قال الشيخ محمد علي الصابوني الفقيه والمفسر المعروف أن الإعلام والإعلاميين- في هذا الزمن- هم داخلون في قول الله عزوجل {والشعراء يتبعهم الغاوون} لان بعضهم يبطلو الحق ويحقو الباطل .
وقال مؤلف كتاب التفسير الشهير(صفوة التفاسير) في تصريح خاص (للدين والحياة) إن الشعر في السابق كان وسيلة إعلامية قوية ناجعة في إبطال الحق وإحقاق الباطل ، ففي العصور السابقة كان الشعر يرفع أقاوما ويحط من قدر الآخرين فقصة الشاعر الأموي جرير المشهورة مع بنو نمير حينما هجاهم بقوله (فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا) فلم تقم لهم قائمة مع أنهم كانوا علية القوم .
وأَضاف الصابوني " فالشعراء هم من يتبعهم الضالون لا أهل البصيرة والرشاد، وقد قال الله { ألم تر انهم في كل واد يهيمون } أي ألم تر أيها السامع العاقل أنهم يسلكون في المديح والهجاء كل طريق، يمدحون الشيء بعد أن ذمّوه، ويعظّمون الشخص بعد أن احتقروه .وقال الطبري: وهذا مثلٌ ضربه الله لهم في افتتانهم في الوجوه التي يُفتنون فيها بغير حق، فيمدحون بالباطل قوماً ويهجون آخرين { وأنهم يقولون مالا يفعلون } أي يكذبون فينسبون لأنفسهم ما لم يعملوه . وهذا حال بعض الإعلاميين اليوم، فهم يشبهون تماما أولئك الشعراء". ويختتم الشيخ الصابوني تصريحه " الله تعالى أخبر عن الشعراء بالأحوال التي تخالف حال النبوة، إذْ أمرهُم كما ذُكر من اتّباع الغُواة لهم، وسلوكهم أفانين الكلام من مدح الشيء وذمّه، ونسبة ما لا يقع منهم إليهم، وهذا مخالف لحال النبوة فإِنها طريقة واحدة لا يتبعها إلا الراشدون، ثم استثنى تعالى فقال {إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات} أي صدقوا في إيمانهم وأخلصوا في أعمالهم، وهذا يدخل فيه أولئك الإعلاميون الصادقون النزيهون".