كلنا يعرف من هو الدكتور الشيخ احمد العجمي .. فأغلبنا يستمع لقراءته الجميلة الخاشعة الا ان هناك من يريد معرفة الجانب الآخر من حياته، وكنت اريد منه ان يتحدث عن قضايا الشباب بحكم ان صلته قوية بهذه الفئة وله صولاته وجولاته في تقديم النصح والارشاد لهم ومع ذلك فإنه يعتبر نفسه مقصراً في حقهم. اردت ان اجمع مع الشيخ العجمي ما بين حياته منذ طفولته وما بين حديثه عن الشباب وقضاياهم .. فسألته في البداية عن المولد والطفولة والحياة العملية والعلمية في حوار بدأه بنبذة تلخص سيرته الشخصية حيث قال:
المولد والنشأة
اسمي احمد بن علي آل سليمان العجمي من مواليد 24/2/1968 نشأت وترعرعت في الخبر الجنوبية (الصبيخة). وكأي شاب ينشأ في مجتمع متدين والحمدلله اكرمني الله بوالدي الذي راعى هذه المسؤولية وكان حريصاً عليّ وعلى بقية اخواني. درست فيها المرحلة الابتدائيـة والمتوسـطة ثم درست الثانوية في الخبر ثم تخرجت من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وبعدها حصلت على الماجستير من جامعة لاهور ثم اخيراً ناقشت رسالة الدكتوراه في التفسير بعنوان (منة العلي الكبير في شرح طرق التفسير).
وحالياً اصلي صلاة التراويح بالمصلين في جامع مستشفى سعد بالخبر.
حفظ القرآن
وكيف كانت بداياتك مع حفظ القرآن الكريم؟
- انسب الفضل الى الله سبحانه وتعالى اولاً ثم الى الوالد رحمة الله عليه فبحكم عمله كمقاول للحجاج كان يأخذنا معه ونحن صغار الى مكة،وهناك كنا نلتحق بحلقات التحفيظ في الحرم المكي، والحمد لله اجد نفسي في الاشياء التي حفظتها وانا صغير مما اعانني في الحفظ وانا كبير وصدق من قال: «العلم في الصغر كالنقش على الحجر» فهذه نصيحة اقدمها لنفسي المقصرة في حق الله عز وجل ثم اخواني اولياء الأمور باستغلال الفترة الحساسة للاطفال من سن الخامسة الى العاشرة وهي السن الذهبية للحفظ والتعلم والتربية على المنهج الصحيح.
ودائما ولي الأمر قدوة لابنائه فإن كان يحثهم على امور الخير فيتبعونه وان كان يحثهم على امور الشر نسأل الله السلامة والعافية سيتأثر ابناؤه به.
الوالد كان امام الجامع «النجدي» في الخبر الجنوبية وكان حريصاً علينا جميعاً ولله الحمد والمنة ان النبتة التي غرسها فينا اتت ثمارها فنسأل الله الاخلاص والقبول فأنا احفظ القرآن واخي قاسم واخي عيسى وكذلك اخواتي ولله الحمد والمنة.
اكمال الحفظ
ومتى اكملت حفظ كتاب الله الكريم؟
- لقد حصل لدي انقطاع عندما اختلفت الاجازة اثناء ما كنا في ايام الدراسة، فأصبح الوالد يذهب لمكة في رمضان ونحن نبقى في الخبر وصار هنالك انقطاع في المتوسط.
ثم ولله الحمد والمنة بدأت في الثانوية اكمال الحفظ بحكم انني بدأت اصلي بالناس في الجامع الكبير بالخبر ثم عندما التحقت بالجامعة اكملت الحفظ.
إمامة المصلين
وكيف كانت بدايتك في امامة المصلين؟
- بدايتي تقريباً في الاجازة عندما كنت في الصف الثالث المتوسط كنا في مسجد «ابو عائشة» في الثقبة نتناوب انا وبعض الزملاء اذا غاب الامام اتقدم وهكذا الى ان جاءت السنة التي بعدها وبالتحديد 1403هـ بدأت بصلاة التراويح في مسجد صغير عند مدرسة المغيرة بن شعبة بالثقبة «مسجد السلام» وبعد ذلك في عام 1404هـ بدأت في الجامع الكبير في الخبر وهكذا.
مسؤولية خطيرة
وما مدى المسؤولية في ذلك؟
- انها مسؤولية عظيمة وخطيرة جدا اذا ما راعى فيها الانسان حق الله تعالى. والامامة مسألة خطيرة.. أحد السلف يقول: يا خسارة من ينجو خلفه ويهلك هو، وهذا يعني اذا لم تأت أيها الامام بنية صافية وصادقة وخالصة لله عز وجل قد يأتي من هو خلفك بنية صادقة فيفوز وأنت تخسر وهذه طامة.
فلو كانت المسألة لأمور الدنيا فنقول انها الدنيا فانية لكنك ستحاسب عند الله عز وجل فقارئ القرآن يفوز بما عند الله ومن كانت نيته لشهرة أو جاه أو منصب أو سمعة فانه يفضح على رؤوس الاشهاد عندما يستنطقه الله عندما يقول يا قارئ القرآن فيم قرأته فيقول قرأته فيك فيقول الله كذبت انما قرأته ليقال قارئ وقد قيل، فهذه المسؤولية الخطيرة يجب ان يراعي الانسان فيها أولا وأخيرا الله عز وجل ويجب ان لا ينتظر من الدنيا شيئاً وإنما يوجه وجهه لله سبحانه وتعالى والله يقبل من أتاه مخلصا.
المشاركة في الفضائيات
وماذا عن مشاركتك في القنوات الفضائية؟
- لي مشاركات فضائية في القنوات الهادفة والمنضبطة من باب أن الانسان حمّل امانة الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وهي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ولا خير فينا إن لم يكن الانسان يدعو لمجتمعه وخصوصا الشباب لأنهم عماد المستقبل فهم نصف الحاضر وكل المستقبل ولذلك نركز على الشباب لأنهم مستهدفون ان نحن تركناهم وضيعنا هذه الامانة والمسؤولية، سيتلقفهم اهل الشر والباطل وأهل الافكار المنحرفة والمسمومة وسيغسلون ادمغتهم في توجههم إما للشهوات أو الشبهات ونسأل الله السلامة ولذلك كان لي مساهمات في القنوات الفضائية من هذا الباب وهذا الجانب.
واضاف: القنوات الفضائية في زمننا هذا سلاح ذو حدين وان كان كثير منهم صار له حد واحد وهو حد الاساءة وتغرير الشباب عما هم عليه وبث الافكار الدخيلة على مجتمعنا من الخلاعة والمجون والمسلسلات الهابطة التي هي خلاف فطرتنا وخلاف ما تربينا عليه في هذا البلد الطيب حيث تربينا على الفطرة، تربينا على الحياء وعلى المُثل والقيم فأجدادنا عاشوا على الفضيلة والبعد عن الفواحش والمنكرات والمحرمات.
والآن بعض القنوات تفرغت إما لخلاعة ومجون ورقص واغان وهدفها منحط وليس لها هدف سام نحن لا نتعارض مع الترفيه البريء الذي لا يتعارض مع ديننا وقيمنا، لا نقول انه ليس للانسان ساعات من الراحة والانبساط وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة بن عامر وأبي بكر الصديق لما جاءا وقالا يا رسول الله نكون عندك وتعانق ارواحنا السماء ثم نكون عند أبنائنا يتلاعب بنا الصبيان فكأن مستوى الايمان يهبط فقال عليه السلام: لو تكونون عند اهاليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة وساعة.
ونقصد بذلك الساعة التي يروح المؤمن فيها عن نفسه ولا يغضب الله عز وجل.
المباحات كثيرة جداً واوجه السعادة والانبساط والترفيه كثيرة وينبغي على الانسان ان يراعي فيها الله عز وجل.
هم على رأسي
صوتك العذب يجذب المصلين ويجمعهم حولك .. ما اثر ذلك في نفسك ؟
- ابداً افرح بذلك فهم اخواني وهم جميعاً على على رأسي واتشرف بهم جميعاً ويجتمع المصلين حولي يجب على الانسان ان يستغلها احسن استغلال في انه يكسب قلوب هؤلاء فهم ما جاءوا لدنيا او لحاجة في انفسهم انما جاءوا يطلبون رضا الله ورحمته.
وبالنسبة لما يعني ذلك فهذا يدفع الى محاسبة النفس وتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى قد يبدأ الانسان الطريق باخلاص وفي منتصف الطريق تدخل على الانسان مغريات الدنيا فالنفس امارة بالسوء يدخل عليه الفتور وقسوة القلب.
ولذلك انصح نفسي واخواني الأئمة الذين استولاهم الله على هذه المسألة ان يخلصوا ذلك لله عز وجل دائما وابدا وتجديد العهد والنية مع الله عز وجل وكثرة الاستغفار والمحاسبة ومراقبة النفس.
فالانسان يجب ان يكون بين رجاء وخوف ومحاسبة ومراقبة الله عز وجل وبذلك يصل في النهاية الى رضى الله.
فهذه المسؤولية هي أمام الله اولا وأخيراً.
وليس المسألة في عذوبة الصوت وجماله فالله اذا اعطى لأمر قبولا فهو من عند الله عز وجل ولذلك نجد بعض الأئمة قد لا يكون عنده صوت حسن او جميل ولكن عنده قبول عند الناس ومن الناس من لا يكون كذلك ولكن لم يوضع له القبول عند الناس.
فالمسألة هي قبول من عند الله سبحانه وتعالى ثم تأتي المسائل الاخرى.
الهموم والأزمات
برأيك كيف يمكننا الخروج من محن وهموم ازمات الشباب؟
- يمكن لنا الخروج من تلك المحن والأزمات بكل سهولة فكل أزمة وكل فتنة وكل محنة دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على المخرج ...... وهو الكتاب والسنة نعود الى المنهل العذب الصافي الذي لا ريب فيه ولا غبش ولا اعوجاج ولذلك نحن الآن نعاني في أمتنا الاسلامية معاناة «معاناة شبهات ومعاناة شهوات» فمعاناة الشهوات هذه الهجمة الهوجاء المسمومة الموجهة لشباب هذه الأمة اما بالفضائيات واما بالانترنت واما حتى بالبلوتوث والجوالات واستخدام التكنولوجيا استخداما سيئا, التكنولوجيا نعمة من عند الله عز وجل وهذا الانترنت الذي يستخدم لجوانب سلبية تحدث فيه مناظرات يسلم فيها قساوسة ويدخلون الى دين الله عز وجل أناس من المسيحيين ولذلك الآن أمتنا تمر بأزمة شهوات وشبهات ينبغي على علماء الأمة الصادقين والدعاة والمربين والتربويين وأولياء الامور ان يكثفوا جهودهم والمدرسة لها دورها والبيت له دوره والمسجد له دوره والصحف والمجلات والفضائيات يجب ان تكون حصنا حصينا وسدا منيعا في وجه هذه الفتن.
والشبهات هذه يستغل فيها حتى الشباب المتدين في بعض الافكار التي ليست في منهج أهل السنة والجماعة اما بتكفير الناس واما بالارهاب والتفجير وهذا ليس من الجهاد.
والجهاد الحق هو الراية الواضحة التي دلنا عليها نبينا عليه الصلاة والسلام وسلف الأمة الاخيار وليس الجهاد باراقة الدماء والهرج والمرج الذي تحدث عنه نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك ينبغي علينا ان نكون يدا واحدة في مواجهة هذه الافكار والشبهات التي أتت الينا بتقصيرنا في حق شبابنا.
فشبابنا ضاعوا ما بين متلقفهم من شهوة وبين متلقفهم من شبهة ونحن وقفنا كالمتفرج, وما اصاب شبابنا هو من تقصير أنفسنا.
ونحن نريد الوسطية التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وربى عليها الصحابة ذلك الجيل الفريد.
مطرقة وسندان
وما النصيحة التي يمكن ان تقدمها لهم؟
- الشباب بين مطرقة وسندان «الفراغ, الفتن, المعاصي, رفقاء السوء» ولذلك الشاب عندما يصبح ضحية هو مسكين لما يجني جناية هو ضحية المعصية والفراغ ضحية هذه الموجة التي تتلاطم ما بين اليمين والشمال فأنصح الكل ان تكون هموم الشباب هي همومنا هل هيأنا لهم البيئة الخصبة التي يقضون فيها فراغهم.
الشباب هم ثروة وثورة وحماس فلا تستطيع ان تقول لشاب لا تخرج واجلس في البيت سيتمرد أكيد ولكن اذا قلنا له بالاسلوب البسيط كما كان النبي عليه السلام يدعو الصحابة ليس بالشدة فنقول لهم يا أيها الشاب لا تغضب الله عز وجل بقربك للحرام وأهيب بأولياء الأمور بالاهتمام بالشباب فلابد من احتضانهم.
فالشباب يتولد لديه افكار يحس بانها هي الصحيحة وغيره على خطأ وهذا يتطلب تعاملا حساسا معهم فان جئته بشدة وغلظة تركك وراح الى غيرك وان تركته قصرت في حقه فينبغي ان تكون بيننا وبين الشباب شعرة معاوية.
والاسلوب السهل الممتنع للدخول في قلوب الشباب فهم يظنون ان في ديننا شدة وغلظة وعندهم افكار خاطئة عن الدين وانه ليس فيه مجال لأن يعيشوا حياتهم بسعادة وانبساط واذا استطعنا ان ننزع هذه الافكار العالقة في أذهانهم ونكون قد استطعنا ان نذيب الجمود الذي بيننا وبينهم فهناك فجوة بيننا وبين الشباب فالشاب لا يعلم بالفكرة التي أحملها عنه ثم اعترف بهذا الامر في اخطاء بعض الدعاة في دعوة الشباب جعلت منهم ينظرون الى الدعاة بقالب واحد.
فيجب ان تصل لهم بالابتسامة والبساطة والاعتدال وعدم التجهم فبعض الناس عندما يقابل الشباب ويجده يرتدي ملابس غير مناسبة تجده ينظر اليه نظرة احتقار فالشاب يرى انه بذلك قد خرج من الملة بهذه النظرة.
ينبغي ان تدخل على الشباب بالاسلوب المناسب الممتنع المحبب الى القلوب.
فالفضائيات لديها السم وهي تبتسم وتضحك للشباب فما بالنا نحن أهل الحق الذي حضنا نبينا صلى الله عليه وسلم على الكلمة الطيبة والرفق واللين فما بالنا لا ندعو شبابنا بهذه الطريقة.
واصدق القول ان شبابنا فيهم الخير الكثير.
وماذا عن مشاركتك في حل هموم وقضايا الشباب؟
- انا اعترف بتقصيري في هذا الجانب ولكن متى ما سنحت الفرصة في ذلك سواء كان في اماكن تجمعاتهم او زيارة بعض نواديهم او على الكورنيش يجب ان تكون لنا مشاركة وتكون لنا وقفة معهم حتى نزيل هذه الشكوك القائمة لديهم, ان ديننا ليس دين تشدد وليس دين تزمت وتنطع وما احوجنا في تبسيط ذلك التعقيد الى بساطة النبي صلى الله عليه وسلم.
المولد والنشأة
اسمي احمد بن علي آل سليمان العجمي من مواليد 24/2/1968 نشأت وترعرعت في الخبر الجنوبية (الصبيخة). وكأي شاب ينشأ في مجتمع متدين والحمدلله اكرمني الله بوالدي الذي راعى هذه المسؤولية وكان حريصاً عليّ وعلى بقية اخواني. درست فيها المرحلة الابتدائيـة والمتوسـطة ثم درست الثانوية في الخبر ثم تخرجت من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وبعدها حصلت على الماجستير من جامعة لاهور ثم اخيراً ناقشت رسالة الدكتوراه في التفسير بعنوان (منة العلي الكبير في شرح طرق التفسير).
وحالياً اصلي صلاة التراويح بالمصلين في جامع مستشفى سعد بالخبر.
حفظ القرآن
وكيف كانت بداياتك مع حفظ القرآن الكريم؟
- انسب الفضل الى الله سبحانه وتعالى اولاً ثم الى الوالد رحمة الله عليه فبحكم عمله كمقاول للحجاج كان يأخذنا معه ونحن صغار الى مكة،وهناك كنا نلتحق بحلقات التحفيظ في الحرم المكي، والحمد لله اجد نفسي في الاشياء التي حفظتها وانا صغير مما اعانني في الحفظ وانا كبير وصدق من قال: «العلم في الصغر كالنقش على الحجر» فهذه نصيحة اقدمها لنفسي المقصرة في حق الله عز وجل ثم اخواني اولياء الأمور باستغلال الفترة الحساسة للاطفال من سن الخامسة الى العاشرة وهي السن الذهبية للحفظ والتعلم والتربية على المنهج الصحيح.
ودائما ولي الأمر قدوة لابنائه فإن كان يحثهم على امور الخير فيتبعونه وان كان يحثهم على امور الشر نسأل الله السلامة والعافية سيتأثر ابناؤه به.
الوالد كان امام الجامع «النجدي» في الخبر الجنوبية وكان حريصاً علينا جميعاً ولله الحمد والمنة ان النبتة التي غرسها فينا اتت ثمارها فنسأل الله الاخلاص والقبول فأنا احفظ القرآن واخي قاسم واخي عيسى وكذلك اخواتي ولله الحمد والمنة.
اكمال الحفظ
ومتى اكملت حفظ كتاب الله الكريم؟
- لقد حصل لدي انقطاع عندما اختلفت الاجازة اثناء ما كنا في ايام الدراسة، فأصبح الوالد يذهب لمكة في رمضان ونحن نبقى في الخبر وصار هنالك انقطاع في المتوسط.
ثم ولله الحمد والمنة بدأت في الثانوية اكمال الحفظ بحكم انني بدأت اصلي بالناس في الجامع الكبير بالخبر ثم عندما التحقت بالجامعة اكملت الحفظ.
إمامة المصلين
وكيف كانت بدايتك في امامة المصلين؟
- بدايتي تقريباً في الاجازة عندما كنت في الصف الثالث المتوسط كنا في مسجد «ابو عائشة» في الثقبة نتناوب انا وبعض الزملاء اذا غاب الامام اتقدم وهكذا الى ان جاءت السنة التي بعدها وبالتحديد 1403هـ بدأت بصلاة التراويح في مسجد صغير عند مدرسة المغيرة بن شعبة بالثقبة «مسجد السلام» وبعد ذلك في عام 1404هـ بدأت في الجامع الكبير في الخبر وهكذا.
مسؤولية خطيرة
وما مدى المسؤولية في ذلك؟
- انها مسؤولية عظيمة وخطيرة جدا اذا ما راعى فيها الانسان حق الله تعالى. والامامة مسألة خطيرة.. أحد السلف يقول: يا خسارة من ينجو خلفه ويهلك هو، وهذا يعني اذا لم تأت أيها الامام بنية صافية وصادقة وخالصة لله عز وجل قد يأتي من هو خلفك بنية صادقة فيفوز وأنت تخسر وهذه طامة.
فلو كانت المسألة لأمور الدنيا فنقول انها الدنيا فانية لكنك ستحاسب عند الله عز وجل فقارئ القرآن يفوز بما عند الله ومن كانت نيته لشهرة أو جاه أو منصب أو سمعة فانه يفضح على رؤوس الاشهاد عندما يستنطقه الله عندما يقول يا قارئ القرآن فيم قرأته فيقول قرأته فيك فيقول الله كذبت انما قرأته ليقال قارئ وقد قيل، فهذه المسؤولية الخطيرة يجب ان يراعي الانسان فيها أولا وأخيرا الله عز وجل ويجب ان لا ينتظر من الدنيا شيئاً وإنما يوجه وجهه لله سبحانه وتعالى والله يقبل من أتاه مخلصا.
المشاركة في الفضائيات
وماذا عن مشاركتك في القنوات الفضائية؟
- لي مشاركات فضائية في القنوات الهادفة والمنضبطة من باب أن الانسان حمّل امانة الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وهي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ولا خير فينا إن لم يكن الانسان يدعو لمجتمعه وخصوصا الشباب لأنهم عماد المستقبل فهم نصف الحاضر وكل المستقبل ولذلك نركز على الشباب لأنهم مستهدفون ان نحن تركناهم وضيعنا هذه الامانة والمسؤولية، سيتلقفهم اهل الشر والباطل وأهل الافكار المنحرفة والمسمومة وسيغسلون ادمغتهم في توجههم إما للشهوات أو الشبهات ونسأل الله السلامة ولذلك كان لي مساهمات في القنوات الفضائية من هذا الباب وهذا الجانب.
واضاف: القنوات الفضائية في زمننا هذا سلاح ذو حدين وان كان كثير منهم صار له حد واحد وهو حد الاساءة وتغرير الشباب عما هم عليه وبث الافكار الدخيلة على مجتمعنا من الخلاعة والمجون والمسلسلات الهابطة التي هي خلاف فطرتنا وخلاف ما تربينا عليه في هذا البلد الطيب حيث تربينا على الفطرة، تربينا على الحياء وعلى المُثل والقيم فأجدادنا عاشوا على الفضيلة والبعد عن الفواحش والمنكرات والمحرمات.
والآن بعض القنوات تفرغت إما لخلاعة ومجون ورقص واغان وهدفها منحط وليس لها هدف سام نحن لا نتعارض مع الترفيه البريء الذي لا يتعارض مع ديننا وقيمنا، لا نقول انه ليس للانسان ساعات من الراحة والانبساط وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة بن عامر وأبي بكر الصديق لما جاءا وقالا يا رسول الله نكون عندك وتعانق ارواحنا السماء ثم نكون عند أبنائنا يتلاعب بنا الصبيان فكأن مستوى الايمان يهبط فقال عليه السلام: لو تكونون عند اهاليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة وساعة.
ونقصد بذلك الساعة التي يروح المؤمن فيها عن نفسه ولا يغضب الله عز وجل.
المباحات كثيرة جداً واوجه السعادة والانبساط والترفيه كثيرة وينبغي على الانسان ان يراعي فيها الله عز وجل.
هم على رأسي
صوتك العذب يجذب المصلين ويجمعهم حولك .. ما اثر ذلك في نفسك ؟
- ابداً افرح بذلك فهم اخواني وهم جميعاً على على رأسي واتشرف بهم جميعاً ويجتمع المصلين حولي يجب على الانسان ان يستغلها احسن استغلال في انه يكسب قلوب هؤلاء فهم ما جاءوا لدنيا او لحاجة في انفسهم انما جاءوا يطلبون رضا الله ورحمته.
وبالنسبة لما يعني ذلك فهذا يدفع الى محاسبة النفس وتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى قد يبدأ الانسان الطريق باخلاص وفي منتصف الطريق تدخل على الانسان مغريات الدنيا فالنفس امارة بالسوء يدخل عليه الفتور وقسوة القلب.
ولذلك انصح نفسي واخواني الأئمة الذين استولاهم الله على هذه المسألة ان يخلصوا ذلك لله عز وجل دائما وابدا وتجديد العهد والنية مع الله عز وجل وكثرة الاستغفار والمحاسبة ومراقبة النفس.
فالانسان يجب ان يكون بين رجاء وخوف ومحاسبة ومراقبة الله عز وجل وبذلك يصل في النهاية الى رضى الله.
فهذه المسؤولية هي أمام الله اولا وأخيراً.
وليس المسألة في عذوبة الصوت وجماله فالله اذا اعطى لأمر قبولا فهو من عند الله عز وجل ولذلك نجد بعض الأئمة قد لا يكون عنده صوت حسن او جميل ولكن عنده قبول عند الناس ومن الناس من لا يكون كذلك ولكن لم يوضع له القبول عند الناس.
فالمسألة هي قبول من عند الله سبحانه وتعالى ثم تأتي المسائل الاخرى.
الهموم والأزمات
برأيك كيف يمكننا الخروج من محن وهموم ازمات الشباب؟
- يمكن لنا الخروج من تلك المحن والأزمات بكل سهولة فكل أزمة وكل فتنة وكل محنة دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على المخرج ...... وهو الكتاب والسنة نعود الى المنهل العذب الصافي الذي لا ريب فيه ولا غبش ولا اعوجاج ولذلك نحن الآن نعاني في أمتنا الاسلامية معاناة «معاناة شبهات ومعاناة شهوات» فمعاناة الشهوات هذه الهجمة الهوجاء المسمومة الموجهة لشباب هذه الأمة اما بالفضائيات واما بالانترنت واما حتى بالبلوتوث والجوالات واستخدام التكنولوجيا استخداما سيئا, التكنولوجيا نعمة من عند الله عز وجل وهذا الانترنت الذي يستخدم لجوانب سلبية تحدث فيه مناظرات يسلم فيها قساوسة ويدخلون الى دين الله عز وجل أناس من المسيحيين ولذلك الآن أمتنا تمر بأزمة شهوات وشبهات ينبغي على علماء الأمة الصادقين والدعاة والمربين والتربويين وأولياء الامور ان يكثفوا جهودهم والمدرسة لها دورها والبيت له دوره والمسجد له دوره والصحف والمجلات والفضائيات يجب ان تكون حصنا حصينا وسدا منيعا في وجه هذه الفتن.
والشبهات هذه يستغل فيها حتى الشباب المتدين في بعض الافكار التي ليست في منهج أهل السنة والجماعة اما بتكفير الناس واما بالارهاب والتفجير وهذا ليس من الجهاد.
والجهاد الحق هو الراية الواضحة التي دلنا عليها نبينا عليه الصلاة والسلام وسلف الأمة الاخيار وليس الجهاد باراقة الدماء والهرج والمرج الذي تحدث عنه نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك ينبغي علينا ان نكون يدا واحدة في مواجهة هذه الافكار والشبهات التي أتت الينا بتقصيرنا في حق شبابنا.
فشبابنا ضاعوا ما بين متلقفهم من شهوة وبين متلقفهم من شبهة ونحن وقفنا كالمتفرج, وما اصاب شبابنا هو من تقصير أنفسنا.
ونحن نريد الوسطية التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وربى عليها الصحابة ذلك الجيل الفريد.
مطرقة وسندان
وما النصيحة التي يمكن ان تقدمها لهم؟
- الشباب بين مطرقة وسندان «الفراغ, الفتن, المعاصي, رفقاء السوء» ولذلك الشاب عندما يصبح ضحية هو مسكين لما يجني جناية هو ضحية المعصية والفراغ ضحية هذه الموجة التي تتلاطم ما بين اليمين والشمال فأنصح الكل ان تكون هموم الشباب هي همومنا هل هيأنا لهم البيئة الخصبة التي يقضون فيها فراغهم.
الشباب هم ثروة وثورة وحماس فلا تستطيع ان تقول لشاب لا تخرج واجلس في البيت سيتمرد أكيد ولكن اذا قلنا له بالاسلوب البسيط كما كان النبي عليه السلام يدعو الصحابة ليس بالشدة فنقول لهم يا أيها الشاب لا تغضب الله عز وجل بقربك للحرام وأهيب بأولياء الأمور بالاهتمام بالشباب فلابد من احتضانهم.
فالشباب يتولد لديه افكار يحس بانها هي الصحيحة وغيره على خطأ وهذا يتطلب تعاملا حساسا معهم فان جئته بشدة وغلظة تركك وراح الى غيرك وان تركته قصرت في حقه فينبغي ان تكون بيننا وبين الشباب شعرة معاوية.
والاسلوب السهل الممتنع للدخول في قلوب الشباب فهم يظنون ان في ديننا شدة وغلظة وعندهم افكار خاطئة عن الدين وانه ليس فيه مجال لأن يعيشوا حياتهم بسعادة وانبساط واذا استطعنا ان ننزع هذه الافكار العالقة في أذهانهم ونكون قد استطعنا ان نذيب الجمود الذي بيننا وبينهم فهناك فجوة بيننا وبين الشباب فالشاب لا يعلم بالفكرة التي أحملها عنه ثم اعترف بهذا الامر في اخطاء بعض الدعاة في دعوة الشباب جعلت منهم ينظرون الى الدعاة بقالب واحد.
فيجب ان تصل لهم بالابتسامة والبساطة والاعتدال وعدم التجهم فبعض الناس عندما يقابل الشباب ويجده يرتدي ملابس غير مناسبة تجده ينظر اليه نظرة احتقار فالشاب يرى انه بذلك قد خرج من الملة بهذه النظرة.
ينبغي ان تدخل على الشباب بالاسلوب المناسب الممتنع المحبب الى القلوب.
فالفضائيات لديها السم وهي تبتسم وتضحك للشباب فما بالنا نحن أهل الحق الذي حضنا نبينا صلى الله عليه وسلم على الكلمة الطيبة والرفق واللين فما بالنا لا ندعو شبابنا بهذه الطريقة.
واصدق القول ان شبابنا فيهم الخير الكثير.
وماذا عن مشاركتك في حل هموم وقضايا الشباب؟
- انا اعترف بتقصيري في هذا الجانب ولكن متى ما سنحت الفرصة في ذلك سواء كان في اماكن تجمعاتهم او زيارة بعض نواديهم او على الكورنيش يجب ان تكون لنا مشاركة وتكون لنا وقفة معهم حتى نزيل هذه الشكوك القائمة لديهم, ان ديننا ليس دين تشدد وليس دين تزمت وتنطع وما احوجنا في تبسيط ذلك التعقيد الى بساطة النبي صلى الله عليه وسلم.