لدي بنت عمرها سنة ونصف وولد عمره 4 سنوات وهو عصبي جداً ولا يسمع كلامي وأنا أم عصبية جدا لا أتحمل أي شيء أصرخ عليه وأضربه أحياناً بسبب شقاوته وبسبب اعتدائه على أخته الأصغر منه حتى في كلامه تأتأة لا يستطيع مواصلة كلامه وإذا غاب والده عن البيت يسمع كلامي خوفا مني وإذا حضر والده ورآني جالسة بجانب زوجي يضربني بأي شيء يلقاه ويقول لابيه بابا لا تحب ماما، ماما مي حلوة ويقهرني واضطر أن أصرخ عليه أو حتى أضربه وهو شقي جداً لذلك أنا اضربه ماذا أفعل يا دكتور وكيف أتعامل معه فأنا أحبه لكنني عصبية وهذا طبعي أخبرني بطريقة كي أتعامل معه بها ويصبح طفلا هادئا وكلامه واضحاً وكيف أحببه فيني وكيف أقول عندما أسمعه يقول ماما مي حلوة ؟
ك.و

ابنك عمره 4 سنوات وتفترضين أنه ينبغي أن يسمع كلامك، في الوقت الذي تعترفين فيه أنك عصبية جدا ولا تحتملي الصراخ، كما اعترفت بأنك صرت تضربينه بسبب شقاوته واعتدائه على أخته الأصغر منه، فماذا تتوقعين من طفل يشعر بالغيرة من مولود جديد فبدلا من مراعاة مشاعره افترضت أنه ينبغي أن يكون ملاكا فلا يغار ولا يتضايق بل أكثر من ذلك أنت تفترضين أنه ينبغي أن يكون مؤدبا ولا يغار منك إذا جلست بجانب أبيه وافترضت أيضا أن ابنك البالغ من العمر 4 سنوات ينبغي أن لا يتضايق من ضربك له، ما تقولينه أوقعني في ارتباك فلا أدري أيكما الكبير وأيكما الصغير، هل يعقل أن تطالبي طفلك بما لا تستطيعين فعله؟ هل يعقل أن يضرب ولا يتضايق في الوقت الذي تتضايقين من كلمة يقولها لك يعبر فيها عن استيائه من أم تضربه وتعاقبه وتؤنبه، ثم تشتكي من أنه يعاني من تأتأة، تأكدي أختي الكريمة أنك أحد أهم الأسباب لما يعانيه ولدك بل ربما كنت السبب الرئيسي، ابنك يحتاج منك أولا أن تعالجي نفسك من الغضب والعنف معه، اذهبي عاجلا غير آجل إلى أقرب مكتبة وابحثي عن بعض الكتب المتعلقة بتربية الأطفال كي تعالجي ما لديك من نقص في هذا الجانب فالمشكلة عندك وليس عند طفلك، فأطفالنا هم المرايا التي تعكس سلوكنا نحوهم فإن كان سلوكهم طيبا فهذا يعني أن تصرفنا وتعاملنا معهم جيد، وإن كانوا يعانون من مشكلات سلوكية في مثل عمر طفلك فهذا يعني أننا نحتاج إلى تعديل سلوكنا نحوهم قبل أن نطالبهم بتعديل سلوكهم نحونا، وتذكري أن جداتنا كن يقلن: الحلة الكبيرة تتسع للحلة الصغيرة وليس العكس، بمعنى أن الإناء الكبير ينبغي أن يتسع للإناء الصغير وليس العكس.