ما الفرق بين المسلسل الخليجي والمصري والسوري؟!
ربما هذا السؤال من اختصاص النقاد لا الجمهور. فهم الذين لهم الحق في طرحه وفي الإجابة عليه.
وبما أني من النوع الثاني (الجمهور) ولست من النوع الأول (النقاد)، لا أدعي القدرة على الإجابة المتخصصة الصحيحة، لكنني هنا لا أكتب نقدا فنيا ولا اجتماعيا ولا أكتب نقدا قط ولا أدعيه. إنما أبدي وجهة نظر ولكم فيها ماترون قبولا أو رفضا. ولعل الحديث عن المسلسلات في رمضان المبارك لا يُعاكس إتجاه الشهر الفضيل، إنما هو نوع من مجاراة الواقع! ونوع من السير على الرمضاء في اتجاه التيار! وهو إقرار بالحقيقة التي نراها جميعا مكشوفة ومعروضة في التلفزيونات العربية عبر شاشاتها الفضية المرسل إشعاعها إلى كل بيت.. فكلها تتسابق على عبارة (حصريا) وكلها تدعيها! وكلها تنشد الحصول على حق شراء العرض الأول للمسلسلات الجديدة التي يعدها أصحابها خصيصا للظهور بها في رمضان! حتى نجوم السينما تحولوا إلى نجوم تلفزيون فقط للعرض في رمضان وصار نجم الشباك لا تثبت نجوميته إلا بالظهور في مسلسل رمضاني وإلا فلا!! وكأن لا يكفي المواطن العربي دراما الواقع طوال العام حتى يأتوا عليه في شهر واحد ولا يتركونه يستروح روائح الجنة بما فيها من عذوبة ونشوة وإرتقاء. وبذلك تحوّل رمضان إلى سوق رائجة للدراما العربية! واذا كان التمويل الخليجي وراء صعود الدراما العربية إلى الفضاء، فإن هذا التمويل لم يخص الفنانين الخليجيين فقط بل بدأ (غيريًا) أي للغير ثم وصل إلى الخليجيين فيما بعد الذين دخلوا في الآونة الأخيرة فقط حلبة السباق أو بالتعبير الأكثر دقة حلبة المصارعة!!! عموما بعض الخليجيين مايقصرون في كل واد يهيمون!! وبصرف النظر عن مسألة الخبرة عند الثلاثة أصحاب المسلسلات المصرية والسورية والخليجية.. يمكن القول إن المصريين أصحاب صنعة مارسوها منذ زمن طويل على المسرح والسينما وساعدهم الفضاء على الانتشار الأوسع من خلال المسلسل التلفزيوني وهم مهرة في جعل مالا يحكى حكاية! أما السوريون فقد بدأوا من حيث انتهى غيرهم لذا في مدة وجيزة تفوقوا ونافسوا ثم سبقوا! واذا كان كل هذا لا يعنيني فإن مايعنيني شيء واحد هو الفارق الجوهري بينهم وبين الخليجيين.. فالمسلسل المصري والسوري الناجح يصنع حبكته الروائية من صفحات تاريخه الوطني بينما المسلسل الخليجي كالريشة التي تتقاذفها التيارات الهوائية كأنه طائر بلا مستقر ولا أرضية ولا عش ولاجذور! غارق إلى أذنيه في رفاهية حتى الدراما التي يصنعها دراما منتهى الرفاهية. الا إذا كانت حكاية المسلسل تعود إلى الماضي السحيق يوم كان الخليجي غواصا والطين يلطخ ثيابه.. ولا وجود قط للتاريخ المعاصر.. فأي مسلسل خليجي تناول بمهارة درامية حرب الخليج كما هي مسلسلات حرب رمضان مثلاً؟! أي معاناة بعد الحرب رصدها مسلسل خليجي كما هي معاناة الآخرين مرصودة في فنهم البديع؟! وفوق هذا بأموال الخليج يشتم الخليجي نفسه ويصفق، أنها ثالثة الأثافي!!
ربما هذا السؤال من اختصاص النقاد لا الجمهور. فهم الذين لهم الحق في طرحه وفي الإجابة عليه.
وبما أني من النوع الثاني (الجمهور) ولست من النوع الأول (النقاد)، لا أدعي القدرة على الإجابة المتخصصة الصحيحة، لكنني هنا لا أكتب نقدا فنيا ولا اجتماعيا ولا أكتب نقدا قط ولا أدعيه. إنما أبدي وجهة نظر ولكم فيها ماترون قبولا أو رفضا. ولعل الحديث عن المسلسلات في رمضان المبارك لا يُعاكس إتجاه الشهر الفضيل، إنما هو نوع من مجاراة الواقع! ونوع من السير على الرمضاء في اتجاه التيار! وهو إقرار بالحقيقة التي نراها جميعا مكشوفة ومعروضة في التلفزيونات العربية عبر شاشاتها الفضية المرسل إشعاعها إلى كل بيت.. فكلها تتسابق على عبارة (حصريا) وكلها تدعيها! وكلها تنشد الحصول على حق شراء العرض الأول للمسلسلات الجديدة التي يعدها أصحابها خصيصا للظهور بها في رمضان! حتى نجوم السينما تحولوا إلى نجوم تلفزيون فقط للعرض في رمضان وصار نجم الشباك لا تثبت نجوميته إلا بالظهور في مسلسل رمضاني وإلا فلا!! وكأن لا يكفي المواطن العربي دراما الواقع طوال العام حتى يأتوا عليه في شهر واحد ولا يتركونه يستروح روائح الجنة بما فيها من عذوبة ونشوة وإرتقاء. وبذلك تحوّل رمضان إلى سوق رائجة للدراما العربية! واذا كان التمويل الخليجي وراء صعود الدراما العربية إلى الفضاء، فإن هذا التمويل لم يخص الفنانين الخليجيين فقط بل بدأ (غيريًا) أي للغير ثم وصل إلى الخليجيين فيما بعد الذين دخلوا في الآونة الأخيرة فقط حلبة السباق أو بالتعبير الأكثر دقة حلبة المصارعة!!! عموما بعض الخليجيين مايقصرون في كل واد يهيمون!! وبصرف النظر عن مسألة الخبرة عند الثلاثة أصحاب المسلسلات المصرية والسورية والخليجية.. يمكن القول إن المصريين أصحاب صنعة مارسوها منذ زمن طويل على المسرح والسينما وساعدهم الفضاء على الانتشار الأوسع من خلال المسلسل التلفزيوني وهم مهرة في جعل مالا يحكى حكاية! أما السوريون فقد بدأوا من حيث انتهى غيرهم لذا في مدة وجيزة تفوقوا ونافسوا ثم سبقوا! واذا كان كل هذا لا يعنيني فإن مايعنيني شيء واحد هو الفارق الجوهري بينهم وبين الخليجيين.. فالمسلسل المصري والسوري الناجح يصنع حبكته الروائية من صفحات تاريخه الوطني بينما المسلسل الخليجي كالريشة التي تتقاذفها التيارات الهوائية كأنه طائر بلا مستقر ولا أرضية ولا عش ولاجذور! غارق إلى أذنيه في رفاهية حتى الدراما التي يصنعها دراما منتهى الرفاهية. الا إذا كانت حكاية المسلسل تعود إلى الماضي السحيق يوم كان الخليجي غواصا والطين يلطخ ثيابه.. ولا وجود قط للتاريخ المعاصر.. فأي مسلسل خليجي تناول بمهارة درامية حرب الخليج كما هي مسلسلات حرب رمضان مثلاً؟! أي معاناة بعد الحرب رصدها مسلسل خليجي كما هي معاناة الآخرين مرصودة في فنهم البديع؟! وفوق هذا بأموال الخليج يشتم الخليجي نفسه ويصفق، أنها ثالثة الأثافي!!