تخلف حي السحمان في المدينة المنورة عن محيطه كثيرا، وأصبح خارج خارطة التنمية، ومن يتجول في الحي الذى يعد أحد أعرق وأقدم أحياء طيبة، ويبعد كيلو مترا واحدا من الحرم النبوي، ويقع في نطاق المنطقة المركزية، يستغرب التجاهل وحالة الشيخوخة التي يعيشها. فالحي الذي أنشىء قبل سبعين عاما محتضنا وجهاء المجتمع المدني ومثقفيه وأصحاب المراكز المرموقة والمهمة في الجامعات والسلك العسكري، دخل دائرة النسيان ويعاني سكانه صعوبة شديدة في الحصول على المياه، والخدمات الطبية، فضلا على العشوائية التي تضرب بأطنابها، وسهلت حركة ضعاف النفوس في شوارعه التي تشكو الظلام.
العقيد متقاعد مشعان السحيمي يقول يعد السحمان من أقرب الأحياء للحرم النبوي، وتأسس قبل 1360هـ ببيوت طينية وشيئا فشيئا توسع، إلا أن نموه كبقية المناطق آنذاك سار بعشوائية، ودون تخطيط، ورغم أن التطور عم أغلب المناطق المحيطة به، إلا أنه تخلف عن الركب وظل يعاني من غياب المشاريع التنموية. ويضيف السحيمي: السكان يعانون الأمرين لتوفير المياه التي تغيب عنهم أياما عديدة ويسقطون ضحايا لمساومات أصحاب الصهاريج.
نقص المدارس
والمياه ليست وحدها المشكلة التي يعانى منها حي السحمان، فسوء الطرق وتهالكها وعدم إنارة الشوارع وسفلتتها منذ ربع قرن والنقص الحاد في المرافق التعليمية، مشاكل أخرى تؤرق السكان.
ويذكر سعد العنزي أن الحي مساحته واسعة ويضج بالسكان ويقترب من المنطقة المركزية، إلا أنه يفتقد لمدرسة ثانوية للبنين وأخرى للبنات، مشيرا إلى أن الأهالي يقطعون مسافات طويلة لايصال أبنائهم إلى المدارس في الأحياء الأخرى، مؤكدا أن أغلب المدارس في الحي مستأجرة وتفتقد لوسائل السلامة.
تدني الخدمات
وتطرق عاتق الظاهري إلى تدني الخدمات الصحية في الحي، فلا يوجد سوى مستوصف صغير، بإمكانات متواضعة لا تلبي احتياج الأهالي، مطالبا من ناحية أخرى، تكثيف التواجد الأمني لضبط الأوضاع وتقليص حالات السرقة التي بدأت تزداد في الآونة الأخيرة، وكذلك إيجاد مكتب للعمدة ينهي معاملات الأهالي، ويكون مرجعا لهم عند أي مشكلة تعترضهم.
ويشكو عاتق الحربي من افتقاد الحي لمدخل لائق ومصمم بشكل عصري يليق بقربه من المنطقة المركزية والحرم النبوي، لافتا إلى سرعة وأهمية إيجاد منافذ للحي المنسي وعلاج مشاكل أهم شارعين أغلقت مداخلهما، أحدهما، شارع الأمير عبدالمجيد، وهو مغلق منذ عشرين عاما، الثاني ابا ذر، المغلق منذ خمس سنوات.