محطة أخيرة

«بائع ساندوتشات» و«سائق تاكسي» تحولا للتحليل السياسي!

حسن النجراني (لندن) hnjrani@

حين تغيب الحرفية في الإعلام تُضرب المهنية في مقتل، فيتساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون على منابر التحليل السياسي كما في قناة الجزيرة وأشباهها، إذ لا قيمة للعرف المهني والخلفيات السياسية والأكاديمية للضيوف، طالما أنهم يُلقّنون الكلام ويحققون أهدافهم الغوغائية المشبوهة، التي لا يمكن أن يتفوه بها إلا من هم على شاكلة سائق التاكسي أسعد الشرعي الذي تحول بين يوم وليلة إلى صاحب رأي مسموع، وهو في الواقع يهرف بما لا يعرف.

وعلى ذات السياق، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قصة حاتم الجمسي المصري الذي تحول من بائع ساندوتشات في أمريكا إلى محلل سياسي في قنوات مصرية عدة، ليتحدث عن أسخن المواضيع السياسية العالمية، وكأنها تعلق الجرس: هل أصبح على المحللين السياسيين الخروج من نفق (كافتيريا)..!

واستهلت الصحيفة تقريرها بالسخرية على حال المحلل السياسي المصري حاتم، مرددة عبارة يستخدمها أثناء الطلبات وهي «تريد صلصة طماطم على الساندوتش»، واصفة موقع الكافتيريا وملتقطة عدداً من الصور، وأن زبائنه الذين يشترون منه ساندويتشات البيض لا يعرفون أنه هو نفس الشخص الذي يظهر في البرامج الإخبارية.

وذكرت: لا أحد يعرف كيف قام بتحويل جزء من الكافتيريا إلى استوديو تلفزيوني، وتظهر في الخلف أشكال البطاطس القديمة، وأضافت الصحيفة أنه بعد تقرير حول قيام حاتم بالعمل في هاتين الوظيفتين قرر أن يظهر للعلن ويتحدث للناس حول عمله كمحلل سياسي.