قبل سنوات، وعندما بدأتْ أمانة جدة في تنفيذ مشروع مبناها في الحمراء، تمنيتُ لو أن الأمانة حينها فكرت في استثمار الأرض لصالحها وصالح المواطنين في الوقت نفسه، وذلك من خلال إقامة أبراج توفر المتعة والترفيه لذوي الدخل المحدود وتحقق دخلا للأمانة يدره عليها تأجيرها لتلك الأبراج، خاصة أن المواطن العادي الذي يشكّل مع أمثاله غالبية المواطنين لا يقدر على استئجار الشاليهات المنتشرة بجدة، فتلك الشاليهات خُصصت بجميع أنواعها وفئاتها لمستويات معينة من المواطنين لا تُشكل إلا نسبة بسيطة من المجتمع، لكن ذلك لم يحدث بالطبع حتى اكتمل مبنى الأمانة وانتهى الأمر، اليوم أفكر في أن وجود المبنى في ذلك المكان قد يحل مشاكل شاطئ الحمراء المسكين الذي تعاقبت عليه العهود لكن حاله ظل كما هو، عاما بعد آخر كما يعرف الجميع.
أحد المسؤولين بمدينة مكة المكرمة بعث إليَّ برسالة مطولة تتحدث عن وضع هذا الشاطئ، وأشار إلى أن لديه صورا توثِّق أقواله كلها إذا لزم الأمر، حيث يمكن وصف أهم المشكلات التي تضمنتها الرسالة في التالي:
1ـ تراكم بعض النفايات، خاصة الأكياس وعلب المشروبات الغازية على سطح الماء بالقرب من الشاطئ، حيث يُشاهَد عمال النظافة وهم يحاولون وبأعداد محدودة جر الأوساخ بالعصي وهي جهود لا تحقق نجاحا يُذكر، لذا يقترح الأخ في رسالته الاستعانة بآلات شفط كالتي تُستخدم في شفط الجمرات من المشاعر المقدسة على سبيل المثال أو غير ذلك من الوسائل التي تعين على التنظيف الجيد والمضمون.
2ـ وجود عدد قليل من حاويات النفايات وفي أماكن متباعدة، كما لا يتوفر أي منها على الشاطئ مباشرة وبالقرب من الماء مما يمنع الراغبين من الوصول إليها بسهولة كما يعين الجاهلين على إبقاء مخلفاتهم على الشاطئ، وقد لفت نظر صاحب الرسالة وجود ثلاثة أنواع من الطيور -تحتوي على الغربان بالطبع- تنتشر في المكان وتضايق المتنزهين بسبب ذلك.
3ـ وجود حفر مختلفة الأحجام والأشكال في المنطقة بشكل يؤذي مرتادي الشاطئ ويعرّضهم لخطر الوقوع، إضافة إلى الإضرار بالسيارات وصعوبة التنقل بسببها من جانب لآخر.
4ـ تآكل الكثير من المراجيح والألعاب الموجودة بالمنطقة بفعل الصدأ، وهو أمر طبيعي بسبب الرطوبة، إلا أنه كان من الممكن -كما يقول صاحب الرسالة- وضع ألعاب مصنوعة من مواد مختلفة أو إجراء الصيانة بشكل دوري لا يسمح بوصول الحال إلى ما هو عليه، علما بأن الأرض تحت تلك الألعاب أيضا غير مستوية مما يعرض الكبار والصغار لخطر الانزلاق.
5ـ عدم وجود مراقبين أو مسؤولين عن أمن وسلامة مرتادي الشاطئ، خاصة في الجهات التي تُمنع السباحة فيها، حيث قد يتجاهل بعض المتنزهين ذلك المنع بسبب قلة الوعي، كما تنعدم إمكانية معرفة الأماكن التي يُسمح فيها بالسباحة لعدم وجود ما يشير إلى ذلك، وعدم وجود دورات مياه نظيفة مجهزة كما يجب، وعدم وجود (مراوش) في المكان يستطيع الإنسان الاستحمام من خلالها بالماء النظيف للتخلص من ملوحة مياه البحر.
6ـ عدم القدرة على الانتقال من مكان لآخر على الشاطئ نفسه بالرغم من وجود منافذ من الداخل، إلا أن صعوبة اجتيازها تدفع الإنسان إلى الخروج إلى الشارع بالسيارة.
7ـ وجود ميدان مرتب وجديد في مواجهة منطقة تأجير القوارب لكنه يخلو من أية وسيلة لاتقاء الشمس وحرارتها، حيث يجلس الناس هناك للاستمتاع بجمال المكان وقوة الأمواج لكنهم يتعرضون لأشعة الشمس.
أتمنى أن يحظى الموضوع باهتمام الإدارة المسؤولة عنه داخل أمانة جدة، خاصة أنها قريبة جدا من المكان وتستطيع أن تتأكد بنفسها من التفاصيل.
فاكس 6401574

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 100 مسافة ثم الرسالة