اذا قيل لك «مدها» في حلقة الاغنام فعليك ان «تردها» غير عابئ بعلوم الرجال لأنك ستذهب ضحية النصب والاحتيال وتصبح بكل بساطة ومضحكة أمام «ضيوفك»
قصص وحكايات خرج بها الكثير من قليلي الحيلة، واصحاب الخبرة المتواضعة في عملية انتقاء الذبيحة من خلال تعاملهم مع الباعة المتجولين من البدو والوافدين ممن يطلق عليهم «شريطية» حيث يكتشف الضحية أن «التيس الحري» قد أصبح «بيشياً» وان «الشاة المرضع» تتحول بقدرة قادر الى «نعجة مصرية».
قد يضحك هذا الكلام البعض من اصحاب الخبرة في شراء الاغنام لكنها الحقيقة المرة التي يتعرض لها كثير من البسطاء والعجزة.
العم صالح احد البدو الرحل الذين يفدون كل صباح الى حلقة جدة يلتقط رزقه من خلال بيع فحول التيوس لاصحاب المزارع يعترف بأن هذه الظاهرة ملموسة ويصعب السيطرة عليها لأن الشخص الضحية كما يقول «مسكين ولا يشتكي» ويقنع نتيجة جهله ومعرفته بالاغنام وربما لا يكتشف اصلاً هذا الامر في كثير من الاحيان.
ويضيف بأن الطريقة الصيحة لاكتشاف اصابة الذبيحة بخراج او مرض داخلي او كون الذبيحة ذكراً ام انثى تتطلب من المشتري ان يتفقد اطراف الذبيحة من الداخل خصوصا الطليان والنعاج فهي الاكثر اصابة بالخراج والذي عادة ما يكون نتيجة تناول الاسمدة الكيماوية التي تساعد على ظهور هذه «الدمامل او الخراريج» فيما غالبا ما تكون التيوس سواءا الحري منها او البيشي اقل اصابة بهذه «الدمامل» لانها عادة ما تباع صغيرة السن.
احد الشريطية «من السودان» المنتشرين في الحلقة بكثرة قال ان ما يحدث من بعض الاخوة هو غش واحتيال وامر لا يجوز مضيفاً انه اكتشف وجود هذه الظاهرة لدى المتورطين في اغنام بالجملة من الباعة المتجولين.
العم عبدالله احد الزبائن الاسبوعيين للحلقة يصر رغم كبر سنه على التواجد في السوق لمعاينة الذبيحة يقول ان تجربته مع هؤلاء الشريطية مريرة فكم من مرة يرسل السائق الهندي لاحضار خروف نجدي فيكتشف انه اتى بأنثى وفي احدى المرات جاء بفحل كما يقول ضاحكاً رائحته تملأ المكان.سألت الدكتور ناصر الجار الله مدير ادارة المسالخ بأمانة جدة عن كيفية حماية الزبائن وآليات التعامل مع مثل هذه الحالات فقال: هناك ادارة خاصة لسوق الاغنام بها عشرة مراقبين يبدأون عملهم من بداية فتح السوق فجراً الى التاسعة مساء ومهمتهم متابعة مثل هذه السلوكيات من الباعة ومن حق اي متضرر الالتجاء لهم اذا ثبت له حدوث غش في ذبيحته.
وأوضح د. الجار الله ان حرص المشترين على الذبح في المسالخ الخاصة بالسوق يساعدهم على كشف امراض الذبيحة من خلال الكشف الظاهري الذي يجري حيث يمكن للمشتري ان يعيد الذبيحة للبائع واستبدالها نظاماً.