في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لحفل وضع حجر الاساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والذي سيشرفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في شوال المقبل في ثول على ضفاف البحر الاحمر بتكلفة اجمالية للمشروع تقدر بنحو 10 مليارات ريال تم رفع الطاقة العمالية بالمشروع خلال الايام الماضية الى 15 ألف عامل يعملون على مدار الساعة لانجاز عدة مراحل اهمها مرحلة الاساسات وتنفيذ المباني الجامعية ومركز المدينة والمنطقة السكنية.
اعتبر مصدر مسؤول بمشروع انشاء وتجهيز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الذي تنفذه شركة ارامكو السعودية مع شركات عدة ابرزها بن لادن وسعودي اوجيه ان ما تم انجازه من ارساء للبنية التحتية والاساسات وقيام الانشاءات الرئيسية يعد انجازا بحد ذاته خلال فترة زمنية قصيرة والتي يشارك في تنفيذها والمشروع ككل 250 مهندسا و15 ألف عامل يعملون على مدار اربع وعشرين ساعة طيلة الثلاثة وعشرين شهرا المتبقية على انتهاء المشروع اذ من المتوقع حسب الخطة التشغيلية ان ينتهي المشروع بشكل كامل في سبتمبر 2009م.
حفل حجر الاساس
في حين تم التجهيز والاعداد لحفل وضع حجر الاساس واستكمال العمل خلال الـ360 ساعة عمل المتبقية عبر تسيير خيمة احتفالات ضخمة تعكف على تنفيذها احدى الشركات الايطالية ضمن مساحة تصل الى 10 آلاف متر مربع خاصة فقط بالاحتفال وتتسع الخيمة لعدد كبير جدا من الحضور اذ تبلغ مساحتها الفعلية ألف متر مربع.
واوضح المهندس احمد نصير احد المهندسين المشرفين في الموقع من شركة ارامكو السعودية لـ«عـكاظ» بأن المساحة الاجمالية للمدينة الجامعية تبلغ 36 مليون متر مربع وتتكون من خمسة اجزاء رئيسية وقد بدأ العمل الفعلي للانشاءات فيها منذ مايو 2006م، حيث شاركت مجموعة شركات محلية وعالمية في التصاميم الهندسية من باريس وهيوستن وتورينتو (كندا) والقاهرة وستضم الجامعة 25 مبنى منها 4 مراكز للابحاث العلمية بمساحة اكثر من 500 ألف متر مربع وسيتخلل المباني ممرات بحرية جمالية يقوم بتنفيذها وتطويرها شركات عالمية تتولى تنفيذ وتشغيل ايضا مولدات الكهرباء وابراج التبريد التي يتجاوز عددها خمسة ابراج كبيرة ستستخدم في تبريد المباني بشكل كامل.
واضاف انه تم الاخذ بعين الاعتبار في بناء المباني الجودة النوعية وجميع المواصفات القياسية والمعايير العالمية وتهيئتها مع بيئة المملكة بحيث يصل متوسط عمر المباني الى 100 عام كما ان هناك خمس ادارات تنفيذية تدير هذا المشروع الضخم.
المنطقة السكنية
واشار نصير الى ان البقعة السكنية والمطلة على البحر مباشرة ومساحتها اكثر من 2 مليون متر مربع قد تم تصميم اربعة نماذج لها من الفلل الحديثة تختلف مساحاتها بين 450م، 600م، 800م علاوة على الوحدات السكنية الموجودة في مركز المدينة، كما تمثل مساحة المباني السكنية والجامعية والمرافق المركزية حوالى 20% من المساحة الاجمالية للمشروع في حين ستكون باقي المساحة مفتوحة للتوسع في مشاريع الجامعة المستقبلية، لا سيما ان هناك بعض عمليات التعميق البحري التي يتم تنفيذها حالياً في البحر بآليات متقدمة جداً.
اهم المراحل الانشائية
ويأتي مركز المدينة في المشروع بمساحة تقريبية تصل الى 2 مليون متر مربع ضمن اهم المراحل الانشائية التي تتضمن الخدمات التعليمية ابرزها خمس مدارس للتعليم العام ومدرسة عالمية، وكذلك مستشفى كبير يخدم المدينة الجامعية ومرفأ بحري ومنطقة للقوارب الشاطئية، وايضاً مسجدان تم تصميمها بشكل يجمع بين الحداثة والعراقة ويستوعب الاول حوالى 1500 مصل والثاني 500 مصل، بالاضافة الى وجود مراكز ترفيهية للتنس والالعاب الرياضية وملعب كبير للجولف.
ويدعم المشروع كاملاً وجود قطاعات حكومية عدة تمثل معظم وزارات ومؤسسات الدولة.
معوقات المشروع
ومن ابرز المعوقات في الاعمال الانشائية التي واجهت المشروع تركزت في معالجة وتحسين التربة وتحويلها من ارض سبخة الى ارض صالحة لتنفيذ المشاريع والبناء، حيث تم معالجة تلك المشكلة عن طريق الضغط الديناميكي باستخدام 13 رافعة قابلة للزيادة وتحمل اثقال كبيرة تقوم باسقاطها على التربة عدة مرات مع مراعاة القياسات الفنية ومدى تأثير ذلك على التربة في كل محاولة تقوم بها تلك الرافعات التي تشرف عليها شركة مينارد، وبذلك تكون معالجة الارض على مرحلتين الاولى هي ضغط التربة والثانية عملية الردم.
وقد تم انشاء معمل في الجهة الغربية خاص بتصنيع الخرسانة للمشروع وتزويده اولاً بأول حسب احتياجات الخطة التشغيلية.
وتعد فكرة هذه الجامعة نقلة كبيرة لتحقيق تقدم نوعي بمجال البحث والتطوير سعياً لنقل المملكة الى رحلة الصناعة القائمة على المعرفة، على ان تكون هذه الجامعة عالمية متميزة تختص بالبحث العلمي والتطور التقني وتستقطب نخبة من العلماء والباحثين والخبراء المرموقين ذوي الكفاءات العالمية العالية والطلاب الموهوبين والمبدعين من السعوديين وغيرهم، وتوفير البيئة علمية متميزة للبحث والتطوير تساعد على اكساب التقنية وتوليد نقلها.