منذ سنوات خلت ساهمت الرقعة الخضراء التي تغطي مساحات شاسعة من قرية هدى الشام (50 كلم شمال جدة) في جعلها مقصدا للمتنزهين ومحطة يرتاح فيها الحجاج والمعتمرون. وكان قاصدو بيت الله يلتقطون انفاسهم تحت اشجارها الظليلة ويأكلون ما تجود به من ثمار الا ان الحال تبدل في السنوات الاخيرة بعد ان اعتدى بعض الآسيويين على مياه القرية. فجفت الارض وماتت الاشجار واقفة وباستفحال امر المعتدين نضبت 17 عينا كانت ترفد القرية بأكسير الحياة.
رغم محاولات الاهالي حماية ثرواتهم المائية الا انهم لم يستطيعوا في ظل الهجمة الشرسة من قبل لصوص الماء.
استراحة الحجاج
في البداية استرجع ضيف الله بن حبيب الله الشريف ماضي هدى الشام فقال كانت قريتنا جنة خضراء تحيط بها اشجار الفواكه والخضار وكان يمر بها الحجاج والمعتمرون يستريحون بها ويأكلون منها وكان يأتينا المتنزهون والسياح من مكة ومن الجموم لا سيما نهاية الاسبوع وكنا في خير.
واضاف لكن بعد ان دخلت علينا الوايتات وسحبت مياه آبارنا ماتت مزارعنا حيث لدى بستان كان يحوي جميع الاشجار والآن اصبح خاويا على عروشه وكل من بالقرية عانوا نفس مشكلتي.
لصوص الماء
والتقط عبدالله عابد الشريف خيط الحديث فقال: نحن في هدى الشام وقعنا ضحية الطامعين في الثراء "لصوص الماء”.
فهنالك اشخاص يأتون من خارج المنطقة ويستأجرون المزارع ويحفرون بها آبار على عمق خمسين مترا ومائة متر ويعبئون منها الوايتات دون ان يقوموا بأي نشاط آخر.
سرقة متواصلة
كما ان عملهم يستمر على مدار الساعة ليل نهار حتى جفت الارض واصبحنا نبحث عن ماء نشرب منه. وبعد ان كنا نزود الآخرين بالماء اصبحنا نشترى وايت الماء بثلاثمائة ريال.
طرق السلب
وذكر ان احد الآسيويين استأجر اكثر من مزرعة يربح منها قرابة ستين ألف ريال شهريا من بيع الماء. واضاف: بعد ان جف اسفل الوادي اصبح هناك من يذهب الى اعلى الوادي ويحفر فيه آبارا ارتوازية ويملأ الصهاريج.
وتابع: هناك ما يقارب ثلاثين مكانا تعبأ منه المياه وقد تقدمنا بشكوى للجهات المعنية وصدرت ثلاثة اوامر بمنع سحب المياه وتعبئة الصهاريج الا ان الجشعين لم يلتزموا بذلك ونأمل ازالة الاشياب التي تملأ الوايتان للوافدين.
الضحايا
جابر عتيق المعبدي ومرزوق سليمان ومحمد عبدالله اتفقوا انه نتيجة السحب من مياه هدى الشام اصبح اكثر من خمسة عشر ألف مواطن يعيشون في عطش شديد.
واضافوا انهم عندما تقدموا بطلب للسقيا تم حفر بئرين الا ان الماء لم يصل للسكان لانه لم يتم عمل تمديدات لها حتى الآن.
هشيم محتضر
وانفرد المعبدي بالحديث فقال: ان اغلب اهالي هدى الشام اقترضوا من البنك الزراعي الا انهم لم يكونوا يعلمون ان مزارعهم ستتحول الى هشيم محتضر نتيجة جفاف آبارهم بفضل لصوص الماء.
لذا من الصعب سداد قروض البنك ويطالبون من القائمين عليه ان ينظروا في معاناتهم باهتمام.
بطن الوادي
وتحدث مبارك الشريف عن مطالب اخرى للقرية منها ايجاد حل لمشكلة الاهالي الذين يعيشون في بطن الوادي لا سيما وانهم معرضون لمخاطر السيول.
كما ان المخطط الذي تم توزيعه على المواطنين يحتاج الى احيائه بخدمات السفلتة والانارة والتنظيم.
اضافة الى افتتاح مركز للشرطة وايجاد صراف يخدم كبار السن بدلا من ان يقطعوا 50 كيلو للوصول لمحافظة الجموم.