بعد جولتنا السابقة في المحافظات الشرقية لنجران نستكمل بمحافظاتها الشمالية الغربية: حبونا وثار وبدر الجنوب ويدمه، للكشف عن مزيد من احتياجات هذه المحافظات والوقوف عن كثب على هموم وآمال مواطنيها ومعاناتهم مع نقص الخدمات الضرورية لحياتهم.
تقفز الى سلم الهموم معاناة «حبونا» في ظل الامطار والسيول وعزلة اهالي القرى والهجر الذين تحتجزهم السيولةفي كننه واستن والسبت وسبوحة وقشيعة وعصيم بحيث لا يستطيعون التحرك الى أيّ مكان حتى تنحسر المياه عن الاودية حيث يعتبر وادي حبونا ثاني اهم واد بمنطقة نجران يعد الوادي الرئيسي بنجران ويأخذ مياهه من السراة الواقعة الى الشمال الغربي من نجران والى جهة الغرب من ظهران الجنوب وهناك سراة وعرة تسمى «قلة الموت» من اطراف بلاد الريث الشرقية حيث تأتي مياه الوادي من الفيض والجبل الاسود والذي سمي فيما بعد بـ«سراة عبيدة» اما من جهة الشمال فيتقاسم مياهه مع «حزوم» جنوب سهل العمق شرق خميس مشيط.
عُزلة السيول والامطار
ويعتبر وادي حبونا شريان الحياة للاهالي ومصدرهم الوحيد للشرب والزراعة الا انه مع تزايد اعداد السكان وطبيعة حبونا الجبلية يفتقر الوادي الى المجاري لتصريف مياه الامطار والى مخارج للمياه نحو الوادي وهي احد المشاريع التي بدأ العمل بها ولم ينته نظراً لانهيار العبارات الخرسانية التي انشئت هناك وخروجها عن مسارها بشكل كبير ادى لانهيارها نظراً لعدم قدرتها على مواجهة السيول.
منصور اليامي- من اهالي حبونا- يشير الى احتجاز غير قليل من القرى والهجر اثناء السيول وهطول الامطار الموسمية الغزيرة الى درجة انها تصبح معزولة تماماً ما لم تنحسر المياه عن الوديان.
مياه مالحة لاتصلح للشرب
وترتبط بمعاناة الاهالي اثناء السيول والامطار مشكلة اخرى هي مشكلة المياه المحلاة حيث ان مياه الآبار مالحة ولا تصلح للشرب وحتى مشروع المياه الذي تم ترسيته بالقرب من وادي حبونا كما يشير الى ذلك سالم السلوم، قد فوجئ الاهالي بنقله الى محافظة يدمة.. حدث ذلك رغم ارساء قواعد المشروع واساساته.
نقص الخدمات الصحية
ومن مشكلة المياه الى معاناة الاهالي مع الخدمات الصحية فمستشفى حبونا الذي تم انشاؤه قبل نحو ثلاث سنوات بسعة 50 سريراً ما زال بحاجة لافتتاح اقسام عديدة حتى يضع حداً لمعاناة الاهالي الذين يضطرون للسفر بمرضاهم الى نجران خاصة قسم النساء والولادة حيث لا وجود لأي عنصر نسائي فيه مما دعا الكثير لنقل زوجاتهم لمستشفيات اخرى خارج حبونا.
حمدي هميم وناصر اليامي طالبا بايجاد قسم للعناية المركزة بالمستشفى حتى لا يضطر الاهالي لنقل الحالات الطارئة الى نجران وقطع مسافة 90 كيلومترا مما ينعكس سلباً على صحة المريض اثناء نقله.
فرع للجوازات والاحوال وناد للشباب
وتكشف هذه الجولة من جانب آخر عن حاجة محافظة حبونا الى افتتاح فرع للجوازات وآخر للاحوال المدنية وان يرى مشروع نادي حبونا النور بعد ان ظل 30 عاماً في طي النسيان وايجاد حدائق كمتنفس للاهالي والعائلات حيث يشير صالح سالم اليامي هنا الى حديقة طرف المدينة محاذية للشارع العام وقد ذبلت اوراقها من الاهمال فاصبحت بلا اشجار او ملاه للاطفال معرباً عن امله في ان تقوم البلدية باعادة تأهيلها لتكون متنفساً لاهالي حبونا.
وفي قرية «الضيقة» الواقعة في المدخل الرئيسي للقادم من نجران اوثار ويدمة تحتاج هي الاخرى الى تقوية شبكة الهاتف والجوال وخدمات الانارة ونقطة للشرطة نظراً لتزايد اعداد العمالة الوافدة بالقرية.
وفي قرية «المجمع» يطالب الاهالي بتطوير مركزها الصحي المتواضع حيث لا اشعة ولا مختبر ولا طبيبة النساء مما يضطر معه المرضى كما ذكر ظافر البحري ومحمد بن عمودان وسالم اليامي وناصر البحري للذهاب الى مستشفى حبونا او نجران الا ان اكثر المطالب الحاحاً هو حاجة مزارعي قرية «المجمع» الى قيام سدود تحمي مزارعهم من الامطار الموسمية وتساعد المزارعين في زراعة محاصيلهم وايجاد فرع للدفاع المدني وثانوية للبنات وسفلتة الشوارع وتنظيم «سوق الخميس» اشهر اسواق الاغنام بالمنطقة.
ومن المشكلات المعلقة في قرية المجمع والتي يشير اليها منصور اليامي مشكلة منح الاراضي حيث سبق للبلدية ان اعتمدت توزيعها في مخطط «ام الغيران» الا ان توزيعها توقف بسبب خلاف بين البلدية وبعض الاهالي الذين يدعون ملكيتهم للارض منذ 40 عاماً فيما تقوم البلدية بازالة أي تعديات فيه وما تزال المشكلة قائمة حتى اليوم ولم يتم التوصل الى حل لها.
ولاتختلف حاجة قرى الجفة والحرشف والفرسة ووادي بطي عن بقية القرى والهجر التي تتعرض لمخاطر السيول والامطار وتظل حاجتهم قائمة لانشاء بعض الجسور لتفادي خطر السيول وعبارات لتصريف مياه الامطار.