العنوان أعلاه صدر بيت صار يضرب به المثل عندما يكون المسؤول مترددا، او يكتفي فقط بالتشريع ويتساهل في التطبيق. ونص بيت الشعر الشهير هو:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي ان تترددا
والذي يثير شجوني عندما اسمع هذا المثل هو ما اراه في الاماكن العامة والطرقات من استهانة بالنظافة. فهناك من يفتح باب سيارته ليبصق أمام الآخرين وكأنه لايفعل شيئا مقززا. وهناك من يخفض زجاج السيارة ليرمي علبة زجاجية افرغها من محتواها في جوفه ويرى الزجاجة تتطاير اشلاؤها وكأنه لايرى شيئا خطراً على المشاة من جانب، وعلى منظر الشارع من جانب آخر، وعلى سلامة البيئة من جانب ثالث. ولكنه اعتاد على ذلك فكأنني به يطبق على نفسه المثل الآخر (ذا الاساس الديني) :«إذا لم تستح فاصنع ما شئت» وانا اضيف الى ذلك بأن المثل المصري الشهير «يخاف ما يختشيش» بمعنى انه لايستحي ان يرتكب الخطأ ولذلك فلابد من وجود عقاب يجعله يخاف من الاساءة الى بيئته، واهله.
قبل شهرين تقريبا كانت الميادين واعمدة الجسور واسوارها تملؤها تحذيرات من الاساءة الى البيئة بقذف النفايات في الشوارع والميادين العامة وتتكلم عن غرامات سوف تطبق على من يخالف ذلك. لكن الامر انتهى مع ازالة تلك التحذيرات، مما عزز من مبدأ الاستهانة بالانظمة واللوائح بسبب ضعف التطبيق ان وجد.. او انتفائيته. وهذا يخلق لدى الذين يحترمون الانظمة ويحرصون على البيئة قدرا من الاحباط. وقد يجر بعضهم الى تقليد المخالفين.
ويدخل في المجال نفسه (مجال سن الانظمة واهمال تطبيقها) ما نراه في المناطق العامة مثل الاسواق المغلقة، وصالات المطار من ممارسة التدخين تحت لوحات تجرم ذلك. لكن الممارسين يتحدون اللوحات، ومن تجرأ على وضعها وكأن لسان حال المتحدين يقول: «ارونا شطارتكم».
الا يتذكر الحريصون على سلامة البيئة، وسلامة البشر، ان مخالفة الانظمة تعد سلوكا مغريا لكثير من الناس. وبالتالي فان الانظمة والقوانين تصبح مجرد شعارات اذا لم يكن لها نصيب من التطبيق. ويحضرني في هذا المقام ان رجلا اوروبيا رمى علبة مشروب غازي فارغة عند احدى الاشارات فخفضت زجاج سيارتي وسألته: لماذا فعلت هذا؟ هل تفعله في بلادك؟
فكان رده» لا، لا أفعله في بلادي لأننا هناك نحترم الأنظمة، وانتم هنا اول من يستهين بها.
وهذا صحيح فان حزام الامان كان يحظى بنسبة عالية من الاحترام عندما كان هناك مراقبة من قبل رجال المرور. ولكن الوضع الآن تغير بحيث اصبح من يطبقه أقل ممن يخالفونه. واخشى -مع مرور الوقت - ان يختفي تطبيقه الا من قلة ترى فيه التزاماً باوامر ولي الامر ونواهيه، وحفاظا على حياة من يلتزم به بإذن الله.
لذا فانني انادي بأن نسلح ابناءنا واخواننا بثقافة تجعل احترام الانظمة سلوكاً يرفع من شأن من يتقيد به، ويحط من قدر اولئك الذين يستهينون به، وذلك لن يحدث الا اذا طبقت مبادئ الثواب والعقاب بحزم وبدون مواربة او انتقائية، لان النفس امارة بالسوء.
ومرة اخرى فان الله قال في محكم التنزيل عن ابن ادم: «وهديناه النجدين» وهما طريق الخير، وطريق الشر، ولكن الله توعد من يسلكون طريق الشر بالعقاب وحث على تطبيقه في الدنيا. كما وعد المهتدين بالسعادة في الدارين اذا التزموا طريق الخير في كل ما هدوا اليه. اللهم اهدنا الى الصواب ويسره لنا واعنا على تطبيقه.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي ان تترددا
والذي يثير شجوني عندما اسمع هذا المثل هو ما اراه في الاماكن العامة والطرقات من استهانة بالنظافة. فهناك من يفتح باب سيارته ليبصق أمام الآخرين وكأنه لايفعل شيئا مقززا. وهناك من يخفض زجاج السيارة ليرمي علبة زجاجية افرغها من محتواها في جوفه ويرى الزجاجة تتطاير اشلاؤها وكأنه لايرى شيئا خطراً على المشاة من جانب، وعلى منظر الشارع من جانب آخر، وعلى سلامة البيئة من جانب ثالث. ولكنه اعتاد على ذلك فكأنني به يطبق على نفسه المثل الآخر (ذا الاساس الديني) :«إذا لم تستح فاصنع ما شئت» وانا اضيف الى ذلك بأن المثل المصري الشهير «يخاف ما يختشيش» بمعنى انه لايستحي ان يرتكب الخطأ ولذلك فلابد من وجود عقاب يجعله يخاف من الاساءة الى بيئته، واهله.
قبل شهرين تقريبا كانت الميادين واعمدة الجسور واسوارها تملؤها تحذيرات من الاساءة الى البيئة بقذف النفايات في الشوارع والميادين العامة وتتكلم عن غرامات سوف تطبق على من يخالف ذلك. لكن الامر انتهى مع ازالة تلك التحذيرات، مما عزز من مبدأ الاستهانة بالانظمة واللوائح بسبب ضعف التطبيق ان وجد.. او انتفائيته. وهذا يخلق لدى الذين يحترمون الانظمة ويحرصون على البيئة قدرا من الاحباط. وقد يجر بعضهم الى تقليد المخالفين.
ويدخل في المجال نفسه (مجال سن الانظمة واهمال تطبيقها) ما نراه في المناطق العامة مثل الاسواق المغلقة، وصالات المطار من ممارسة التدخين تحت لوحات تجرم ذلك. لكن الممارسين يتحدون اللوحات، ومن تجرأ على وضعها وكأن لسان حال المتحدين يقول: «ارونا شطارتكم».
الا يتذكر الحريصون على سلامة البيئة، وسلامة البشر، ان مخالفة الانظمة تعد سلوكا مغريا لكثير من الناس. وبالتالي فان الانظمة والقوانين تصبح مجرد شعارات اذا لم يكن لها نصيب من التطبيق. ويحضرني في هذا المقام ان رجلا اوروبيا رمى علبة مشروب غازي فارغة عند احدى الاشارات فخفضت زجاج سيارتي وسألته: لماذا فعلت هذا؟ هل تفعله في بلادك؟
فكان رده» لا، لا أفعله في بلادي لأننا هناك نحترم الأنظمة، وانتم هنا اول من يستهين بها.
وهذا صحيح فان حزام الامان كان يحظى بنسبة عالية من الاحترام عندما كان هناك مراقبة من قبل رجال المرور. ولكن الوضع الآن تغير بحيث اصبح من يطبقه أقل ممن يخالفونه. واخشى -مع مرور الوقت - ان يختفي تطبيقه الا من قلة ترى فيه التزاماً باوامر ولي الامر ونواهيه، وحفاظا على حياة من يلتزم به بإذن الله.
لذا فانني انادي بأن نسلح ابناءنا واخواننا بثقافة تجعل احترام الانظمة سلوكاً يرفع من شأن من يتقيد به، ويحط من قدر اولئك الذين يستهينون به، وذلك لن يحدث الا اذا طبقت مبادئ الثواب والعقاب بحزم وبدون مواربة او انتقائية، لان النفس امارة بالسوء.
ومرة اخرى فان الله قال في محكم التنزيل عن ابن ادم: «وهديناه النجدين» وهما طريق الخير، وطريق الشر، ولكن الله توعد من يسلكون طريق الشر بالعقاب وحث على تطبيقه في الدنيا. كما وعد المهتدين بالسعادة في الدارين اذا التزموا طريق الخير في كل ما هدوا اليه. اللهم اهدنا الى الصواب ويسره لنا واعنا على تطبيقه.