يلقبونه بـ «ابو الهاءات» جاء من السودان يحمل احلاما وردية ومستقبلا مشرقا لاسرته بعد ان تم اختياره ضمن الستة ليعمل مترجما في الخطوط الجوية السعودية رجل في الخامسة والستين من عمره امضى نصف قرن في ربوع المملكة جاء الى جدة واقام فيها سنتين ليرزق بأول «الهاءات» هنادي ثم هادية ومن ثم انتقل الى جازان حيث رزق بثمانية اطفال آخرين جميعهم (جوازنة) كما يحلو له ان يلقبهم وهم (هاشم - هبة - هديل - هافان - هدى - هدير - هناء - ماجد). انه اسماعيل عوض سليمان ويلقب ايضاً بـ«ابو هنادي» نسبة لباكورة ابنائه «هنادي».. يسرد ابوهنادي ذكرياته قائلا: اتيت الى المملكة عريسا احمل طموحات بمستقبل مشرق لي ولابنائي واخترت السعودية كي اكون قريبا من بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف واختارتني الخطوط السعودية مترجما لمدير الفرع بجازان وكان يشغل هذا المنصب حينها عبدالله الحمراني وهكذا بدأت السنون تهرب ويمضي قطار العمر دون ان اشعر والان امضيت اكثر من نصف قرن في منطقة جازان ولكن ولله الحمد وجدت الجميع عشيرتي واهلي ولم اشعر بالغربة بينهم ابدا. ولكن ما الذي جعله يختار حرف الهاء لجميع ابنائه يقول «ابو الهاءات» حقيقة ان حرف الهاء دوما ينطق من الاعماق والعمق شيء جميل واتذكر اول مولود لي وهي «هنادي» كان ذلك اليوم يعرض فيه فيلم «دعاء الكروان» للدكتور طه حسين عميد الادب العربي وكانت القصة تدور حول مفهوم الحياة وكانت «هنادي»: وهذا هو اسم بطلة الفلم تمثله «زهرة العلا» مع سيد الشاشة العربية «فاتن حمامة» فأعجبني الفلم واعجبتني هنادي؟ ومن ثم ارتأيت ان اسمي جميع من يلي هنادي باسماء تبدأ بحرف الهاء ويضيف بسخرية: الحمد لله الذي جعلني ابو الهاءات وليس ابو الآهات!!) وبالمناسبة هنادي كياني رغم حبي لهم جميعا ولكن لكل بشارة لذة وهي كانت اول البشائر على ارض السعودية الغالية على قلبي. وعن سر حبه وعشقه لمدينة جازان يقول ابو الهاءات جازان مدينة التاريخ والطبيعة والجمال وعروس الجنوب تغني بها الشعراء وتجد في شواطئ بحرها الهدوء والحياة وفي اعماقها الدفء والمحبة وبين جوانحها الامان ويكفيني ان هذه المدينة الحالمة كانت وستكون مسرحا لذكرياتي الجميلة وسأذكر من جازان صبيا الحبيبة وضمد الجميلة وابو عريش الغالية وصامطة الفريدة وجبال فيفا الشامخة ومن معالمها خزان جازان وميناء جازان. وعن امنياته يقول «ابو الهاءات» الامنيات كثيرة وما دام الانسان يسعى في الارض سيظل يتمنى ويتمنى ولكن امنيتي الاخيرة في هذه الحياة هي ان ارى ابنائي في احسن حال فقد صرفت عليهم كل ما املك من مال وجهد حتى اصبحوا جامعيين واكاديميين فمنهم الدكتور ومنهم الطيار وجميعهم سعوديو المنشا ويحملون شهادات ميلادية سعودية.