاجية هي التدخين، وارتفاع كولسترول الدم، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر، وقلة النشاط البدني، والبدانة، والتعرض للضغوط النفسية. ويضيف الدكتور باشا: تحدث الجلطة القلبية حينما يسد أحد الشرايين التاجية في القلب بخثرة ( جلطة ) فلا تسمح للدم بالمرور عبره، وهذا يؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب كان يغذى بهذا الشريان، ويعتمد حجم الجلطة القلبية على مكان حدوث الإنسداد في الشريان، فإذا كان الإنسداد قرب نهاية الشريان، أو في أحد الشرايين الصغيرة، كانت الإصابة القلبية طفيفة، أما إذا كان حدوث الانسداد قريبا من منشأ الشريان التاجي فقد يكون التلف الناجم عن هذا الانسداد خطيرا، ويشكو المريض المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جدا في منتصف الصدر، وينتشر هذا الألم عادة إلى الذراع الأيسر، وقد ينتشر إلى الفك أو الظهر، وقد يترافق بغثيان أو ضيق نفس أو إغماء، كما أن المريض يبدو غالبا شاحبا ومتعرقا. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى توثيق بواسطة تخطيط القلب الكهربي، وإجراء معايرة أنزيمات القلب في الدم. ويوضح الدكتور باشا أن هناك عددا من الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها مريض الجلطة القلبية ، فالإقلاع عن التدخين أمر حتمي، والتدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية أمر أساسي، وضرورة تناول غذاء صحي أمر حكيم. ولحسن الحظ فإن معظم المرضى يتماثلون للشفاء بصورة جيدة ، ومن الواجب على الطبيب أن يعطي مريض الجلطة القلبية نصائح محددة فيما يتعلق بكمية النشاط البدني الذي يمكن للمريض أن يمارسه ومتى يفعل ذلك وطريقة التكييف مع الحالة الصحية ونمط الحياة والتغيرات الجديدة ، ويجب الإقلاع عن التدخين نهائيا، ويشمل ذلك تدخين الشيشة والسيجار والبايب، وقد أكدت الدراسات العلمية أن أفضل إجراء يمكن لمريض جلطة القلب أن يتخذه ليحمي قلبه في المستقبل هو التوقف عن التدخين، أما الغذاء فإنه تناول أغذية طرية سهلة المضغ والبلع والهضم ناضجة، خالية من البهارات والتوابل الحارة، وتجنب الدهون وتناول الغذاء منخفض الكولسترول، وتجنب الأكل المقلي، والفواكه والخضروات الغضة تامة النضج، و تجنب الأطعمة القاسية والمنتجة للغازات، ويعطى المريض عند حدوث مضاعفات لإحتشاء القلب مع العلاج الدوائي نظام غذائي محدود من الصوديوم ولقد انخفضت نسبة الوفيات بين المصابين بالإحتشاء القلبي في الدول الغربية التي أعطت التوعية الغذائية والمعالجة الغذائية أهمية إلى نسب متدنية بينما اتجهت نسبة الوفيات في الدول التي أهملت الجانب الوقائي وركزت على الجانب العلاجي فقط .
ويؤكد د.باشا على انه من المهم جدا أن يقدر الطبيب والأهل والأصدقاء وضع المريض النفسي بعد اصابته بجلطة القلب، وطمأنة المريض بأنه سيعود باذن الله إلى وضعه الطبيعي أمر أساسي، وينصح المريض بتجنب الضغوط النفسية التي كان يتعرض لها من قبل قدر المستطاع، ويستطيع معظم المرضى الذين أصيبوا بجلطة في القلب العودة إلى عمل خفيف بعد حوالى شهرين من الإصابة، أما الأعمال التي تتطلب جهدا أكثر فيمكن العودة إليها بعد نحو ثلاثة أشهر بشرط ألا يعاني من آلام بالصدر أو ضيق بالتنفس، ولكن العودة إلى الأعمال المجهدة غير ممكنة في معظم الحالات ، ويحظر على مريض الجلطة القلبية قيادة السيارة في الشهر الأول بعد الإصابة، ويمكن للمريض الذي لايشكو من أية أعراض أن يعود إلى قيادة السيارة بعد ذلك، وينبغي على مرضى الجلطة القلبية تجنب السفر بالطائرة في الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأول على الأقل، ومن الحكمة تأخير السفر لفترة أطول من ذلك.