عندما تكون كاتباً، فإنك غالباً لا تحتاج إلى أن تخصص ميزانية لشراء الكتب، فمكتبتك ستظل تنمو وتكبر بالجديد من الإصدارات دون أن تنفق على ذلك ريالاً واحداً. كونك كاتباً يجعلك حاضراً في أذهان كثير من المؤلفين فيبادرون إلى تكريمك بإهداءات من كتبهم الصادرة حديثاً أو حتى الإصدارات القديمة.
والكتاب المهدى، له قيمة خاصة تميزه عن الكتاب المشترى، رغم أن الكتاب المشترى يكون موضوعه من اختيارك وغالباً مؤلفه من الذين ترتاح لكتاباتهم، إلا أن الكتاب المهدى، له مذاق آخر مختلف، فعندما يخصك المؤلف بكتابه، فهذا يعني أنه يحفظ لك في نفسه مكانة ما، فيشعرك بقربك منه وبتقديره لك واعتزازه بك، فيرضي ذلك غرورك لينعكس ذلك الشعور على الكتاب الذي بين يديك. لكن هذا المذاق المميز للكتاب المهدى سرعان ما يتلاشى فيما لو لمست أن الإهداء لم يكن لك شخصياً وإنما هو لقلمك الذي تطل به على الناس صباح كل يوم، هنا سيعتريك نوع من النزق الذي قد يدفع بك إلى سجن الكتاب على رف قصي ربما قبل أن تقلب صفحاته.
هناك من يبعث إليك بكتابه عن طريق مدير مكتبه أو سكرتيره الخاص، و(يأنف) أن يكتب معه رسالة خاصة إليك أو يدون إهداء قصيراً باسمك على غلاف الكتاب، وكأنما أنت أحد مرؤوسيه والكتابة عن كتابه هي أحد مهام عملك. وهناك ممن لا يملك رفاهية مدير المكتب أو السكرتير الخاص فيرسل إليك الكتاب عبر البريد خالياً من أي إشارة تفيد أنه مرسل لك أنت شخصياً ولو لم يذكر اسمك على الظرف الموجود بداخله الكتاب لما علمت أنك المقصود بتلك الهدية. لكن هذا ليس مهماً ما يهم هو أن تعرف شخص المرسل من خلال بطاقتك الخاصة الملصقة على الغلاف والتي يتصدرها لقبه ومنصبه، كي لا تضل متى كتبت عن الكتاب.
أما من كان من المؤلفين في أول الطريق وفي بداية التجربة، فإنه لا يعدم أن يخصك بإهداء طويل وثناء مجيد يضمنه نصاً صريحاً حول رغبته في أن (يقرأ) تعليقك على كتابه، وهنا تأتي الطامة الكبرى، فقد يكون الكتاب رديئاً لم يعجبك، فماذا تقول عنه؟ إن أنت أبديت رأيك الحق فيه، جرحت مشاعر مؤلفه وربما نالك منه غضب. وإن أنت أهملت الإشارة إليه وصمتّ عنه، جاءك عتب (غبي) ينبئ أن صاحبه لم يدرك المغزى من صمتك.
أظن أنه لا خلاف في أن إهداء الكتب من أجمل الإهداءات، ولكن شريطة أن يعكس ذلك مشاعر المودة والتقدير ليس إلا.
ص.ب 86621 الرياض 11622فاكس 4555382
والكتاب المهدى، له قيمة خاصة تميزه عن الكتاب المشترى، رغم أن الكتاب المشترى يكون موضوعه من اختيارك وغالباً مؤلفه من الذين ترتاح لكتاباتهم، إلا أن الكتاب المهدى، له مذاق آخر مختلف، فعندما يخصك المؤلف بكتابه، فهذا يعني أنه يحفظ لك في نفسه مكانة ما، فيشعرك بقربك منه وبتقديره لك واعتزازه بك، فيرضي ذلك غرورك لينعكس ذلك الشعور على الكتاب الذي بين يديك. لكن هذا المذاق المميز للكتاب المهدى سرعان ما يتلاشى فيما لو لمست أن الإهداء لم يكن لك شخصياً وإنما هو لقلمك الذي تطل به على الناس صباح كل يوم، هنا سيعتريك نوع من النزق الذي قد يدفع بك إلى سجن الكتاب على رف قصي ربما قبل أن تقلب صفحاته.
هناك من يبعث إليك بكتابه عن طريق مدير مكتبه أو سكرتيره الخاص، و(يأنف) أن يكتب معه رسالة خاصة إليك أو يدون إهداء قصيراً باسمك على غلاف الكتاب، وكأنما أنت أحد مرؤوسيه والكتابة عن كتابه هي أحد مهام عملك. وهناك ممن لا يملك رفاهية مدير المكتب أو السكرتير الخاص فيرسل إليك الكتاب عبر البريد خالياً من أي إشارة تفيد أنه مرسل لك أنت شخصياً ولو لم يذكر اسمك على الظرف الموجود بداخله الكتاب لما علمت أنك المقصود بتلك الهدية. لكن هذا ليس مهماً ما يهم هو أن تعرف شخص المرسل من خلال بطاقتك الخاصة الملصقة على الغلاف والتي يتصدرها لقبه ومنصبه، كي لا تضل متى كتبت عن الكتاب.
أما من كان من المؤلفين في أول الطريق وفي بداية التجربة، فإنه لا يعدم أن يخصك بإهداء طويل وثناء مجيد يضمنه نصاً صريحاً حول رغبته في أن (يقرأ) تعليقك على كتابه، وهنا تأتي الطامة الكبرى، فقد يكون الكتاب رديئاً لم يعجبك، فماذا تقول عنه؟ إن أنت أبديت رأيك الحق فيه، جرحت مشاعر مؤلفه وربما نالك منه غضب. وإن أنت أهملت الإشارة إليه وصمتّ عنه، جاءك عتب (غبي) ينبئ أن صاحبه لم يدرك المغزى من صمتك.
أظن أنه لا خلاف في أن إهداء الكتب من أجمل الإهداءات، ولكن شريطة أن يعكس ذلك مشاعر المودة والتقدير ليس إلا.
ص.ب 86621 الرياض 11622فاكس 4555382