كتاب ومقالات

لماذا لا يمكن لأحد العبث مع السعودية العظمى؟

هاني الظاهري

خلال 20 يوما مضت تلقت السعودية بصدر مفتوح وابلاً من الرصاص السياسي والهجمات الجنونية الإعلامية على الصعيد الدولي، صحف، قنوات، وكالات أنباء، قادة دول، أعضاء، برلمانات، شنوا هجوما مسعورا عليها هو الأكبر من نوعه ربما في تاريخها، ثم ماذا حدث بعد ذلك؟!

لم يرف للرياض جفن واتخذت إجراءاتها القانونية الداخلية المعتادة وانتهى الأمر بأخذ العدالة مجراها، فقط 20 يوما كشفت للسعوديين بكل جلاء عظمة بلادهم، وكشفت لهم أيضا من هو عدوهم المتربص بهم، وتساقطت خلالها كل أوراق القوى المتآمرة على وطنهم، وتعرفوا بشكل جيد على أصدقائهم، والأهم أنهم أداروا الأزمة الجنونية المضخمة بكل هدوء وحكمة وثبات إدارة قلبت الطاولة على من حاول العبث مع بلادهم.

في اليوم رقم 21 جاءت الصفعة السعودية للأعداء والمتآمرين بانطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار في العاصمة الرياض التي استقبلت وفودا على أعلى المستويات من مختلف بقاع هذا الكوكب بشكل لم يتوقعه أصدقاء السعودية قبل أعدائها، لتثبت السعودية أنها دولة عظمى بالفعل لا بالكلام، وأن لا شيء في هذا العالم يمكنه هزها أو تغيير هذه الحقيقة التي عجز عن استيعابها كل من حاولوا النيل منها مستغلين حادثة جنائية عابرة.

على هامش المبادرة تسابق مراسلو وسائل إعلام دولية لسؤال وزير الطاقة السعودي سؤالاً محددا يعبر عن مخاوف من مارسوا ألعاب السيرك سياسيا لتشويه صورة السعودية هو:

هل لدى الرياض نية لأن تفرض حظرا نفطيا على الغرب كما فعلت عام 1973 إذا واجهت عقوبات غربية؟ وبكل ثقة أجاب بعدم وجود نية لذلك، وهو ما يُفهم منه أن لدى السعودية أوراقا كثيرة تلعب بها وتعيد بموجبها القردة إلى الأقفاص قبل أن تفكر في إجراء كهذا.

دق نجاح المنتدى السعودي الاستثماري الضخم مسمارا في نعش الحملة المسعورة، إذ لم تمر ساعاته الأولى قبل أن يكشف عن توقيع 25 اتفاقية تجارية بقيمة تتجاوز 200 مليار ريال، ليس ذلك فحسب بل تم توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي ضخمة مع جهات استثمارية من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا واليابان وكوريا وسنغافورة ونيوزلندا، بل حتى ألمانيا التي لوح سياسيوها إعلاميا بوقف التعاون مع الرياض حضرت شركاتها للمنتدى بحثاً عن فرص في السعودية العظمى ووقعت شركة «شمتد الألمانية» مذكرة تفاهم مع عملاق الصناعات التحويلية السعودية «شركة سابك».

كل ما سبق قليل من كثير يثبت للعالم أجمع أن العبث مع قوة اقتصادية وسياسية بحجم السعودية ليس سوى محاولة انتحار، وأن من يفكر في فرض عقوبات على الرياض لا يعاقب فعلياً إلا نفسه، والأهم من ذلك كله أن قوى اليسار الغربي كشفت للعالم مدى هشاشتها وضعفها وقلة حيلتها وأنها لا تملك سوى حفلات النباح عبر وسائل إعلامها، ولذلك قلت قبل أيام في مقالة أخرى ستنتهي المسرحية ويضحك السعوديون.

* كاتب سعودي

Hani_DH@

gm@mem-sa.com