بلا استحياء اقتحمت أحجار السعادة عالم الرجل.. وبلا مقدمات باتت مصطلحات الأنوثة تسيطر على عالم المرأة من خلال مستحضرات تروجها نسوة يعرفن معاني الإغراء وحاجة الأخريات للتنافس في كل جديد سواء للنحافة أو التسمين. وبعدما كان ترويج مثل هذه المستحضرات حكرا على الرجل، منها مصطلحات (عكبر آخر رجولة)، (لن تكون خجولا بعد اليوم)، أصبحت المرأة تروج هي الأخرى مصطلحات أعشاب الأنوثة، ومستحضر بنت السلطان. رغم أن العلماء والخبراء والاختصاصيين يفندون أكاذيب إعلانات الأعشاب، ويؤكدون أنه لا توجد حقيقة علمية تؤكد إمكانية تكبير الشفاة والأرداف، ويجزمون بأن الكريمات تستخدم لإزالة "النمش"، وأن الحديث عن تغيير اللون وتبييض البشرة "خداع" لا يقبله العقل، ويستحيل تنفيذه.. إلا انه لا حياة لمن تنادي. ويبدو أن مستحضرات تبييض البشرة تراجعت مؤخرا خاصة في أعقاب اكتشاف المواد السامة التي يحتويها معظمها وآخرها ما أعلنته الهيئة العامة للغذاء والدواء من اكتشاف مادة الزئبق في ثلاثة مستحضرات للتجميل متوفرة في الأسواق حاليا وتختص بمبيضات البشرة. لكن في الطرف الآخر تعرف حواء خطورة ما يروج لها من مستحضرات أخرى ومع ذلك تجد نفسها مقبلة على الشراء، فتدفع الثمن غاليا بما تحتويه من مواد مسرطنة، والمخاطر المترتبة على ذلك من هلوسة، غيبوبة في المخ، جلطات في القلب، الفشل الكلوي، السرطانات المختلفة.
إعلانات وإقبال
مع تزايد الإقبال تخصصت الكثير من الصحف المجانية التوزيع في إعلانات لمثل هذا النوع من المستحضرات، دون رقيب أو حسيب من أي جهة بما فيها وزارة الصحة المعنية بسلامة الدواء والمكلفة بحماية المجتمع من مثل هذه المخالفات.
وأصبحت تنشر تلك النشرات أرقام جوالات تعلن عن مثيرات ومنشطات جنسية، وكريمات تبييض، ومساحيق تجميلية مصنعة محلياً، ومستحضرات تخدش الحياء وتهدد الصحة، وتؤرق المجتمع.
الأرقام تعود لأفراد يزاولون أنشطتهم في العلن، ومن خلال ترويج الشائعات، أحد موزعي تلك المستحضرات، ويدعى سمير من إحدى الجنسيات العربية يصر على وصف تلك الأدوية والكريمات بأنها "نافعة ومجربة"، أما سنده على صحة "زعمه" فهو أنها "تباع بشكل واسع وعلى الملأ، وتشتريها موظفات وفتيات صغيرات، يجلبن صديقاتهن للشراء بعد تجربتها.
لكن سمير يتحفظ عن مكونات تلك الخلطات العشبية والكريمات ويعتبرها (سر المهنة)، الذي لا يجوز الإفصاح عنه، مشيرا إلى أن ذلك سر انتشارها، وبيع كميات كبيرة منها.
ويوضح بأن بعض المراهم والزيوت "المثيرة " يتجاوز سعرها مبلغ 400 ريال، ويصل إلى 600 ريال.
"ديليفري" للمنتجات
أما أم أيمن، مندوبة مبيعات الكريمات المصنعة محلياً، فلا تخفي سعادتها بمكاسبها من تلك المنتجات، وتصر على وجود كريمات لتكبير الأرداف تقبل على شرائها النساء النحيفات، وتعترف بأنها توزع منتجاتها بتوصيلها للزبائن تماما على غرار (الديليفري) والذي يعني توصيل الطلبات للمنازل، كما تستغل زبائنها للتعريف بمبيعاتها، وتضيف أنها تزور المدارس الثانوية في بعض الأحيان لعرض بضائعها.
سألناها ما إذا كانت على علم بالمواد التي تدخل في تركيب تلك المنتجات، لكنها أبانت عدم اهتمامها بذلك، والاهم لديها المكسب المادي، وان البضاعة تبيع نفسها.
أحد الأرقام المنشورة قادنا إلى شخص آخر يدعى "هاني"، سألناه عن مكونات الكريمات والخلطات المعلن عنها، فأجاب.. إنها مواد طبيعية مخلوطة بأعشاب، وبعضها تستخدمه النساء، وحاول دون خجل أو حياء الاسترسال في شرح كيفية الاستعمال.
ولم يؤكد أن تلك الخلطات "مفيدة"، وأن لديه مندوبين يوصلون الطلبات إلى الزبائن، حيث يتم دفع الثمن، ثم ترسل المواد التجميلية المطلوبة، مشيراً إلى أن محله يعمل تحت غطاء مرخص.
فيما أم فهد واحدة من مندوبات الترويج لمبيضات البشرة، تبيع في اليوم الواحد نحو خمس علب من المستحضرات المجهولة المنشأ والتركيب، تعترف بأنها تمارس المهنة ولا تدري ما هي أضرارها، إلا أنها لا تخفي سعادتها لحصولها على "زبائن جدد" عن طريق زبائنها القدامى، كما أن بيع تلك المواد يدر عليها دخلا كبيرا، إضافة إلى أنها غير مرتبطة بدوام عمل محدد بأوقات ثابتة.
نماذج الضحايا
والغريب في قضية ترويج الأعشاب والمستحضرات المغشوشة، أن الكثير ممن يقعن في فخها، لا يعلو صوتهن لكشف المخاطر التي تعرضن لها، حتى تتعظ منهن الأخريات، ويصبح صوت الإعلانات الترويجية الطاغي دائما على معظم المحافل.
"منى" موظفة، تتردد على إحدى عيادات علاج الأمراض الجلدية منذ صدقت زميلتها في العمل، وحصلت على خلطة لتبييض البشرة، فأصيبت بحروق، وبقع سوداء في أماكن متفرقة من وجهها وجسمها.
تقول.. إن بيع منتجات التجميل لا يقتصر على المندوبات، بل يتم بمحلات العطارة، والكوافيرات، وأحياناً تشتري النساء مواد تبييض منتهية الصلاحية، وطالبت بوضع نظام صارم لمنع تداول تلك المنتجات المسببة للأمراض المميتة.
أما "سعدية" فقد اشترت عبوة مبيضة للبشرة، وأصيبت بمرض "حساسية العين" الذي تعالج منه منذ أربعة أشهر.
واشترت "لطيفة" كريما لتفتيح البشرة، تحقيقا لرغبتها في الحصول على بشرة بيضاء، إلا أن وجهها أصابته بقع بنية، وحبوب ملتهبة تكفل بعلاجها طبيب أمراض جلدية، وتكلفت أكثر مما اشترت به مبيضات البشرة.
حجر السعادة
الدكتور هاجد بن محمد هاجد مدير إدارة تسجيل الأدوية بهيئة الغذاء والدواء يجزم أن الهيئة أعدت دراسة ميدانية استهدفت المستحضرات العشبية، والصحية، وكريمات تبييض البشرة، والمغريات الجنسية، وكشفت بالتحليل عن وجود مستحضرات ومكملات غذائية مغشوشة بأدوية كيميائية بعضها محرم دولياً، وبعضها مخلوط بمواد خطرة وبودرة هلوسة ومخدرات محظور استخدامها عن طريق الدهان أو البلع، لأنها تؤدي إلى الوفاة، أو نزيف في المعدة، أو انفجار بالمخ، أو سرطان الجلد، أو الفشل الكلوي، أو جلطات بالقلب.
ويضيف وجدنا منتجاً محلياً يسمى "حجر السعادة" تم تصنيعه من تركيبة مجهولة، ويحتوي على مواد "سيلوسين" و"بيوفوتينين" وهي معروفة بتأثيرها كمهلوسات.
كما وجدنا مستحضراً آخر يسمونه "الجامو" يحتوي على مادة دوائية خطرة هي "السيلدنافيل" ويستخدم كعلاج للضعف الجنسي، وهذه المادة قد تسبب الوفاة الفورية لبعض الأشخاص.
ويحذر من أن هناك حبوب "جامو" مغشوشة بمواد مسكنة للألم، وبعضها يؤذي الكبد، ويتسبب في تليفه، وأكبر أضرارها عدم وجود معلومات تدعم توثيقها، ومنها مواد يضاف إليها مادة "الكافا" و"الرصاص" ومواد غريبة، وبعضها مستحضرات ملوثة بالميكروبات، ويحتوي أغلبها على مستحضر الكادميوم والكادميم السام، ومنها ما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم والسكري، ومنها ما يسبب حالات إسهال يصعب علاجها كأدوية التخسيس.
الدكتور هاجد كشف جوانب مفزعة توصلت إليها الدراسة الميدانية التي أجريت على عدد من العينات، أهمها تضمن استخدام 45 مادة مخلوطة بأدوية مسرطنة، ومغيبة للمخ، ومؤدية للفشل الكلوي.
وأشار إلى أن تلك المواد تباع في الأسواق الشعبية بواسطة أفراد غير مرخصين بعد تصنيعها محلياً، فيما بعض المواد مصنعة بخلطة أعشاب تم جلبها من دول آسيوية.
وقال إن هناك قرارا من وزارة الإعلام يمنع وضع إعلانات لأية مواد مضرة بالصحة في الصحف المحلية أو الموزعة مجانا، مشيراً إلى أن هناك اهتماما من قبل سمو وزير الداخلية بهذا الأمر، وقد شكل سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لجانا لبحث التجاوزات الضارة بصحة المواطنين.
مركبات مغشوشة
ويجزم مسؤولو الشؤون الصحية بمناطق المملكة بأن لجان ضبط المخالفات تضبط يوميا الكثير من الأدوية المغشوشة، وتتلف المضبوطات، وتحول الأشخاص المضبوطين إلى قسم الرخص الطبية للتحقيق معهم، ومن يثبت عليه الادعاء يحول للتحقيق. ويشددون على أن هناك غرامات تصل إلى 100 ألف ريال والسجن، وترحيل الوافدين، مؤكدين أن لجان الضبط ألقت القبض على عدد من مروجي الأدوية المغشوشة ومنها ما هو مصنع محليا ومهرب عبر أشخاص آخرين ومنها مراهم وزيوت ولبان مثير للغرائز.
الضبط شمل أيضاً أعشابا للتخسيس وكريمات تزعم تكبير الأرداف والشفاة، وكريمات تبييض البشرة، وحقائب مندوبي علاج وتركيب الأسنان.
ويطمئنون المواطنين إلى أن لجان الضبط تعمل ليل نهار للقضاء على الأدوية المضرة بالصحة، وهناك تعاون بين جهات عديدة في هذا الشأن، منها لجان الإمارة، والصحة والبلدية ووزارة التجارة.
وينصحون المرضى بتوخي الحذر من تلك المركبات المغشوشة ويطالبون من المرضى بالذهاب إلى المستشفيات، حيث تتم كتابة وصفات طبية صحيحة، ومركبة حسب حاجة المريض إليها.
البشرة الفاتحة
الدكتور طلعت العارضي استشاري بمســـتشفى عسير المركـــزي يؤكد أن البشرة الفـــاتحة أصبحــت الـشــغل الشاغل لمعظـــم النساء في المجتمعات الشرقية، وقال أصبحت السيدات يستخدمن أنواعا كــثـيـرة من كريمات التفتيح، دون مراعاة الآثار الجانبية لهذه الكريمات، إما عن جهل أو لانبهارهن بالنتائج السريعة لها، وخطورة الكريمات التي تباع وتوصــف في محلات العطارة، والمشـــاغل ولدى الكوافـــيرات تكمن في عدم خضـــوعها للمواصفات العالمية التي أقرتها منظمة الأغذية والعقاقير، كما أن خطورة هذا النوع من المستحضرات تبرز في أنه غني بمركبات الزئبق والرصاص التي تمتص سريعاً عن طريق شبكة الأوعية الدموية الموجودة بالجلد، لتفرز وتترسب في الكليتين، وقد تسبب الفشل الكلوي، على الرغم من سرعة مفعولها كمبيضات للبشرة.
وأضاف أن هناك نوعا من المستحضرات يتم تركيبه بواسطة الكوفيرات، ومحلات التجميل من عدة كريمات، ويضاف إليه كمية من نوع مركز من "الكورتيزون" اسمه "ديرموفيت"، ويطلقون عليه "الكريم السحر" لسرعة مفعوله كمبيض لصبغة الجلد، ويجب الانتباه لخطورة استعمال هذا النوع من "الكورتيزون" لفترات طويلة وعلى مساحات كبيرة من الجلد لأنه يؤدي إلى هشاشة العظام، وضمور الجلد، وتشققه، واتساع الشعيرات الدموية السطحية، وغيرها من الآثار التي يصعب على الطبيب علاجها بعد ذلك.
لا تكبير
ويحذر استشاري طب أسرة ومجتمع الدكتور محسن عداوي من أن الكريمات المحلية والمصنعة من الأعشاب تؤدي إلى اختلال عمل المبيضين، والإصابة بأمراض عنق الرحم، ويشدد على أنه لا توجد تجارب إكلينيكية تؤكد حقيقة تكبير الشفاة، ولا مراهم تؤدي إلى تكبير الأرداف، واستخدام تلك الكريمات والمراهم يضر بالصحة.
يصف إقبال البعض على استخدام تلك المستحضرات بأنه من قبيل "الوهم" للوصول إلى موقع "اللاشعور"، وينصح بمواجهة المطالب النفسية للمرأة بالبحث عن مكامن الجمال في شخصيتها، وليس في مظهرها.
ويرى مساعد مدير الشؤون الصحية بجازان للطب الوقائي الدكتور عواجي النعمي أنه لا يوجد كريم لتغيير اللون، ولكن الهدف من جميع الكريمات الطبية إزالة النمش فقط، ولا يوجد تبييض لا عن طريق الكريم ولا أي مادة أخرى. كما أن كريمات تكبير الثدي والأرداف "خداع" لا يقبله العقل ويعد أمرا مستحيلا.
إعلانات وإقبال
مع تزايد الإقبال تخصصت الكثير من الصحف المجانية التوزيع في إعلانات لمثل هذا النوع من المستحضرات، دون رقيب أو حسيب من أي جهة بما فيها وزارة الصحة المعنية بسلامة الدواء والمكلفة بحماية المجتمع من مثل هذه المخالفات.
وأصبحت تنشر تلك النشرات أرقام جوالات تعلن عن مثيرات ومنشطات جنسية، وكريمات تبييض، ومساحيق تجميلية مصنعة محلياً، ومستحضرات تخدش الحياء وتهدد الصحة، وتؤرق المجتمع.
الأرقام تعود لأفراد يزاولون أنشطتهم في العلن، ومن خلال ترويج الشائعات، أحد موزعي تلك المستحضرات، ويدعى سمير من إحدى الجنسيات العربية يصر على وصف تلك الأدوية والكريمات بأنها "نافعة ومجربة"، أما سنده على صحة "زعمه" فهو أنها "تباع بشكل واسع وعلى الملأ، وتشتريها موظفات وفتيات صغيرات، يجلبن صديقاتهن للشراء بعد تجربتها.
لكن سمير يتحفظ عن مكونات تلك الخلطات العشبية والكريمات ويعتبرها (سر المهنة)، الذي لا يجوز الإفصاح عنه، مشيرا إلى أن ذلك سر انتشارها، وبيع كميات كبيرة منها.
ويوضح بأن بعض المراهم والزيوت "المثيرة " يتجاوز سعرها مبلغ 400 ريال، ويصل إلى 600 ريال.
"ديليفري" للمنتجات
أما أم أيمن، مندوبة مبيعات الكريمات المصنعة محلياً، فلا تخفي سعادتها بمكاسبها من تلك المنتجات، وتصر على وجود كريمات لتكبير الأرداف تقبل على شرائها النساء النحيفات، وتعترف بأنها توزع منتجاتها بتوصيلها للزبائن تماما على غرار (الديليفري) والذي يعني توصيل الطلبات للمنازل، كما تستغل زبائنها للتعريف بمبيعاتها، وتضيف أنها تزور المدارس الثانوية في بعض الأحيان لعرض بضائعها.
سألناها ما إذا كانت على علم بالمواد التي تدخل في تركيب تلك المنتجات، لكنها أبانت عدم اهتمامها بذلك، والاهم لديها المكسب المادي، وان البضاعة تبيع نفسها.
أحد الأرقام المنشورة قادنا إلى شخص آخر يدعى "هاني"، سألناه عن مكونات الكريمات والخلطات المعلن عنها، فأجاب.. إنها مواد طبيعية مخلوطة بأعشاب، وبعضها تستخدمه النساء، وحاول دون خجل أو حياء الاسترسال في شرح كيفية الاستعمال.
ولم يؤكد أن تلك الخلطات "مفيدة"، وأن لديه مندوبين يوصلون الطلبات إلى الزبائن، حيث يتم دفع الثمن، ثم ترسل المواد التجميلية المطلوبة، مشيراً إلى أن محله يعمل تحت غطاء مرخص.
فيما أم فهد واحدة من مندوبات الترويج لمبيضات البشرة، تبيع في اليوم الواحد نحو خمس علب من المستحضرات المجهولة المنشأ والتركيب، تعترف بأنها تمارس المهنة ولا تدري ما هي أضرارها، إلا أنها لا تخفي سعادتها لحصولها على "زبائن جدد" عن طريق زبائنها القدامى، كما أن بيع تلك المواد يدر عليها دخلا كبيرا، إضافة إلى أنها غير مرتبطة بدوام عمل محدد بأوقات ثابتة.
نماذج الضحايا
والغريب في قضية ترويج الأعشاب والمستحضرات المغشوشة، أن الكثير ممن يقعن في فخها، لا يعلو صوتهن لكشف المخاطر التي تعرضن لها، حتى تتعظ منهن الأخريات، ويصبح صوت الإعلانات الترويجية الطاغي دائما على معظم المحافل.
"منى" موظفة، تتردد على إحدى عيادات علاج الأمراض الجلدية منذ صدقت زميلتها في العمل، وحصلت على خلطة لتبييض البشرة، فأصيبت بحروق، وبقع سوداء في أماكن متفرقة من وجهها وجسمها.
تقول.. إن بيع منتجات التجميل لا يقتصر على المندوبات، بل يتم بمحلات العطارة، والكوافيرات، وأحياناً تشتري النساء مواد تبييض منتهية الصلاحية، وطالبت بوضع نظام صارم لمنع تداول تلك المنتجات المسببة للأمراض المميتة.
أما "سعدية" فقد اشترت عبوة مبيضة للبشرة، وأصيبت بمرض "حساسية العين" الذي تعالج منه منذ أربعة أشهر.
واشترت "لطيفة" كريما لتفتيح البشرة، تحقيقا لرغبتها في الحصول على بشرة بيضاء، إلا أن وجهها أصابته بقع بنية، وحبوب ملتهبة تكفل بعلاجها طبيب أمراض جلدية، وتكلفت أكثر مما اشترت به مبيضات البشرة.
حجر السعادة
الدكتور هاجد بن محمد هاجد مدير إدارة تسجيل الأدوية بهيئة الغذاء والدواء يجزم أن الهيئة أعدت دراسة ميدانية استهدفت المستحضرات العشبية، والصحية، وكريمات تبييض البشرة، والمغريات الجنسية، وكشفت بالتحليل عن وجود مستحضرات ومكملات غذائية مغشوشة بأدوية كيميائية بعضها محرم دولياً، وبعضها مخلوط بمواد خطرة وبودرة هلوسة ومخدرات محظور استخدامها عن طريق الدهان أو البلع، لأنها تؤدي إلى الوفاة، أو نزيف في المعدة، أو انفجار بالمخ، أو سرطان الجلد، أو الفشل الكلوي، أو جلطات بالقلب.
ويضيف وجدنا منتجاً محلياً يسمى "حجر السعادة" تم تصنيعه من تركيبة مجهولة، ويحتوي على مواد "سيلوسين" و"بيوفوتينين" وهي معروفة بتأثيرها كمهلوسات.
كما وجدنا مستحضراً آخر يسمونه "الجامو" يحتوي على مادة دوائية خطرة هي "السيلدنافيل" ويستخدم كعلاج للضعف الجنسي، وهذه المادة قد تسبب الوفاة الفورية لبعض الأشخاص.
ويحذر من أن هناك حبوب "جامو" مغشوشة بمواد مسكنة للألم، وبعضها يؤذي الكبد، ويتسبب في تليفه، وأكبر أضرارها عدم وجود معلومات تدعم توثيقها، ومنها مواد يضاف إليها مادة "الكافا" و"الرصاص" ومواد غريبة، وبعضها مستحضرات ملوثة بالميكروبات، ويحتوي أغلبها على مستحضر الكادميوم والكادميم السام، ومنها ما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم والسكري، ومنها ما يسبب حالات إسهال يصعب علاجها كأدوية التخسيس.
الدكتور هاجد كشف جوانب مفزعة توصلت إليها الدراسة الميدانية التي أجريت على عدد من العينات، أهمها تضمن استخدام 45 مادة مخلوطة بأدوية مسرطنة، ومغيبة للمخ، ومؤدية للفشل الكلوي.
وأشار إلى أن تلك المواد تباع في الأسواق الشعبية بواسطة أفراد غير مرخصين بعد تصنيعها محلياً، فيما بعض المواد مصنعة بخلطة أعشاب تم جلبها من دول آسيوية.
وقال إن هناك قرارا من وزارة الإعلام يمنع وضع إعلانات لأية مواد مضرة بالصحة في الصحف المحلية أو الموزعة مجانا، مشيراً إلى أن هناك اهتماما من قبل سمو وزير الداخلية بهذا الأمر، وقد شكل سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لجانا لبحث التجاوزات الضارة بصحة المواطنين.
مركبات مغشوشة
ويجزم مسؤولو الشؤون الصحية بمناطق المملكة بأن لجان ضبط المخالفات تضبط يوميا الكثير من الأدوية المغشوشة، وتتلف المضبوطات، وتحول الأشخاص المضبوطين إلى قسم الرخص الطبية للتحقيق معهم، ومن يثبت عليه الادعاء يحول للتحقيق. ويشددون على أن هناك غرامات تصل إلى 100 ألف ريال والسجن، وترحيل الوافدين، مؤكدين أن لجان الضبط ألقت القبض على عدد من مروجي الأدوية المغشوشة ومنها ما هو مصنع محليا ومهرب عبر أشخاص آخرين ومنها مراهم وزيوت ولبان مثير للغرائز.
الضبط شمل أيضاً أعشابا للتخسيس وكريمات تزعم تكبير الأرداف والشفاة، وكريمات تبييض البشرة، وحقائب مندوبي علاج وتركيب الأسنان.
ويطمئنون المواطنين إلى أن لجان الضبط تعمل ليل نهار للقضاء على الأدوية المضرة بالصحة، وهناك تعاون بين جهات عديدة في هذا الشأن، منها لجان الإمارة، والصحة والبلدية ووزارة التجارة.
وينصحون المرضى بتوخي الحذر من تلك المركبات المغشوشة ويطالبون من المرضى بالذهاب إلى المستشفيات، حيث تتم كتابة وصفات طبية صحيحة، ومركبة حسب حاجة المريض إليها.
البشرة الفاتحة
الدكتور طلعت العارضي استشاري بمســـتشفى عسير المركـــزي يؤكد أن البشرة الفـــاتحة أصبحــت الـشــغل الشاغل لمعظـــم النساء في المجتمعات الشرقية، وقال أصبحت السيدات يستخدمن أنواعا كــثـيـرة من كريمات التفتيح، دون مراعاة الآثار الجانبية لهذه الكريمات، إما عن جهل أو لانبهارهن بالنتائج السريعة لها، وخطورة الكريمات التي تباع وتوصــف في محلات العطارة، والمشـــاغل ولدى الكوافـــيرات تكمن في عدم خضـــوعها للمواصفات العالمية التي أقرتها منظمة الأغذية والعقاقير، كما أن خطورة هذا النوع من المستحضرات تبرز في أنه غني بمركبات الزئبق والرصاص التي تمتص سريعاً عن طريق شبكة الأوعية الدموية الموجودة بالجلد، لتفرز وتترسب في الكليتين، وقد تسبب الفشل الكلوي، على الرغم من سرعة مفعولها كمبيضات للبشرة.
وأضاف أن هناك نوعا من المستحضرات يتم تركيبه بواسطة الكوفيرات، ومحلات التجميل من عدة كريمات، ويضاف إليه كمية من نوع مركز من "الكورتيزون" اسمه "ديرموفيت"، ويطلقون عليه "الكريم السحر" لسرعة مفعوله كمبيض لصبغة الجلد، ويجب الانتباه لخطورة استعمال هذا النوع من "الكورتيزون" لفترات طويلة وعلى مساحات كبيرة من الجلد لأنه يؤدي إلى هشاشة العظام، وضمور الجلد، وتشققه، واتساع الشعيرات الدموية السطحية، وغيرها من الآثار التي يصعب على الطبيب علاجها بعد ذلك.
لا تكبير
ويحذر استشاري طب أسرة ومجتمع الدكتور محسن عداوي من أن الكريمات المحلية والمصنعة من الأعشاب تؤدي إلى اختلال عمل المبيضين، والإصابة بأمراض عنق الرحم، ويشدد على أنه لا توجد تجارب إكلينيكية تؤكد حقيقة تكبير الشفاة، ولا مراهم تؤدي إلى تكبير الأرداف، واستخدام تلك الكريمات والمراهم يضر بالصحة.
يصف إقبال البعض على استخدام تلك المستحضرات بأنه من قبيل "الوهم" للوصول إلى موقع "اللاشعور"، وينصح بمواجهة المطالب النفسية للمرأة بالبحث عن مكامن الجمال في شخصيتها، وليس في مظهرها.
ويرى مساعد مدير الشؤون الصحية بجازان للطب الوقائي الدكتور عواجي النعمي أنه لا يوجد كريم لتغيير اللون، ولكن الهدف من جميع الكريمات الطبية إزالة النمش فقط، ولا يوجد تبييض لا عن طريق الكريم ولا أي مادة أخرى. كما أن كريمات تكبير الثدي والأرداف "خداع" لا يقبله العقل ويعد أمرا مستحيلا.