أشعر بأننا بدأنا بمولد ودعم المواهب الشابة. في كل أصقاع الأرض العربية، هناك عدد من الموهوبين الذين تقودهم أحلامهم الكبيرة لينتسبوا الى عالم الجديد المبتكر الذي يصنع المستقبل. يحدث ذلك في جميع المجالات الابداعية، بينما كان هناك في مراحل سابقة من يصرخ فيهم بوجهه الآخر، إما أن نحوز على كل شيء أو نتوقف لنصنع المستقبل في لاشيء، وصار الأغلب الأعم منهم يؤمن بنظرية التدرج للخروج من المأزق. وبنى كثير من المبتكرين آراءهم الحديثة على غير ما كانوا عليه من الآراء القديمة، التي لايمكن أن نحكم عليها بالبطلان بقدر ما نضعها أمام ظروفها الزمانية والمكانية المناسبة لها. لم نعد كمواهب سائرين بين حكمين، إما التواصل أو حكم توصيل الذات لما يرتجى فلا الأولى اوصلتنا الى نتيجة ولا الثانية بعثت فينا الهمة والعزم على النهوض من سبات الابتكار فينا. اليوم تنتشر طاقة المبدع وتجتاح عالمنا شائعة الاختراع وهي شائعة حميدة ومتغير فكري متداول في ظل وجود المواهب الشابة وهذه الشائعة الكامنة داخلنا من زمن الماضي تؤسس منا منابر لظهور الابداع والموهبة والطاقات الجلية التي تصنع المستقبل لتفصح عنها الألسن والأقلام والمهم ما تضيفه علينا من جديد التفاؤل الى جيل أفضل. فنحن نتعلم ونطمئن الى ما بعد اليوم فظهور مثل تلك المواهب والابتكارات سببا رئيسيا للتغير المنشود وخلق مجموعة أسباب أخرى لاتخطئها عين المراقبين ينهض بمجتمعاتنا وهذا لايدل سوى بوصول مؤشر الحركة الإبداعية والإبتكارية عين الذروة.
إن الناس اليوم يطالعون في محافل رسمية وشعبية الكثير من الأفكار الجادة فيما يتعلق بأطر المواهب ومناهجها ومخرجاتها وإذا كان الحوار مفتوحا حول هذه المسائل فظهور المواهب سبب في التفاؤل وأصبح الإعلام يطبقه بالطريقة الصحيحة بكثير من الامكانيات والتقنيات التي وضعت ليكون هناك تنافس حول العالم العربي. عزيزي القاريء: كل ما اسعى إليه أن عزل فكرة عن الأخرى وادعاء ملكيتها قد يغيب الصورة الأكبر لمفهوم الإبداع والموهبة.

تركي علي السلمي