إنها الأرض تنتقص من أطرافها
والأنهار تئن من جفافها
فهاهم العلماء يرحلون
واحدا تلو الآخر
ليحل مكان كل عالم (رتن الهندي)
الذي كان يفخر بجهله ويعتز باحترافه الكذب
رحل عالم كريم السجايا
وافر التواضع
محبا للعلم وأهله
عرفه أهل العلم-في هذا البلد- قبل أن يروه
فلما رأوه فاقت الحقيقة الخبر
وصدقت العقول ما جاء في مناقب من غبر
عالم مربٍ وشيخ يعمل بخلقه وتعامله قبل لسانه وبيانه
درس في لين ،وتعامل بلطف
حتى مع أولئك الذين أتخمهم الصلف
فلم يعرفوا قدره
ولم ينزلوه منزلته
إما لتشدد ألفوه
أو لاختلاف منهجي ظنوه
فلا يزيده ذلك إلا تواضعا ولطفا
ورقة وعطفا
إذا سئل أجاب برسوخ عالم
وجواب فاهم
في عبارة موجزة
سهلة التركيب عميقة التصويب
جلية التأديب
لم يتظاهر بعلمه
ولم يتفاخر بفهمه
في وقت كان الصغار فيه يتطاولون
ولم يتجاف عن طبعه
حين كان حدثاء الأسنان يتجاهلون أو يجهلون
كان على دراية بمجرمي الثقافة المتلونين
وقطاع الطريق عن الله تعالى
وأصحاب التخليط والتبليط
ويرى أن السبيل لكف ضررهم هو بنشر العلم الأصيل
وإيجاد العلماء العاملين
الذين يحفظ بهم الدين
ويصلح أمر العباد وتسعد الخليقة
فما أجمل الخلق الرفيع
وما أزكى النفس الصالحة
وما أرجح العقل المتين
حين تضيء عليها شمس النبوة
وتسطع جوانبها بأنوار الوحي
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

قراءة: د.سعيد بن ناصر الغامدي