أمّ دحّام .. ليس لها في الدنيا إلا ولدها دحّام وحبّ الناس لها .. تجاوزت الثمانين من عمرها .. يسمونها الناس صاحبة المعالي لأنها تقضي حوايجهم و تتصل بالمسؤولين من شان تقضي حوايجهم .. حـبّـوبة .. وفعّالة للخير .. تتلذذ بفعل الخير سبحان الله .. تسكن في بيت من الطين .. بيتها القديم جدا .. رفضت تخرج منه .. ولدها دحّام بنى بيت .. فلّة .. عندها وفتح طريق بينه وبينها .. حاول فيها عشان تجلس معه في الفلّة .. لكنها رفضت بحجّة رائحة المرحوم .. أبو دحّام اللي مات تقريبا قبل عشرين سنة .. وش هالمرحوم .. الله يرحمه ما يستاهل غلاها له .. ما كانت مالية عينه .. إذا شاف حرمة في الشارع كأنه عطشان شاف الماء .. حتى وهو مريض آخر أيامه في المستشفى .. حتى إن إحدى الممرضات تشتكي للدكتور تقول : هاذا جاي للمستشفى يتعالج وإلا يلعب ؟ .. أبلشنا … لكن على قولة المثل .. الحب أعمى .. ما علينا .. الحاصل إن أمّ دحّام مصممة تبقى في بيتها القديم .. بيتها الطيني .. دحّام .. الله يجزاه خير .. جاب عمّال .. قبل ثلاث سنين .. من العمّال اللي ما زالوا في بلدهم يبنون بيوت الطين .. جاب أساتذة .. خبراء في الطين .. وعملوا للبيت ترميم كامل .. الجدران .. السطوح .. المرازيب .. السيسان .. ما ترك شيء إلا عمل له ترميم .. حق و واجب طبعا .. هاذي أمّه .. بيتها الطيني يتكوّن من ثلاث غرف وقبّة عرضها تقريبا ثلاثة أمتار .. والدرج بجوار الغرف من ناحية الغرب .. وبعده المطبخ .. وحوش فيه أربع نخل .. وأربع أشجار برتقال .. وثلاث أشجار ليمون .. وشجرتين أترنج .. (أظنكم ما تعرفون الترنج) .. وفيه باب .. من ناحية الشرق .. شرق الحوش .. يفتح على حوش آخر.. فيه الغنم والبقرة والدجاج.. أنا دايما أزورها يوم الجمعة .. أقوم الصبح وأروح لها .. بيتها عند المسجد الجامع .. أغتسل وأروح لها .. وأجلس عندها إلى وقت الصلاة ثم أروح للمسجد .. إذا دخل الخطيب للمسجد .. لذلك أنا أحب يوم الجمعة حبّا جمّا .. أوّل شيء عشان صلاة الجمعة .. الله يجعلها لنا وقاء من النار ويجعلها نورا في دربنا .. لأنّه غير هالصلاة ما عندنا شيء يسوى .. يركّض بنا الشيطان .. ما ندري إلى متى .. والحاجة الثانية إني أزور أمّ دحّام وأقعد عندها .. لذلك أنا أغلي يوم الجمعة .. ليش سمّيناها صاحبة المعالي ؟ .. ما شا الله عليها .. هي تجلس دايما في القبّة .. عندها مصلاّها .. سجادتها و وسادتها والتلفون .. تدور طبعا حسب الطقس .. مع الشمس .. مثل ظل الشجرة .. إذا عندها أحد تجلس أو تنجضع .. تحط رأسها على الوسادة .. أو تصلّي .. حتى لو ما هو وقت صلاة .. عاد هي ما شالله عليها راعية صلاة وطاعة .. تنطبق عليها الآية الكريمة .. أنا أعتبرها كوكوب.. وتضيء دايما .. مثلا .. على سبيل المثال لا الحصر .. جتها مرّة أم سعود وشكت لها .. تقول إن ولدها راح يسجّل في الجامعة ولا قبلوه .. تتصل أمّ دحّام بالتلفون فيدخل ولد أم سعود في الجامعة .. تجيها فلانة وتقول لها بنتي تخرجت من الجامعة ولا لقت وظيفة .. أجل ليش نخسر عليها ونتعب وتتعبنا طول هالسنين إذا ما فيه وظيفة .. فتأخذ أمّ دحّام التلفون وتتصل .. وبعد أسبوع تتوظف بنت فلانة … يجيها فلان … ما أقدر أحصيهم كلّ الناس اللي يجونها .. فتتصل بالتلفون وهي جالسة عند سجادتها .. وتنحل المشاكل .. سبحان الله حتى المسؤولين يحبّونها .. كنت عندها .. يوم جمعة .. فجاءنا أبو تركي .. أبو تركي مسؤول مهم عندنا .. كانت أم كريّم اتصلت فيها وأخبرتها عن موضوع ولدها .. وموضوع ولدها عند أبو تركي .. فاتصلت أمّ دحّام .. مثل ما تقولون أمس .. على أم تركي وقالت لها .. قولي لأبو تركي يجيني .. أبيه بشغلة .. فحضر أبو تركي وأنا عندها .. جاء زي ما تقولون من بكرى .. جلست أمّ دحّام تشرح له وضع ولد أمّ كريّم .. فقال لها .. خلاص اعتبري موضوعه منتهي .. قولي له يجيني يوم السبت .. قبل ما يمشي أبو تركي .. قالت صاحبة المعالي له .. اصبر .. وأرادت أن تقوم واقفة .. فحاولت أن أساعدها على القيام .. كانت تضع يديها على الأرض .. ويكاد يلامس رأسها الأرض .. قالت اتركني .. هات عصاي .. عكّازها .. كان عصاها مركأ على الجدار .. أعطيتها عصاها .. قالت تعال يا بو هايس معي .. رحنا للحوش اللي فيه الغنم والدجاج .. قالت لي امسك لي دجاجتين من الدجاج الشهب والديك الأحمر وهاتهن .. فجلست أطارد الدجاج .. ققققا قققققا قققققققا ققققاااااااااق .. مسكت الدجاجتين والديك .. قالت لي حطّهن في الخيشة .. ورح امسك التيس الأبيض .. وجلست أطارد وراء الغنم حتى مسكت التيس الأبيض .. قالت لي .. رح به لسيارة أبو تركي .. وخذ معك الخيشة .. اللي فيها الدجاج والديك .. أخذت منه مفتاح سيارته .. حاول هو أن يرفض ويتشكّر .. قلت له أنا .. يا بن الحلال ما تعرف أمّ دحّام .. انتهى الموضوع .. أعطني المفتاح .. راح أبو تركي مصطحبا التيس والدجاج والديك .. وبقيت أنا عند أم دحّام .. باقي يمكن ساعة على صلاة الجمعة .. قلت لها .. أنا لابس أبي للمسجد ومتطيّب وهالحين امتليت وامتلت ملابسي من ريحة الدجاج والغنم .. الله يهديك يا أمّ دحّام .. قالت .. سهلة وبسيطة .. عندي الطيب .. وهاذا الحمّام رح اسبح .. وأدعي الشغالة تغسل لك ثيابك .. الله وأكبر … اكتشفت في المسجد أن شماغي من الخلف مليان من ريش الدجاج .. لاصق بشماغي..
فيها .. أمّ دحّام .. مشكلة وحدة .. وهي مشكلة كبيرة .. لو تسلم منها كان تكون أعظم انسان .. وهي : أجي عندها .. أطق الباب .. فتفتح لي الخادمة .. فتناديها .. من هو يا سادرين .. اسم الخادمة .. فتقول سادرين .. هازا بابا أبو هايس .. فيضيق صدري وأخانق الخادمة .. أقو لها .. لا تقولين بابا .. عسى ما لك أبو .. أنا حتى عيالي ما ودّي يقولون لي بابا .. لكنها ما تفهم .. بعد ساعة إذا قلت لها شيء تقول لي .. طيّب بابا .. الله يقطعها .. تقول صاحبة المعالي .. هلا وسهلا .. مليون هلا وسهلا بأبو هايس … وأجلس عندها .. فتنادي على الخادمة .. سادرين .. سادرين .. فتجيب الخادمة .. نأم .. تقصد .. نعم .. فتقول لها .. هاتي القهوة والتمر .. فتأتي بالتمر والقهوة .. والله إلا تأكل .. فآكل كل صحن التمر تحت ضغوطها .. وتأتي بالحليب .. حليب مع الجنبليز .. على قولتها .. تقصد الزنجبيل .. وتحلف عليّ وأشرب البريق .. وتجيب الشاهي .. وتحلف عليّ … وتجيب العصير والكليجا .. وتجيب الفاكهة وآكل ثلاث موزات على الأقل تحت ضغوط حلفها … وتجيب لي الفستق واللوز والجوز وتحلف عليّ .. أحاول أرفض .. لكن وين .. أحيانا تأخذ عصاها وتهددني .. كأن الحلف ما هو كافي .. رحت للمسجد وأنا أحس إني خزّان كبير فيه حليب وتمر وقهوة وشاهي وفاكهة .. برتقال وموز وتفاح وكمثرى وكيوي .. وفستق وجوز ولوز .. يالله السلامة .. ما قدرت أتنفس .. حتى في المسجد عجزت أسجد .. صرت أحرّك رأسي .. وين أسجد .. المشكلة إنها حلفت عليّ بالأيمان الغليظة إلا أجي عندها بعد الصلاة أتغدّى عندها .. أكلت الصحن .. الرز واللحم والشحم والعصب .. ما قدرت أتنفس .. اتصلت بالدفاع المدني وطلبت منهم يجون ينقذوني بطائرة هيلوكبتر .. أخذوني .. ربطوني بحبل وقالوا لي .. إلى وين ؟ .. قلت روحوا شمال .. موحوا بي فوق النفود .. أبي الهواء يضربني ويطرقني .. والحمد الله .. داروا بي فوق النفود وأنا أتدودل .. معلّق بالحبل .. لكنّهم الله يهديهم لمّا قلت لهم رجعوني .. قصدي لبيتنا .. رجعوني لأمّ دحّام … نزلت عندها ونادت الخادمة سادرين .. نأم .. هاتي التمر والقهوة .. فأغمي عليّ … السالفة طويلة..
afahead@hotmail.com
فيها .. أمّ دحّام .. مشكلة وحدة .. وهي مشكلة كبيرة .. لو تسلم منها كان تكون أعظم انسان .. وهي : أجي عندها .. أطق الباب .. فتفتح لي الخادمة .. فتناديها .. من هو يا سادرين .. اسم الخادمة .. فتقول سادرين .. هازا بابا أبو هايس .. فيضيق صدري وأخانق الخادمة .. أقو لها .. لا تقولين بابا .. عسى ما لك أبو .. أنا حتى عيالي ما ودّي يقولون لي بابا .. لكنها ما تفهم .. بعد ساعة إذا قلت لها شيء تقول لي .. طيّب بابا .. الله يقطعها .. تقول صاحبة المعالي .. هلا وسهلا .. مليون هلا وسهلا بأبو هايس … وأجلس عندها .. فتنادي على الخادمة .. سادرين .. سادرين .. فتجيب الخادمة .. نأم .. تقصد .. نعم .. فتقول لها .. هاتي القهوة والتمر .. فتأتي بالتمر والقهوة .. والله إلا تأكل .. فآكل كل صحن التمر تحت ضغوطها .. وتأتي بالحليب .. حليب مع الجنبليز .. على قولتها .. تقصد الزنجبيل .. وتحلف عليّ وأشرب البريق .. وتجيب الشاهي .. وتحلف عليّ … وتجيب العصير والكليجا .. وتجيب الفاكهة وآكل ثلاث موزات على الأقل تحت ضغوط حلفها … وتجيب لي الفستق واللوز والجوز وتحلف عليّ .. أحاول أرفض .. لكن وين .. أحيانا تأخذ عصاها وتهددني .. كأن الحلف ما هو كافي .. رحت للمسجد وأنا أحس إني خزّان كبير فيه حليب وتمر وقهوة وشاهي وفاكهة .. برتقال وموز وتفاح وكمثرى وكيوي .. وفستق وجوز ولوز .. يالله السلامة .. ما قدرت أتنفس .. حتى في المسجد عجزت أسجد .. صرت أحرّك رأسي .. وين أسجد .. المشكلة إنها حلفت عليّ بالأيمان الغليظة إلا أجي عندها بعد الصلاة أتغدّى عندها .. أكلت الصحن .. الرز واللحم والشحم والعصب .. ما قدرت أتنفس .. اتصلت بالدفاع المدني وطلبت منهم يجون ينقذوني بطائرة هيلوكبتر .. أخذوني .. ربطوني بحبل وقالوا لي .. إلى وين ؟ .. قلت روحوا شمال .. موحوا بي فوق النفود .. أبي الهواء يضربني ويطرقني .. والحمد الله .. داروا بي فوق النفود وأنا أتدودل .. معلّق بالحبل .. لكنّهم الله يهديهم لمّا قلت لهم رجعوني .. قصدي لبيتنا .. رجعوني لأمّ دحّام … نزلت عندها ونادت الخادمة سادرين .. نأم .. هاتي التمر والقهوة .. فأغمي عليّ … السالفة طويلة..
afahead@hotmail.com