من أجل تحقيق شعار "مكة المكرمة بلا تدخين” قامت جهات الاختصاص بمنع بيع الدخان في جميع المتاجر الصغيرة والكبيرة لاسيما الموجود منها في المنطقة المركزية, وأدى المنع إلى قيام بعض الباعة من الوافدين ببيع السجائر "بالدس؟!” بضعف ثمنها المعتاد, كما أن بعض المدمنين على التدخين اصبحوا يذهبون إلى متاجر على الطرق السريعة خارج حدود الحرم ويشترون منها الكمية التي تكفيهم لمدة أسبوع على الأقل ثم يعودون إلى منازلهم وكأنهم قد جاؤوا برأس كليب!, أما المفارقة المضحكة في مسألة تطبيق شعار "مكة المكرمة بلا تدخين” فهي أن حملة المنع لم تشمل أماكن ومحلات بيع الجراك والمعسل والشِيش أو الأراجيل, فهذه الأماكن مفتوحة في جميع أنحاء العاصمة المقدسة وفي الحي الذي أسكن فيه وهو قريب من الحرم مكان معتبر لبيع الجراك والمعسل بجميع أنواعه والأراجيل والولاعات ويقال ان بعض هذه الأماكن تبيع السجائر خفية لمن يطلبها وتطمئن إليه النفس وتكون اسنانه صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين! وفي جميع الأحوال فما هو الفرق بين السجائر الممنوع بيعها وبين الجراك أو المعسل إن كان الهدف من تطبيق الشعار المشار إليه ان تكون مدينة مكة المكرمة خالية من التدخين لأنها مدينة طاهرة ومقدسة, في الواقع لا يوجد فارق بين السجائر والأراجيل من حيث كونها تدخيناً بل إن الأضرار الصحية الناجمة عن تدخين الجراك والمعسل بواسطة الأراجيل أشد وأنكى من تدخين السجائر, حتى بالغ بعض الأطباء المختصين في الأمراض الصدرية فزعموا ان تدخين شِيشة واحدة من الجراك يعادل تدخين مائة سيجارة مفلترة, اما ان كان هدف الشعار مظهرياً فقط وهو ألا يُرى في مكة المكرمة بقدر الإمكان إنسان يدخن سيجارة في مكان عام, وانه من أجل ذلك تم التركيز على منع بيع السجائر لأنها هي التي يسهل تدخينها في أي مكان بعكس الأراجيل التي تحتاج إلى إعداد مسبق ومكان مستقر, فإن منع تدخين السجائر في الأماكن العامة بمكة المكرمة لا يحقق أهداف شعار "مكة بلا تدخين”, لأن تدخين الأراجيل لم يزل ساري المفعول كما أن المنع نفسه يتم تجاوزه إذا لم تصاحبه عقوبات رادعة مع العلم ان هناك العديد من الدول التي تمنع التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل ونحوها وتعاقب المخالفين بغرامات باهظة ونافذة.