كنت أقرأ في الصحف المحلية بين حين وآخر أن مكائن «صراف» قد يأتيها حامل بطاقة لسحب مبلغ فيقوم بإتمام العملية حسب نظام الصراف ولكن الماكينة تبتلع المبلغ ولا تخرج للساحب شيئاً مما طلبه، مما يجعله يخشى من تسجيل المبلغ الذي حاول سحبه فيخصم من حسابه فلا يكون قد حصل على عنب الشام ولا على بلح اليمن!، وقد تحدثت عما يُنشر مع صديق يعمل في أحد البنوك فقلّل من أهمية وصحة ما يُنشر وزعم أن مكائن صراف لا تخطئ في عملياتها وأن بعض الذين يسحبون المبالغ إما أنهم يخطئون في عملية السحب فلا تخرج إليهم النقود المطلوبة وتبقى في رصيد الساحب أو أنهم يتمون العملية بطريقة سليمة فتخرج النقود إليهم ولكنهم يدعون غير ذلك!، ولم أجد يومها ما أحاجج به ذلك الصديق «البنكي» فلذتُ بالصمت! وقبل أيام جاءني مواطن مكي حصل معه ما سبق أن بلغني وقرأت عنه فقد حاول سحب مبلغ بسيط من ماكينة صراف ولكن المبلغ لم يخرج وقيدته الماكينة على حساب العميل، ثم حصل معه الأمر نفسه في مبلغ بسيط آخر، وكلا الموقفين حصل في عام 2006م، وفي الشهر التاسع من هذا العام وبفارق ثمانية أيام بين العملية الأولى والعملية الثانية، فتقدم إلى البنك الذي يتعامل معه وله فيه حساب جار وملأ نموذج مطالبة باسترداد المبلغين إلى حسابه، وظل من يومها يتابع ويتصل ويراجع وحصل على كشف من البنك صادر من ماكينة الصراف بالمبلغين اللذين جرت محاولة سحبهما عن طريق الماكينة ولكن عملية السحب لم تتم، ولكن المبلغين لم يعادا في حسابه حتى مضى على العمليتين عام وثلاثة شهور ولم يعد له المبلغان فاضطر إلى الاتصال بالإدارة العامة للبنك التي مقرها الرياض وبعد محاولات مضنية منه وادعاء «وبكش» قام به معهم حتى أنه وعد من اتصل به في الإدارة العامة بأن تعاملهم الحسن معه وضمان إعادة المبلغين سيجعله يستمر معهم زبوناً وإلا فإنه سوف يختار بنكاً آخر واعداً إياهم بالمن والسلوى والحلوى وإيداع مبالغ كبيرة في القادم من الأيام فكان لتلويحه ذاك فعل السحر في نفوسهم، حيث تمت إعادة المبلغين لحسابه مع الاعتذار الجميل والوعد بعدم تكرار ما حدث!
وإنني إذ أقوم بنشر ما حصل لهذا المواطن فإن ذلك لا يعني القدح في خدمات أجهزة صراف أو غمطها حسناتها، ولكن الهدف من ذلك هو تلافي ما قد يحصل من هفوات وعجز وأن تعمل البنوك على سرعة المعالجة والتجاوب مع ما يقدم لها من شكاوىٍ وملاحظات حتى يرتقي نظامنا المصرفي من حسن إلى أحسن!
وإنني إذ أقوم بنشر ما حصل لهذا المواطن فإن ذلك لا يعني القدح في خدمات أجهزة صراف أو غمطها حسناتها، ولكن الهدف من ذلك هو تلافي ما قد يحصل من هفوات وعجز وأن تعمل البنوك على سرعة المعالجة والتجاوب مع ما يقدم لها من شكاوىٍ وملاحظات حتى يرتقي نظامنا المصرفي من حسن إلى أحسن!