قرأت ماسطره الكاتب د. محمد بن علي الهرفي في هذا الملحق قبل عددين ردا على الدكتورة ليلى الأحدب الدكتور حمزة المزيني, وأحببت التعليق على جملة من الأمور, لأن الأخت ليلى ذكرت في مقالها (لماذا نحول ديننا الى دين كره لكل مختلف عنا) محاور شرعية ينبغي الوقوف عندها. وقد رد د. الهرفي وبين لها خطأ ما توصلت اليه, وقال ان هناك فرقا بين كراهية العقيدة وكراهية الاشخاص, فكراهية العقيدة متبادلة بين جميع الديانات, وإلا لما أصبح هناك اختلاف عقائدي بين البشر, وتعجب فضيلته من أن ليلى لاتدرك هذه الحقيقة الواضحة, وأنا أوافقه تماما بأن لدى الكاتبة خلطا بين كراهية العقيدة الذي هو مناط الولاء والبراء وكراهية الاشخاص الذي لايجوز, ثم ردت عليه الكاتبة ردا اتسم بالاستعلاء والاصرار على الخطأ . تأسفت ان الدكتور الهرفي لم يقرأ مقالات سابقة لها حول هذا الموضوع وادعت ظلما وعدوانا وكذبا مكشوفا ان الدكتور الهرفي استنسخ من أفكارها وما كان لمثله ان
يستنسخ منك ياليلى لانك لاتفقهين شيئا في الولاء والبراء غاية ما في الامر إنك من كل مقال
تخرجين بعقيدة جديدة من الولاء والبراء, وختمت مقالها بالقول بأن ما جاء في نهاية مقال
الدكتور الهرفي: "فإما أن يكون الغرب مسلما وإما أن يكون كافرا” ذكرها بالمقالة المشهورة لاسامة
بن لادن عن الفسطاطين: فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر. ثم ساندها ودعمها الدكتور حمزة المزيني
بمقال عنون له: "الى الزميل الذي في الوطن ومقال الدكتور المزيني ينطبق عليه المثل الشعبي "كحلها فأعماها” فإنه هو الآخر لم يفرق بين كراهية العقيدة وكراهية الاشخاص فوقع في شر أشد مما هرب منه.
بعد هذه الجولة المختصرة من المقالات السالفة الذكر لابد أن أوضح أمورا مهمه:
اولا: ان ما ورد من كتاب التوحيد للصف الثالث الابتدائي يحتاج الى التوضيح والبيان فقد ورد في شرح معنى الاسلام: "البراءة من الشرك وأهله: بغض الشرك واعتقاد بطلانه وعدم محبة المشركين” وجاء من الموقع الخاص بالمعلم والمعلمة: "بيان أن بغض الشرك وأهله لايعني ظلمهم والتعدي عليهم وانما يحسن التعامل معهم, وذكر بعض صور البراءة من المشركين ومنها: بغضهم, الهجرة من ديارهم, عدم التشبه بهم, بيان ما هم عليه من الباطل, وأن الإسلام هو دين الحق.
لابد ان اوضح ان طالب هذه المرحلة لاينبغي ان يزج به من مثل هذه الامور الصعبة فإن بات الولاء والبراء كسائر عقائد الإسلام كالقدر والاسماء والصفات أبوابا لايتحملها ولايفهمها الطالب في المراحل الاول وارى ان تؤخر هذه الامور الى المرحلة الثانوية حتى يكون الطالب على مستوى عال من الفهم والإدراك, كما انه يجب علي أن اوضح ان مناط الولاء والبراء هو عمل القلب فأكره عقيدة الكافر لاشخصه لأن من شرط محبة الله أن تحب ما يحب وتكره بكرهه فهو - تعالى اسمه - لايكره الكافر لذاته, فهو من خلقه وعياله, ولكن لما فيه من شرك وضلال.
وبالتالي فإن ما ورد في كتاب التوحيد للصف الثالث الابتدائي ص 12/13 يحتاج الى توضيح.
اما الرضا الخاص والحب الخاص باعتبار ما في الكافر المسالم - لا المحارب - من خصال محمودة وأخلاق فاضلة أو باعتبار ما يصدر عنه من مواقف انسانية نبيلة فهذا كله لايعتبر موالاة ولايدخل تحت مسماها ما لم تتجاوز الحد الطبيعي فبالتالي لايلزم يا أخت ليلى ان ابغض العالم اليهودي الذي اكتشف الانسولين ولا الذي اكتشف داء الملاريا ولا غيرهما من الذين اكتشفوا وعملوا أشياء يحمدون عليها فإن الله يقول مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وبإجماع المفسرين ان سبب نزول الآية هو حرص محمد صلى الله عليه وسلم على إسلام عمه أبي طالب لأنه قد وقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف نبيلة وإنسانية فأحبه صلى الله عليه وسلم ولم ينكر الله عليه ذلك فهؤلاء المكتشفون إذا احببناهم من جانب ما قدموا للانسانية من مخترعات مفيدة ومن مواقف إنسانية كوقوف بعض الغربيين مع قضايا المسلمين فهذا لايعتبر محرما بل هو جائز شرعا وقد بين أخي صاحب الفضيلة الدكتور حاتم الشريف عضو مجلس الشورى والاستاذ بكلية الدعوة واصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة هذا الامر أي حب الكافر الى ثلاثة أقسام من بحثه الرائع والشائق "بحث الولاء والبراء بين الغلو والجفاء” فقال: "ذلك ان الحب القلبي لغير المسلمين ليس شيئا واحدا فمنه ما يناقض الولاء والبراء من أساسه, ويكفر صاحبه بمجرده ومثل له بحب الكافر لكفره. ومنه ما ينقص من الولاء والبراء ولاينقضه, فيكون معصية تنقص الإيمان ولا تنفيه ومثل له بمحبة الشخص (كافرا أو مسلما) لفسقه أو لمعصية يقترفها فهذا إثم ولاشك ولكنه لايصل الى درجة الكفر لكونه لاينافي أصل الايمان, إذ لايزال من المسلمين من يحب المعاصي ويقترفها ولم يكفرهم أحد من أهل السنة.
ومنه مالايؤثر في كمال الإيمان من يعتقد الولاء والبراء لكونه من المباحات ومثل له بالحب الطبيعي وهو الخارج عما سبق كحب الوالد لولده الكافر, أو الولد لوالديه الكافرين, أو الرجل لزوجته الكتابية, أو المرء لمن أحسن إليه وأعانه من الكفار” فهذا الحب مباح ما دام لم يؤثر في بغضه لكفر الكافرين, وفسق الفاسقين, ومعصية العاصين, ومثل فضيلته لذلك بحب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب الذي مات على الكفر ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي ان أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت” أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
وزاد احمد في المسند من حديث بريدة رضي الله عنه فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار وعند الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "نزلت على قبر أمي فسألت الله أن يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت” الحديث.
بين كراهية العقيدة وكراهية الشخص
ثانيا: أنك يا أخت ليلى في مقالك الذي بتاريخ الاثنين 9/11/1428هـ لم تفرقي بين كراهية العقيدة وكراهية الشخص فكانت ملاحظتك على كتاب التوحيد غير صحيحة وغير مفيدة حتى صاحبتك الإعلامية السعودية التي قالت إن والدها في المنزل مهمته كانت تتضمن يوميا غسيل دماغ لها ولأخواتها كي ينسوا جميعا دروس الكراهية التي تعلموها في المدرسة لم تفهم الولاء والبراء كما وضحته انا والدكتور محمد الهرفي فأخشى ان والدها يغسل مخها من العقيدة كلية وهذه مصيبة وطامة.
إن الإسلام لم يعتبر التسامح مع المخالفين وحسن الخلق معهم موالاة.. إن الذين يحاولون تمييع عقيدة الولاء والبراء باسم التسامح والتقريب بين أهل الأديان السماوية يخطئون في معنى الأديان, كما يخطئون في معنى التسامح فالتسامح يكون في المعاملات الشخصية وعدم كراهية الشخص لا من التصور الاعتقادي ولا في النظام الاجتماعي فحسن المعاملة ليس معناها الولاء والتناصر في الدين وليس معناها اعتراف المسلم أن دين أهل الكتاب بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو دين يقبله الله. إذن عندما نتعلم عقيدة الولاء والبراء على حقيقتها فلا تعتبر مناقضة للواقع كما تزعمين, وأما خوفك من أن بقاء عقيدة الولاء والبراء على الوجه الصحيح الذي بينته قد يكون سببا في عزل الدين عن حركة الحياة ويزعزع ثقة الناس بالدين وخوفك من أن تصل أسرنا واولادنا الى هذه المرحلة المخيفة من نبذ الدين.
فأقول لاتخافي ولاتحزني لأن ديننا دين لايعرف الفصل بين الدين والحياة بل ديننا يحكم حركة الحياة وليس فيه مالله لله وما لقيصر لقيصر وأنت تعلمين حق العلم ان التدين هو التيار الغالب والمسيطر والمحبوب لدى غالبية الجماهير وان محاولات ارضاء الغرب في كل صغيرة وكبيرة لن يكسب شيئا.
أما وصفك لحذف الولاء والبراء من المناهج بأنه شيء جيد فليس هذا صحيحا فآيات الولاء والبراء موجودة في القرآن وفي السنة وفي كتب العلماء قديما وحديثا ولايستطيع أحد أن يحذفها فتدريسها في المدارس وتوضيحها هو الواجب وإلا فسيتلقاها الشباب من الكتب بدون فهم ومن مواقع الانترنت التي للارهابيين والتكفيريين فيها نصيب الأسد.
هل هو مذهب المعتزلة؟
واما قولك "هذا الغرب الذي يصفه بالكافر هو مصدر كل ما يحيط بنا من تقدم تكنولوجي ورفاهية مادية, فأنا اكرر عليك سؤال الدكتور الهرفي هل الغرب كافر أم مسلم؟ ليس هناك شيء ثالث إلا إذا كنت تأخذين مذهب المعتزلة الذين قالوا بالمنزله بين المنزلتين.
واما اتهامك للدكتور الهرفي بأنه أخذ بمقولة ابن لادن عن الفسطاطين, فهذا دليل هزيمتك فكان ينبغي ان تردي عليه ردا علميا لا أن تردي هذا الرد الذي ينبئ عن استعلاء وخاصة أنك قد وصفت نفسك بأنك طبيبة وكاتبة ومستشارة اجتماعية وقلت إن الهرفي قد استنسخ مقالاتك فأضيفي الى ألقابك واستاذة الشريعة والفقة والقانون.
وأما قولك بأن مقالاتك بها الترياق لكثير من الأدواء الاجتماعية فأخشى أن يكون فيها السم الزعاف فإن كان كلامك عن الولاء والبراء بهذا التناقض الفاضح فيالك من معالجة أشبهك بالمعالجات والطبيبات الشعبيات.
وقد وقعت في خطأ فاضح عندما قلت "ومات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي فكيف يستدين الرسول صلى الله عليه وسلم من شخص ثم يطلب من أصحابه اخراجه من جزيرة العرب؟!” أقول قال ذلك الرسول في حديث صحيح "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب” وقال صلى الله عليه وسلم "لايجتمع في جزيرة العرب دينان” وقد اخرجهم عمر رضي الله عنه من المدينة ومن نجران فما هذا التناقض يا أستاذة الشريعة زعما, والمشركون المطلوب اخراجهم هم المستوطنون لا الذين يأتون للعمل أو للتجارة فهؤلاء أجمع المسلمون من كل الاعصار والازمان أن دخولهم وعملهم في جزيرة العرب جائز وليس محرما كما يعتقد ابن لادن وقاعدته الارهابية واما تساؤلك كيف اباح الله للمسلم أكل ذبائحهم أي اهل الكتاب والزواج من نسائهم فكيف يمكن لمسلم ان تكون امه يهودية أو نصرانية أن يكره أقاربه؟!
الجواب ما سبق ان بينته من أنه يكره عقائدهم لا أشخاصهم وأنصحك ان لاتخوضي في مالاتعلمين.
*عضو مجمع الفقه الاسلامي
يستنسخ منك ياليلى لانك لاتفقهين شيئا في الولاء والبراء غاية ما في الامر إنك من كل مقال
تخرجين بعقيدة جديدة من الولاء والبراء, وختمت مقالها بالقول بأن ما جاء في نهاية مقال
الدكتور الهرفي: "فإما أن يكون الغرب مسلما وإما أن يكون كافرا” ذكرها بالمقالة المشهورة لاسامة
بن لادن عن الفسطاطين: فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر. ثم ساندها ودعمها الدكتور حمزة المزيني
بمقال عنون له: "الى الزميل الذي في الوطن ومقال الدكتور المزيني ينطبق عليه المثل الشعبي "كحلها فأعماها” فإنه هو الآخر لم يفرق بين كراهية العقيدة وكراهية الاشخاص فوقع في شر أشد مما هرب منه.
بعد هذه الجولة المختصرة من المقالات السالفة الذكر لابد أن أوضح أمورا مهمه:
اولا: ان ما ورد من كتاب التوحيد للصف الثالث الابتدائي يحتاج الى التوضيح والبيان فقد ورد في شرح معنى الاسلام: "البراءة من الشرك وأهله: بغض الشرك واعتقاد بطلانه وعدم محبة المشركين” وجاء من الموقع الخاص بالمعلم والمعلمة: "بيان أن بغض الشرك وأهله لايعني ظلمهم والتعدي عليهم وانما يحسن التعامل معهم, وذكر بعض صور البراءة من المشركين ومنها: بغضهم, الهجرة من ديارهم, عدم التشبه بهم, بيان ما هم عليه من الباطل, وأن الإسلام هو دين الحق.
لابد ان اوضح ان طالب هذه المرحلة لاينبغي ان يزج به من مثل هذه الامور الصعبة فإن بات الولاء والبراء كسائر عقائد الإسلام كالقدر والاسماء والصفات أبوابا لايتحملها ولايفهمها الطالب في المراحل الاول وارى ان تؤخر هذه الامور الى المرحلة الثانوية حتى يكون الطالب على مستوى عال من الفهم والإدراك, كما انه يجب علي أن اوضح ان مناط الولاء والبراء هو عمل القلب فأكره عقيدة الكافر لاشخصه لأن من شرط محبة الله أن تحب ما يحب وتكره بكرهه فهو - تعالى اسمه - لايكره الكافر لذاته, فهو من خلقه وعياله, ولكن لما فيه من شرك وضلال.
وبالتالي فإن ما ورد في كتاب التوحيد للصف الثالث الابتدائي ص 12/13 يحتاج الى توضيح.
اما الرضا الخاص والحب الخاص باعتبار ما في الكافر المسالم - لا المحارب - من خصال محمودة وأخلاق فاضلة أو باعتبار ما يصدر عنه من مواقف انسانية نبيلة فهذا كله لايعتبر موالاة ولايدخل تحت مسماها ما لم تتجاوز الحد الطبيعي فبالتالي لايلزم يا أخت ليلى ان ابغض العالم اليهودي الذي اكتشف الانسولين ولا الذي اكتشف داء الملاريا ولا غيرهما من الذين اكتشفوا وعملوا أشياء يحمدون عليها فإن الله يقول مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وبإجماع المفسرين ان سبب نزول الآية هو حرص محمد صلى الله عليه وسلم على إسلام عمه أبي طالب لأنه قد وقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف نبيلة وإنسانية فأحبه صلى الله عليه وسلم ولم ينكر الله عليه ذلك فهؤلاء المكتشفون إذا احببناهم من جانب ما قدموا للانسانية من مخترعات مفيدة ومن مواقف إنسانية كوقوف بعض الغربيين مع قضايا المسلمين فهذا لايعتبر محرما بل هو جائز شرعا وقد بين أخي صاحب الفضيلة الدكتور حاتم الشريف عضو مجلس الشورى والاستاذ بكلية الدعوة واصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة هذا الامر أي حب الكافر الى ثلاثة أقسام من بحثه الرائع والشائق "بحث الولاء والبراء بين الغلو والجفاء” فقال: "ذلك ان الحب القلبي لغير المسلمين ليس شيئا واحدا فمنه ما يناقض الولاء والبراء من أساسه, ويكفر صاحبه بمجرده ومثل له بحب الكافر لكفره. ومنه ما ينقص من الولاء والبراء ولاينقضه, فيكون معصية تنقص الإيمان ولا تنفيه ومثل له بمحبة الشخص (كافرا أو مسلما) لفسقه أو لمعصية يقترفها فهذا إثم ولاشك ولكنه لايصل الى درجة الكفر لكونه لاينافي أصل الايمان, إذ لايزال من المسلمين من يحب المعاصي ويقترفها ولم يكفرهم أحد من أهل السنة.
ومنه مالايؤثر في كمال الإيمان من يعتقد الولاء والبراء لكونه من المباحات ومثل له بالحب الطبيعي وهو الخارج عما سبق كحب الوالد لولده الكافر, أو الولد لوالديه الكافرين, أو الرجل لزوجته الكتابية, أو المرء لمن أحسن إليه وأعانه من الكفار” فهذا الحب مباح ما دام لم يؤثر في بغضه لكفر الكافرين, وفسق الفاسقين, ومعصية العاصين, ومثل فضيلته لذلك بحب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب الذي مات على الكفر ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي ان أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت” أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
وزاد احمد في المسند من حديث بريدة رضي الله عنه فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار وعند الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "نزلت على قبر أمي فسألت الله أن يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت” الحديث.
بين كراهية العقيدة وكراهية الشخص
ثانيا: أنك يا أخت ليلى في مقالك الذي بتاريخ الاثنين 9/11/1428هـ لم تفرقي بين كراهية العقيدة وكراهية الشخص فكانت ملاحظتك على كتاب التوحيد غير صحيحة وغير مفيدة حتى صاحبتك الإعلامية السعودية التي قالت إن والدها في المنزل مهمته كانت تتضمن يوميا غسيل دماغ لها ولأخواتها كي ينسوا جميعا دروس الكراهية التي تعلموها في المدرسة لم تفهم الولاء والبراء كما وضحته انا والدكتور محمد الهرفي فأخشى ان والدها يغسل مخها من العقيدة كلية وهذه مصيبة وطامة.
إن الإسلام لم يعتبر التسامح مع المخالفين وحسن الخلق معهم موالاة.. إن الذين يحاولون تمييع عقيدة الولاء والبراء باسم التسامح والتقريب بين أهل الأديان السماوية يخطئون في معنى الأديان, كما يخطئون في معنى التسامح فالتسامح يكون في المعاملات الشخصية وعدم كراهية الشخص لا من التصور الاعتقادي ولا في النظام الاجتماعي فحسن المعاملة ليس معناها الولاء والتناصر في الدين وليس معناها اعتراف المسلم أن دين أهل الكتاب بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو دين يقبله الله. إذن عندما نتعلم عقيدة الولاء والبراء على حقيقتها فلا تعتبر مناقضة للواقع كما تزعمين, وأما خوفك من أن بقاء عقيدة الولاء والبراء على الوجه الصحيح الذي بينته قد يكون سببا في عزل الدين عن حركة الحياة ويزعزع ثقة الناس بالدين وخوفك من أن تصل أسرنا واولادنا الى هذه المرحلة المخيفة من نبذ الدين.
فأقول لاتخافي ولاتحزني لأن ديننا دين لايعرف الفصل بين الدين والحياة بل ديننا يحكم حركة الحياة وليس فيه مالله لله وما لقيصر لقيصر وأنت تعلمين حق العلم ان التدين هو التيار الغالب والمسيطر والمحبوب لدى غالبية الجماهير وان محاولات ارضاء الغرب في كل صغيرة وكبيرة لن يكسب شيئا.
أما وصفك لحذف الولاء والبراء من المناهج بأنه شيء جيد فليس هذا صحيحا فآيات الولاء والبراء موجودة في القرآن وفي السنة وفي كتب العلماء قديما وحديثا ولايستطيع أحد أن يحذفها فتدريسها في المدارس وتوضيحها هو الواجب وإلا فسيتلقاها الشباب من الكتب بدون فهم ومن مواقع الانترنت التي للارهابيين والتكفيريين فيها نصيب الأسد.
هل هو مذهب المعتزلة؟
واما قولك "هذا الغرب الذي يصفه بالكافر هو مصدر كل ما يحيط بنا من تقدم تكنولوجي ورفاهية مادية, فأنا اكرر عليك سؤال الدكتور الهرفي هل الغرب كافر أم مسلم؟ ليس هناك شيء ثالث إلا إذا كنت تأخذين مذهب المعتزلة الذين قالوا بالمنزله بين المنزلتين.
واما اتهامك للدكتور الهرفي بأنه أخذ بمقولة ابن لادن عن الفسطاطين, فهذا دليل هزيمتك فكان ينبغي ان تردي عليه ردا علميا لا أن تردي هذا الرد الذي ينبئ عن استعلاء وخاصة أنك قد وصفت نفسك بأنك طبيبة وكاتبة ومستشارة اجتماعية وقلت إن الهرفي قد استنسخ مقالاتك فأضيفي الى ألقابك واستاذة الشريعة والفقة والقانون.
وأما قولك بأن مقالاتك بها الترياق لكثير من الأدواء الاجتماعية فأخشى أن يكون فيها السم الزعاف فإن كان كلامك عن الولاء والبراء بهذا التناقض الفاضح فيالك من معالجة أشبهك بالمعالجات والطبيبات الشعبيات.
وقد وقعت في خطأ فاضح عندما قلت "ومات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي فكيف يستدين الرسول صلى الله عليه وسلم من شخص ثم يطلب من أصحابه اخراجه من جزيرة العرب؟!” أقول قال ذلك الرسول في حديث صحيح "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب” وقال صلى الله عليه وسلم "لايجتمع في جزيرة العرب دينان” وقد اخرجهم عمر رضي الله عنه من المدينة ومن نجران فما هذا التناقض يا أستاذة الشريعة زعما, والمشركون المطلوب اخراجهم هم المستوطنون لا الذين يأتون للعمل أو للتجارة فهؤلاء أجمع المسلمون من كل الاعصار والازمان أن دخولهم وعملهم في جزيرة العرب جائز وليس محرما كما يعتقد ابن لادن وقاعدته الارهابية واما تساؤلك كيف اباح الله للمسلم أكل ذبائحهم أي اهل الكتاب والزواج من نسائهم فكيف يمكن لمسلم ان تكون امه يهودية أو نصرانية أن يكره أقاربه؟!
الجواب ما سبق ان بينته من أنه يكره عقائدهم لا أشخاصهم وأنصحك ان لاتخوضي في مالاتعلمين.
*عضو مجمع الفقه الاسلامي