البربري وجمعه برابر: خروف العيد. وهو بربري نسبة إلى منطقة في الصومال اسمها بربرة. ومن بربرة كان يتم تصدير البرابر الى المستعمرة البريطانية عدن ومنها تنتقل الى قرانا في الشمال حيث مملكة الامام. في عدن كان هناك الكثير من ابناء الشمال حرفيون وعمال و تجار وكان كل واحد من هؤلاء كلما اقترب عيد الاضحى اشترى بربريا وارسله الى اهله في القرية بعد ان يكتب على ظهر البربري اسمه واسم المرسل اليه. وكان «الجمال» المكلف بايصال القطيع يقطع المسافة من عدن الى القرية سيرا على الاقدام ويصل قبل عيد الاضحى بأيام وقد ارتبط البربري في ذاكرتنا نحن الاطفال بعيد الاضحى كما ارتبط عيد الاضحى بالبربري. فالعيد هو عيد البربري والبربري هو بربري العيد وفي تلك الايام كان يخيل الينا نحن الاطفال بأن البربري ليس مجرد كبش عادي مثل كباش قريتنا وانما هو كبش هبط من السماء. وحتى الكبار من رجال ونساء القرية كانوا ينحازون الى البربري ضد الخروف البلدي وكانوا يقولون: من لابربري له لاعيد له. وبالرغم من قصر الفترة بين وصول البربري الى القرية وبين قدوم العيد الا انها كانت كافية لاقامة علاقة صداقة مع البربري. كان أبيض برأس اسود يشبه الدمية وكان ما يجعلنا نتعلق به هو انه لاينطح ولايردع مثل بقية كباش القرية.
لذلك كنا يوم العيد نحتج ونصرخ ونتوسل لهؤلاء الذين يسنون السكاكين لذبحه ونطلب منهم ان يذبحوا ثوراً، عجلاً، خروفاً، تيساً.. أي شيء ويتركوه لنا نفرح به لكنهم كانوا يذبحون البربري دون مراعاة لمشاعرنا وللعلاقة التي تربطنا به وكنا عندما نراه يذبح تطفح عيوننا بالدمع ونجهش بالبكاء.
لذلك كنا يوم العيد نحتج ونصرخ ونتوسل لهؤلاء الذين يسنون السكاكين لذبحه ونطلب منهم ان يذبحوا ثوراً، عجلاً، خروفاً، تيساً.. أي شيء ويتركوه لنا نفرح به لكنهم كانوا يذبحون البربري دون مراعاة لمشاعرنا وللعلاقة التي تربطنا به وكنا عندما نراه يذبح تطفح عيوننا بالدمع ونجهش بالبكاء.