عرف الحساويون بالثقافة والفنون المختلفة منذ القدم ويتجلى ذلك ويظهر بوضوح في حي الطرف جنوب المحافظة فأغلب من حمل لواء الفكر بالمنطقة الشرقية هم من ابناء ذلك الحي. الا ان ذلك لم يشفع له بالحصول على المكانة اللائقة به حاليا.. حيث سقط الطرف الذي انجب عددا كبيرا من المثقفين بدلا ان يتحول الى متحف مفتوح لحفظ ثقافة وتراث المنطقة. وأغرقت مياه الصرف الصحي شوارعه وأصبحت المنازل المهجورة خطرا على سكانه او كما قال أحدهم: "العرب تستقبل ضيوفها بالبخور والعود ونحن نستقبلهم بروائح المجاري" وأول ما دلفت منطقة سيالة بالطرف شد انتباهي البيوت القديمة وآثار المنازل الطينية التي تساقط أجزاء منها وبين أروقتها الضيقة واجهنا عيسى بوعبيد الذي قال: المنطقة تعتبر من أقدم مناطق بلدة الطرف والقلب النابض لها ومنها انطلقت الحضارة والثقافة وتشتهر بأصالتها وحفاظها على التراث الشعبي القديم. وكان يطلق على ابنائه "عيال سيالة" ومن ابرز معالمه جامع الطرف القديم ومنزل العمدة وبراحة الخيل وكان مقصداً للأهالي يقيمون فيه احتفالاتهم ومضى قائلا: رغم ما تحمله المنطقة من مكانة تراثية الا ان نقص الخدمات انهكها فانتشرت في طرقاتها مياه الصرف الصحي وتكدست النفايات في الشوارع المتهالكة.
بيوت للبيع
كما أن البيوت الطينية والآيلة للسقوط كتب على أغلبها "للبيع" بعد ان ادخلت الخوف والرعب في قلوب السكان حيث تحولت مأوى للقوارض والحشرات.
فضلا عن أنها أصبحت ملجأ مناسب لتجمعات الشباب وضعاف النفوس..
تركنا منطقة سيالة الى حي الراشدية. ورغم انه يعتبر من الاحياء الحديثة نوعا ما الا انه لازال يفتقر الى الخدمات الضرورية فطفح المجاري يسرح في شوارعه مسببة قلقاً كبيراً لسكانها بالاضافة الى انها شكلت مستنقعات لتكاثر الحشرات.
محمد الشريدة احد سكان الحي يقول اعتادت العرب قديما ان تستقبل ضيوفها بالطيب والبخور إلا اننا في الراشدية أصبحنا نستقبلهم بالروائح الكريهة وما لفت نظرنا في الراشدية هو ان أغلب مدارس البنات في مباني مستأجرة ضيقة ولا أدري ماالذي جعلني أتذكر الاكتشافات الأثرية عندما رأيت منطقة الدور بالطرف حيث شاهدت رؤوس بيوت تحاول ان تصعد من الرمال ما جعل المديرية العامة للمتاحف والآثار التابعة لوزارة التربية والتعليم ان تعلنها منطقة محمية.
عبدالله بن حمد المطلق مؤلف كتاب ضخم من خلاله رصد الحركة الحضارية والسياسية لبلدته الاحساء ثمن أن تسارع المديرية في الكشف عن هوية الدور فلربما كانت للباحثين اجابات لأسئلة كثيرة عن التاريخ المنسي في هذه المنطقة المهمة بالمملكة.
وذكر الدكتور سعد الناجم "المهتم بآثار وتاريخ الطرف" ان احد الباحثين جاء الى الطرف وعني بالدور وعمل بها بعض المجسمات وحفر الجامع الكبير ووجد "جصة تمر" وهو المخزن الكبير الذي ترص فيه التمور للاستخدام المستقبلي وقد صورت ثم دفنت من أجل الحفاظ عليها.
لفت نظرنا ونحن نتجول في أرجاء الطرف معاناة الاهالي من انقطاع المياه المتواصل عنهم ما يحدث ربكة غير عادية بعض الاوقات.
وذكر مصدر مسؤول في جمعية الطرف الخيرية ان من تداعيات نقص الماء في الطرف وانقطاعه المتكرر قامت الجمعية بتدشين مشروع السقيا الخيري الذي يزود الاسر الفقيرة بالماء عن طريق الصهاريج الصغيرة والسبب بأن الأسر ذات الدخل المحدود غير قادرة على تأمين تلك المياه يوماً بعد آخر ما يكلفها مبالغ كبيرة.. ومنظر الصهاريج في أزقة الطرف أصبح منظرا مألوفا تماما والحجوزات وصلت بعض الايام الى ذروتها لاسيما في المناسبات كرمضان والعيد في حين يتساءل اهالي الطرف متى تنتهي هذه الأزمة بالبحث عن حلول لها؟ لقد طال الانتظار وكثرت الوعود وامتدت الطوابير.
تستر مخيف
كما ان العمالة الوافدة في الطرف تحولت الى مشكلة اجتماعية بحاجة لحل حقيقي ونسبته كبيرة منها لاتزال تختفي تحت ستار العمل لدى مواطنين فيما الواقع انها تعمل لصالحها مستعينة بالتستر مقابل أجر محدود للكفيل وتنطلق في عدد من الاعمال المفتوحة بل يخشى من ممارساتها المخالفة ووفقا لسعيد الاحمد فان المراقبة عليها لاتزال ضعيفة ولا تتناسب مع عددها الكبير.
يذكر ان الطرف كانت ولاتزال أرضاً خصبة للثقافة والادب فقد نبغ منها العديد من الكتاب والمثقفين والادباء.. وكان لذلك تأثير واضح على الحياة الاجتماعية بالمنطقة ويقول الكاتب عبدالله بن حمد المطلق ان سكان الطرف قديما عانوا من العديد من المآسي والمحن أيام الغوص والحرف البسيطة الاخرى وعاشوا عهد حروب وجفاف لذا انتشر الشعر الشعبي بينهم وحظي بمكانة شعبية كبيرة ونقلوا ما حفظ منه الى الاجيال خرج منهم العديد من الكتاب والشعراء.. مثل الكاتب الاديب مبارك بوشيت والدكتور سعد الناجم والمهندس جاسم المحيبس وغيرهم العديد ممن قالوا في الشعر النبطي الذي أصبح مداه يتغنى به على مستوى الخليج العربي.
الفنون الشعبية
وما يدل على حب أهل الطرف للفنون الشعبية هو تأسيسهم لفرقة سيالة للفنون الشعبية التي تعتبر رمزا واضحا على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لتميزها بروح الأصالة بعد ان كانت في القدم اكثر من تسع فرق فلكلورية.
شاعر الفرقة محمد المطر يقول تميزت الطرف بالفنون الشعبية منذ زمن بعيد التي كانت تمثل الكثير في حياة اجدادنا فتغنوا بها مستخدمين الطبل والطار ليعبروا عن فرحتهم.
وقد توارثوا هذا الفن أباً عن جد لذا أجادوا معظم فنونه والتي من ابرزها العرضة وفن السامري والعاشوري والفخري والحساوي والخماري والصيدة وغيرها الكثير.
الكاتب الدكتور سعد الناجم "المهتم بآثار وتاريخ الطرف" يرى ان هناك عوامل وأسباباً متعددة جعلت الطرف مهداً ثقافياً جميل فبإعادة عجلة التاريخ الى الوراء قليلا نجد ان بلدة الطرف كانت حاضرة ثقافية قديمة نبع منها العديد من العلماء منهم الشيخ العارضي عالم الفلك وأحمد الريعان استاذ الخط العربي.كما استفادت الطرف من الثقافات القادمة من العراق والبحرين التي كانت تصلها عبر ابنائها المهاجرين الى تلك المناطق.وتابع الناجم.. بالاضافة الى أن أغلب من يسكن الطرف يعودون الى قبائل متعددة قدموا من الوادي وسديس وحائل والمتتبع لتاريخ الطرف يجد انها قامت على انقاض بلدة تسمى "سهلة" كان يعقد فيها سوق قديم وبحكم وقوعها جنوب الاحساء اصبحت ملتقى اقتصادياً للقوافل التجارية ومحفلاً علمياً وثقافياً لطلاب العلم ومن ذلك العهد توارث اهلها تلك المآثر فنبغ منها العديد من أرباب العلم والثقافة.
واستطرد الناجم.. حتى أن نساء الطرف قديما يندر ان تجد فيهن الامية فأغلبهن تعلمن القراءة والكتابة وحفظن القرآن الكريم كما خرج من الطرف اول طيار سعودي "احمد المطر".
وعلق حسين البراهيم على جانب الطابع الاجتماعي فقال: على الرغم من تغاير اللهجات داخل الطرف واختلاف الاحوال الا ان الجو السائد الآن محا تماما الفروق الطبقية بين مجتمع الطرف حتى في التزاوج بين الاسر مشيرا الى انه يغلب على أهالي الطرف طابع البداوة وحبهم للبادية ورحلات الصيد لذا عرف عنهم طابع الكرم والضيافة البدوية.
بيوت للبيع
كما أن البيوت الطينية والآيلة للسقوط كتب على أغلبها "للبيع" بعد ان ادخلت الخوف والرعب في قلوب السكان حيث تحولت مأوى للقوارض والحشرات.
فضلا عن أنها أصبحت ملجأ مناسب لتجمعات الشباب وضعاف النفوس..
تركنا منطقة سيالة الى حي الراشدية. ورغم انه يعتبر من الاحياء الحديثة نوعا ما الا انه لازال يفتقر الى الخدمات الضرورية فطفح المجاري يسرح في شوارعه مسببة قلقاً كبيراً لسكانها بالاضافة الى انها شكلت مستنقعات لتكاثر الحشرات.
محمد الشريدة احد سكان الحي يقول اعتادت العرب قديما ان تستقبل ضيوفها بالطيب والبخور إلا اننا في الراشدية أصبحنا نستقبلهم بالروائح الكريهة وما لفت نظرنا في الراشدية هو ان أغلب مدارس البنات في مباني مستأجرة ضيقة ولا أدري ماالذي جعلني أتذكر الاكتشافات الأثرية عندما رأيت منطقة الدور بالطرف حيث شاهدت رؤوس بيوت تحاول ان تصعد من الرمال ما جعل المديرية العامة للمتاحف والآثار التابعة لوزارة التربية والتعليم ان تعلنها منطقة محمية.
عبدالله بن حمد المطلق مؤلف كتاب ضخم من خلاله رصد الحركة الحضارية والسياسية لبلدته الاحساء ثمن أن تسارع المديرية في الكشف عن هوية الدور فلربما كانت للباحثين اجابات لأسئلة كثيرة عن التاريخ المنسي في هذه المنطقة المهمة بالمملكة.
وذكر الدكتور سعد الناجم "المهتم بآثار وتاريخ الطرف" ان احد الباحثين جاء الى الطرف وعني بالدور وعمل بها بعض المجسمات وحفر الجامع الكبير ووجد "جصة تمر" وهو المخزن الكبير الذي ترص فيه التمور للاستخدام المستقبلي وقد صورت ثم دفنت من أجل الحفاظ عليها.
لفت نظرنا ونحن نتجول في أرجاء الطرف معاناة الاهالي من انقطاع المياه المتواصل عنهم ما يحدث ربكة غير عادية بعض الاوقات.
وذكر مصدر مسؤول في جمعية الطرف الخيرية ان من تداعيات نقص الماء في الطرف وانقطاعه المتكرر قامت الجمعية بتدشين مشروع السقيا الخيري الذي يزود الاسر الفقيرة بالماء عن طريق الصهاريج الصغيرة والسبب بأن الأسر ذات الدخل المحدود غير قادرة على تأمين تلك المياه يوماً بعد آخر ما يكلفها مبالغ كبيرة.. ومنظر الصهاريج في أزقة الطرف أصبح منظرا مألوفا تماما والحجوزات وصلت بعض الايام الى ذروتها لاسيما في المناسبات كرمضان والعيد في حين يتساءل اهالي الطرف متى تنتهي هذه الأزمة بالبحث عن حلول لها؟ لقد طال الانتظار وكثرت الوعود وامتدت الطوابير.
تستر مخيف
كما ان العمالة الوافدة في الطرف تحولت الى مشكلة اجتماعية بحاجة لحل حقيقي ونسبته كبيرة منها لاتزال تختفي تحت ستار العمل لدى مواطنين فيما الواقع انها تعمل لصالحها مستعينة بالتستر مقابل أجر محدود للكفيل وتنطلق في عدد من الاعمال المفتوحة بل يخشى من ممارساتها المخالفة ووفقا لسعيد الاحمد فان المراقبة عليها لاتزال ضعيفة ولا تتناسب مع عددها الكبير.
يذكر ان الطرف كانت ولاتزال أرضاً خصبة للثقافة والادب فقد نبغ منها العديد من الكتاب والمثقفين والادباء.. وكان لذلك تأثير واضح على الحياة الاجتماعية بالمنطقة ويقول الكاتب عبدالله بن حمد المطلق ان سكان الطرف قديما عانوا من العديد من المآسي والمحن أيام الغوص والحرف البسيطة الاخرى وعاشوا عهد حروب وجفاف لذا انتشر الشعر الشعبي بينهم وحظي بمكانة شعبية كبيرة ونقلوا ما حفظ منه الى الاجيال خرج منهم العديد من الكتاب والشعراء.. مثل الكاتب الاديب مبارك بوشيت والدكتور سعد الناجم والمهندس جاسم المحيبس وغيرهم العديد ممن قالوا في الشعر النبطي الذي أصبح مداه يتغنى به على مستوى الخليج العربي.
الفنون الشعبية
وما يدل على حب أهل الطرف للفنون الشعبية هو تأسيسهم لفرقة سيالة للفنون الشعبية التي تعتبر رمزا واضحا على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لتميزها بروح الأصالة بعد ان كانت في القدم اكثر من تسع فرق فلكلورية.
شاعر الفرقة محمد المطر يقول تميزت الطرف بالفنون الشعبية منذ زمن بعيد التي كانت تمثل الكثير في حياة اجدادنا فتغنوا بها مستخدمين الطبل والطار ليعبروا عن فرحتهم.
وقد توارثوا هذا الفن أباً عن جد لذا أجادوا معظم فنونه والتي من ابرزها العرضة وفن السامري والعاشوري والفخري والحساوي والخماري والصيدة وغيرها الكثير.
الكاتب الدكتور سعد الناجم "المهتم بآثار وتاريخ الطرف" يرى ان هناك عوامل وأسباباً متعددة جعلت الطرف مهداً ثقافياً جميل فبإعادة عجلة التاريخ الى الوراء قليلا نجد ان بلدة الطرف كانت حاضرة ثقافية قديمة نبع منها العديد من العلماء منهم الشيخ العارضي عالم الفلك وأحمد الريعان استاذ الخط العربي.كما استفادت الطرف من الثقافات القادمة من العراق والبحرين التي كانت تصلها عبر ابنائها المهاجرين الى تلك المناطق.وتابع الناجم.. بالاضافة الى أن أغلب من يسكن الطرف يعودون الى قبائل متعددة قدموا من الوادي وسديس وحائل والمتتبع لتاريخ الطرف يجد انها قامت على انقاض بلدة تسمى "سهلة" كان يعقد فيها سوق قديم وبحكم وقوعها جنوب الاحساء اصبحت ملتقى اقتصادياً للقوافل التجارية ومحفلاً علمياً وثقافياً لطلاب العلم ومن ذلك العهد توارث اهلها تلك المآثر فنبغ منها العديد من أرباب العلم والثقافة.
واستطرد الناجم.. حتى أن نساء الطرف قديما يندر ان تجد فيهن الامية فأغلبهن تعلمن القراءة والكتابة وحفظن القرآن الكريم كما خرج من الطرف اول طيار سعودي "احمد المطر".
وعلق حسين البراهيم على جانب الطابع الاجتماعي فقال: على الرغم من تغاير اللهجات داخل الطرف واختلاف الاحوال الا ان الجو السائد الآن محا تماما الفروق الطبقية بين مجتمع الطرف حتى في التزاوج بين الاسر مشيرا الى انه يغلب على أهالي الطرف طابع البداوة وحبهم للبادية ورحلات الصيد لذا عرف عنهم طابع الكرم والضيافة البدوية.